حفلة قلق عولمة الجسد..وثقافة الفجأة الأردنية / ا. د حسين محادين

حفلة قلق عولمة الجسد..وثقافة الفجأة الأردنية..
تحليل علمي مواز

ا. د حسين محادين

السؤال التحليلي الواخز هنا؛ هل على عالم الاجتماع أن يكون منفعلا مع الرأي العام؛ ام أن يكون صاحب تشخيص علمي غير مجامل للعوام أو حتى الرأي العام الموسمي وانفعالاتهما التي لا تلامس جوهر مشاكلنا؟
1- بعيدا عن الابعاد الاخلاقية “الحرام الديني أو الدنيوي السائد” أو حتى السياسي والربح المالي كهدف ؛كما صرح أحد القائمين على هذا الحفل/ الذروه في المجاهرة بما جرى في حفلة “قلق” والتي أتقن تسميها بدقة لافتة لتظليل العوام وربما الحكومة معا.
2 – علميا؛ لقد جعلت العولمة الثقافية كأيدلوجيا فكرية واقتصادية طاغية في العالم الراهن ؛ونحن مجتمع متلق ومتأثر باطروحاتها حكما ولكن ؛ ربما بتسارع وتماشيا أكثر من غيرنا مع سياسات التغريب اي مع “نمط الحياة والحريات الفردية المطلقة في مجتمعاتنا المتحولة بتبعيتها العمياء للغرب وطقوس حياته وفقا لخصوصيتهم الحضارة المغايرة لمنظومتنا القيمة عربا ومسلمين.

3- لقد جعلت العولمة والمدعمة بسطوة التكنولوجيا والاتفاقيات الدولية التي وقعنا على اغلبها؛ فكرا وتأثيرها في يومياتنا وعلى مجمل حياتنا ؛جعلت من الجسد وملذاته مركزا للحياة والكون عبر تركيزها الإجرائي والممول الأفراد أو حتى شركات متعددة الجنسيات على اولوية “الجنس بنوعيه الطبيعي والمثلي معا،المخدرات، الكحول الفاخرة،
الاحذية العادية والرياضية والنظارات بماركاتها المشهورة، المطاعم العالمية ذات الزيوت الصناعية المهدرجة وهي الأشهر رغم عدم صحيتها؛ حيث نجحت في إقصاء مطابخنا التاريخية كجزء من هويتنا وذات الاطعمة الطبيعية والصحية ايضا الخ”.
4- اقول لقد جعلتنا العولمة الثقافية وأدواتها المتعددة عبر نجاحها في استهدافها للشباب من الجنسين بصورة اساس؛ مسرحا للاستهلاك المظهري والشو المربح لهم؛ بحيث أصبح تقليدنا لهم كمغلوبين حضاريا لهذا لغرب الرأسمالي المعولم الغالب لنا؛ لقد نجحت في جعل هذه المؤشرات في مجتماعات الهامش الدولي أسيرة عمياء إلى ما يسمى بثقافة الحداثة وما بعدها.

مقالات ذات صلة

وبناء على ما سبق أردنيا؛ لابد من التذكير كي لا تحتلنا الدهشات الاعلامية والاخلاقية الزائفة مما جرى في الايام القليلة الماضية؛مذكرا بالحقائق القبلية التي سبقت هذا الحفل الأتية:_

ا- أن أول مجلة الكترونية المثليين صدرت باللغة العربية هي من قبل شاب أردني واسمه مايكل 2006 غالبا حيث لاقت شهرة واسعة في الوطن العربي من الممارسين لهذا الفعل الشاذ.
ب- أن السفيرة الامريكية السابقة في الأردن – كما نشر اعلاميا- قد حضرت وباركت افتتاح أول لقاء/مؤتمر علني لهذه الشريحة المريضة من أبناء المجتمع الأردني اي انهم أردنيون وليسوا من المريخ كي لا تأخذنا الدهشة ايضا.
ج-بلغ عدد المشاركين في حفلة “قلق” على طريق المطار 6000-7000 شاب وفتاة ممن اشتروا بطاقات الحفل طوعا؛ والذي سبق باستضافة تلفازية لعدد من القائمين عليه قبل عدة أيام من إقامة هذا الحفل الصارخ. ترى لو وجهت دعوات لهؤلاء لحضور احتفال وطني أو ندوة ثقافية كم سيحضر منهم..ولماذا بتجرد؟

اخيرا..لماذا نغمض أعيننا أفراد ؛ واباء ومؤسسات مجتمع أهلية وحكومية ودينية واعلام عن؛ حقيقة ان شبابنا المتعطل عن العمل من الجنسين يعيش نوعا من الفراغ المتعدد العناوين؛ والاستبعاد الاجتماعي أهم من قبل السلطات وشياب السياسة ونواب في المشاركة في العمل العام عموما ،وهذه نتيجة منطقية بالمعنى العلمي الواخز لفشلنا في الإصغاء والتحاور الصادق مع شريحة الشباب من الجنسين الآخذة في التطرفين معا؛ الديني والدنيوية الوضعي اي من وضع البشر.
فهل ستحاور الدولة الأردنية شبابنا أنفسهم؛ وإيقاف حديثنا المجوج والقاصر للآن كمدعين كبارا للحكمة الواهمة التي نمارسها عليهم بأضرار مقيت…فهل نحن مستدركون..؟؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى