الديكتاتورية المتلحفة عباءة المقاومة و الوطنية و القومية

#الديكتاتورية المتلحفة #عباءة_المقاومة و الوطنية و القومية

المهندس محمود “محمد خير” عبيد

هناك مثل شعبي يقول ” اللي ايده بالمي مش زي اللي ايده بالنار, و مثل اخر يقول “يلي بياكل العصي مو متل يلي بعدها, لذا نرجو ان لا نزاود على سقوط نظام أل الأسد بعد استبداد و قهر و نهب مقدرات سوريا على مدى نصف قرن من الزمن, فلا يحق لأي شخص على وجه الأرض كائنا يكن ان يزاود على وجع الشعب السوري الذي استشهد منه ما يفوق 1,000,000 سوري خلال 13 عاما”, و اعدم الألاف في سجون التعذيب و القهر في المزة, تدمر و صيدنايا و الخطيب, و هجر الملايين من الشعب السوري توزعوا في اقطاب الأرض و كم من هارب من بطش دكتاتورية أل الأسد و زمرتهم غرقوا في بحار العالم او فقدوا في غابات أوروبا و هم يبحثون عن ملاذ آمن لهم, خلال خمسة عقود و نيف من استبداد أل الأسد و دكتاتوريهم سلبت حرية مئات الألاف في سجون النظام الذي سقط, لم اكن و لن أكون في يوم مع أي نظام ديني, لأن الدين لم يتفق في يوم مع الحكم, نعم قد يكون من قاموا بالأنتصار قد لرفعوا راية الدين و لكن هم انتصروا لشعبهم و لمعاناة شعبهم و لم ينتصروا لدين فأهل سوريا و توزيعهم الديمغرافي 70% من السّنة (العرب)، 8 إلى 9% من العلويين (العرب)، 8% من السنة (الأكراد)، 8% من المسيحيين (العرب الأرثوذكس في الدرجة الأولى)، 2 إلى 3% من الدروز (العرب)، 1% من الشيعة (العرب وسواهم)، أقل من 1% من السنة (الشركس)، أقل من 1% من أقليات أخرى كاليزيدية والإسماعيلية، فهذا النسيج هو من يشكل سوريا الموحدة و لا يستطيع احد ان يتجاهل احد من مكونات المجتمغ السوري, فالجميع يطلق عليه سوري قبل ان يسأل عن مذهبه, دينه او عقيدته فعندما تسال شخص يقول لنا انا سوري مسلم او سوري مسيحي او سوري علوي او سوري درزي, فسوريا تاتي قبل أي مذهب او عقيدة فتركيبة سوريا كتركيبة لعبة ال Puzzle اذا فقدنا قطعة لن نستطيع تركيب اللعبة.

