![](https://i0.wp.com/sawaleif.com/wp-content/uploads/2025/02/9524b147-ad7c-4f4f-a221-726034abc061-scaled.jpg?fit=2560%2C2560&ssl=1)
خاص سواليف
مقال الاثنين 10-2-2025
في غرفتي الصغيرة ، لدي كرسي أسميته ” #كرسي_الغيم ” ، في #فصل_الشتاء_المهيب كمعلّم عتيق ، أجلسُ عليه أطالع #منهاج_السماء ، انتظر درس المطر الشيق ، #الطبشور رذاذ ، و #السبورة زجاج المدى ، أتهجّأ كل شيء وأحفظ كل شيء كأنشودة قصيرة ، يتشكّل #الغيم_الغربي في بحر من الفضاء ؛هذا حصان ،هذه قلعة ، هذا وطن ، وهذا وجه أمي الغائب.. الطيور فواصل بين جُمل السحاب ، والريحُ زفير المعلّم ، أما الضباب ،فبعض الدخان الذي يطلقه أستاذ الفصول من تبغ الوقت بين الحين والآخر…
في غرفتي الصغيرة ، أقرأ كل شيء ، الأشجار الطّرِبة ، الأرض الرَّطبة ، الخراف التي تشبه النقط “…” في قصيدة التفعيلة التي تسمّى “سهلاً” ، الاسلاك الشائكة التي تحرس مساحات من البور ، “بكمات” المزراعين التي تطلق دخاناً أزرق في الطرق الترابية ، طلاب المدارس العائدين سيراً على الأقدام ، المعلّمات العائدات من المدارس الابتدائية وعلى أذرعهن دفاتر املاء ملوّنة، وأوراق امتحانات كانت قبل دقائق مسكونة بالرعب والتوتّر..و #طيور_برية وأخرى #مهاجرة تسافر في كل مكان حيث وجه الله والرزق المكفول..
في غرفتي الصغيرة ، أرى بيت الشَّعر كبيتِ شِعر كتُب على بحر الكرامة ، دخان الحطب المحترق بخور الطيبين، والغسيل الذي يقود دبكة الملابس فرحاً بالمطر اصدق من كل الدبكات المزيفة ، الصاج المركون قرب البيت بيت “الخبز” وبيت الخبرة ، براميل الماء الصدئة بحرٌ لا يعرف الجفاف ، ودجاجات العائلة تفعيلات منتظمة في قصيدة العيش البسيط..
في غرفتي الصغيرة ، أرتشف كل هذه التفاصيل الدقيقة ، أغمض عيني لأضم تحت جفني كل عائلتي…فالغيم أب ٌ ، والأرض أمٌ، والحرية شقيقة…
#أحمد_حسن_الزعبي
Ahmed.h.alzoubi@hotmail.com