
#محمد_طمليه
عدتُ من مشوار تافه ما كان يجب ان أذهب له أصلاً: ركنتُ سيارتي بعيداً, وجئت الى شقتي مشياً: قابلت حارس البناية في المدخل. قلت له: سأبقى في الداخل, وعليك ان تضع شمعاً أحمر على غال الباب من الخارج. ليتضح لي ان حارس البناية يحتفظ بكميات ضخمة من الشمع الأحمر في غرفته الحقيرة أسفل البناية..
وها أنذا وحدي, والباب محكم الاغلاق. ثم انني أسدلتُ الستائر, وأرخيت “الأباجور”. ودسستُ عقب سيجارة في الثقب بحيث لا ينسرب ضوء أو صوت, وجلستُ أفكر بي, وبك: ما ينقصنا هو الانطلاق/ البدء/ الشروع والاقدام والمثابرة/ الانعتاق/ الفكرة أن نرتحل وننجو/ أن نقفز من مركب يغرق مع أنه لا يوجد ماء/ التخلص مما هو قائم, وما كان قائماً, وما يمكن أن يقوم/ الخروج من وضعية الاختباء, والتوجه الى ما هو ضروري وأساسي وجوهري: قولي أنه لا يوجد شيء جوهري: أنت جوهرية, وأنا…
لن أكمل, فثمة شمع أحمر في روحي.