الى هؤلاء من يعتقدون ان النظام البائد هو رمز الصمود و التصدي و هو من سوف يقف في وجه العدو الصهيوني فهم واهمين, فالنظام السوري البائد و بشهادة الكثير من العسكريين و السياسيين هو من باع الجولان للصهاينة مقابل حكم سوريا و مقابل 100 مليون دولار اودعت في المصارف العالمية, لذلك نرجو ان لا يزاود على ما حصل في سوريا و يتباكى على سقوط الديكتاتور الخائن لوطنه و شعبه و امته هو و زبانيته, لأن من لم يعش معاناة الشعب السوري خلال خمسة عقود و لم يقتل له اب او اخ او يعتقل لن يشعر بمعاناة الشعب السوري فنظام نحتفظ بحق الرد للاختراقات الصهيونية لوطنه في حين كان يقصف أبناء شعبه في ادلب لا يحق لنا ان نطلق عليه و على نظامه انه سوف ينتصر لقضية مشرقنا القضية الفلسطينية, فالنظام الذي كان يقبع في سجونه ما يقارب من الف معتقل من المقاومة الفلسطينية من القسام و حماس لا يستحق ان نتباكى عليه, نظام قام باللعب على المشاعر الوطنية و القومية للشعوب من خلال شعار حزبهم الصهيوني و الذي يطلق عليه حزب البعث و الذي كان شعاره, وحدة حرية اشتراكية, فالشعب السوري لم يشهد أي وحدن منذ ان استلم حزب البعث السلطة عام 1963 و لم يرى في يوم نور الحرية اما عن الاشتراكية فحدث و لا حرج, الاشتراكية كانت في عرف آل الأسد بان يستولي نظام الديكتاتور و زبانيته على مقدرات الوطن و الشعب و ان يحصلوا على الثراء الفاحش على حساب الشعب, هل تعلمون بان عوائد النفط السوري كانت تودع في حسابات الديكتاتور و لم يصرح عن هذه العوائد في أي ميزانية من ميزانيات سوريا على مدى 50 عام, و لكن كانت مصاريف صيانة ابار النفط تدفع من قبل السوريين, فهل تقبلون بهذا يا وطنيين و قوميين من تزايدون على قرار الشعب السوري باسقاط نظام الطاغية و زبانيته, هل تعلمون بان أماكن و احداثيات تجمعات و احداثيات الجيش السوري و التي يقوم بقصفها الصهاينة منذ سقوط نظام الطاغية قام بتسليمها الرئيس الساقط بشار الأسد باعتراف قيادات عسكرية صهيونية و هو من كان يخون حلفائه بتزويدهم باماكن وجود العسكريين الإيرانيين في سوريا, فالطاغية و الخائن لم و لن يكون في يوم ينتصر لوطنه و شعبه و امته.

مقالات ذات صلة

نتطلع في المقام الأول بان يكون سقوط هذا النظام عبرة لكافة الأنظمة التي تعبث بمقدرات اوطانها و شعوبها و تحجز حريات أبناء شعبها سوف يأتي اليوم ليسقطوا كما سقط الطاغية بشار الأسد, نرجو من هذه القيادات ان تعمل على مراجعة حساباتها قبل ان يقع الفأس بالراس و يواجهوا نهاية كنهاية بشار الأسد,

نحن ضد أي حكم ديني و ننظر الى سوريا منارة الحضارة و الفكر و الثقافة ان تكون ايقونة الدولة المدنية في هذا الإقليم و تكون نموذجا” للديمقراطية و الحرية التي يطمح اليها كل سوري بغض النظر عن دينه, عقيدته, عرقه, نعم قد يكون من نجح بأسقاط النظام البائد أصحاب خلفية دينية و لكن نرجو ان ينتهي دورهم هنا و يمكنهم ان يشكلوا اطار سياسي لهم ضمن المنظومة الشعبية و السياسية في سوريا و يكون لهم تواجد ضمن هذه المنظومة, فاذا ما اختارهم الشعب السوري بشكل ديمقراطي بكافة طوائفه و اعراقه ليكونوا على سدة الحكم في سوريا عندها نقول لهم نتطلع الى انجازاتكم.

سوريا اليوم بحاجة الى إعادة بناء, بناء لدستورها, بناء لمكوناتها المجتمعية, بناء لمنظومتها السياسية, بناء لمنظومتها القضائية, بناء لبنيتها التحتية و منظومتها العسكرية و القضائية, بناء للتركيبة النفسية التي اهلكت خلال 50 عام من الديكتاتورية إعادة تأهيل للمنظومة الأخلاقية, هذا لن يأتي في يوم و ليلة, من المفترض ان يتم تشكيل مجلس حكم مكون من قامات فكرية و سياسية من كافة الطوائف و الأعراق تمثل محافظات سوريا فأبناء سوريا الذين كانوا حجر أساس في بناء العديد من دول العالم لن يكونوا عاجزين عن بناء وطنهم, مهمة هذا المجلس العمل على صياغة دستور جديد مدني, ديمقراطي للبلاد, العمل على بناء المنظومة القضائية و تقديم المجرمين الذين استباحوا أرواح الشعب السوري و مقدراتهم للمحاكمة العادلة و بشكل حضاري بعيدا” عن الإعدامات الميدانية و الفردية, فمن ينقلب على الظلم و الطغيان لا يمارسه في سلوكه و تعامله مع من ظلمه فالشعب السوري ارقى بكثير من ان يقوم بأعمال فردية.

لقد عانى السوريون من القهر والفقر والحرمان، وسياسة الفساد المستشري في مفاصل الدولة، وتدمير البنى التحتية والنفسية والاجتماعية، وتهجير الموارد البشرية. حيث هاجر أكثر من نصف الشعب السوري هربا” من طغيان نظام ديكتاتوري و لعدم شعورهم بالأمان في وطنهم.
لقد وصلت سوريا خلال خمسة عقود الى حالة من الفشل في كل نواحي الحياة بعد ان كان يضرب بها المثل بشعبها و حضارتها و انتمائها لأقليمها، في ظل نظام سياسي و حكم قاتل هدفه تدمير سوريا، و تفريغ الحقد الدفين داخل كل شخص من طائفته ضد الأخرين,
ان ما تمر به سوريا اليوم يتطلب من كل سوري مخلص من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، التعاضد والتكافل، و ان يعملوا ضمن مسار وطني لتعزيز تحررهم من حكم الطاغية البائد, فهذا لن يحصل الا بجهود جميع السوريين والسوريات من جميع الطوائف و الأعراق، و ذلك حتى يتمكنوا من تحقيق تطلعاتهم و امانيهم و حتى يتمكنوا من الخروج من هذه المرحلة الحرجة والحساسة نحو استقرار مستدام وشامل، بحيث يعمل على إدارة الدولة السورية نخبة من التكنوقراط أصحاب الكفاءات الوطنية التي تضع المصلحة السورية أمامها بوصلةً لمسارات التحديث و مجاراة العالم بالتقدم و العلم و لتبقى سوريا منارة المشرق و قبلة كل من يسعى ان ينهل من جدول الحضارة السورية, و للوصول إلى دولة ديمقراطية تعددية يحكمها الأفضل بغض النظر عن عرقه او طائفته او دينه, دولة عصرية منفتحة على العالم، تساهم في إثراء الإرث الإنساني، وبناء السلام الدولي، وتتحقق فيها المصلحة الوطنية السورية ورفاه مواطنيها، والخلاص من كل أشكال الظلم و الاستبداد, فالشعب السوري كان و ما زال و سيبقى شعب واحد، یتساوى أفراده في الحقوق والواجبات دون أي تمییز بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدن أو المذهب. فالشعب السوري بعمقه الحضاري والثقافي والدیني الثري والمتنوع، سوف يتمكن من بناء وطنه و دولته على قاعدة الوحدة في التنوع، بمشاركة كل مكونات المجتمع السوري دون أي تمییز أو إقصاء.

لذا علينا ان نزايد على الخيار السوري الحر, فلا ينسى الجرح من لا يزال جرحه ينزف، ولا ينسى الضرب من لا زالت به آثار الضرب، ولا ينسى الخيانة الا من كانت روحه تغرق في الخيانة، فأرجوكم لا تزايدوا على الشعب السوري و قرارهم بالانتهاء من حكم طاغية الطواغيت, علينا ان لا ننكر على الشعب السوري نضاله من اجل ان يتنفس الصعداء و يتحلل من جبروت الطاغية و زبانيته,

كل ما نتمناه و ندعوا الله ان يتم تقسيم سوريا و ان لا نجابه سايكس بيكو جديدة, علينا ان نشارك 25 مليون سوري بقراره بالتحرر و الانتصار لحريته وحقوقه وقانونه ومستقبله, و كل ما نتمناه ان ترى سوريا شمس الحرية و الانفتاح على العالم من جديد بعد 61 عاما من دكتاتورية حزب البعث التي كانت مظلمة تماما طوال فترة حكمها.

حمى الله سوريا ارضا” و شعبا” و حضارة و ادامها منارة لبلاد الشام التي نعتز باننا جزءا” منا و نحن جزءا” منها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى