
مُرشَّح ” يَرقد في العِناية المُركَّزة
ولا أعلم ما الدوافع التي دفعت بشيخ العرب ، بالإصرار علي الترشُّح لعضوية البرلمان المصري ، وهو يعاني ظروفاً صحية حرجة .. وبات لا يقدر علي الحراك مثلما كان .
وكان العجيب ، تحمُّل المرشَّح همام ، أوجاع المرض ، باذلاً للجُهد الحركي الكبير ، متجولاً بنشاط واسع داخل دائرته .. لأجل إكتمال دعاياه الإنتخابيه .. ثم مع دخول فترة الصمت الإنتخابي ، يدخل عمِّنا همام ، في حالة مرضية صعبه ، تُجبره علي عدم إنتخاب نفسه ، ولا حتي شِهادة أيام الإنتخابات ، ليري مؤيديه ، ودعوات مناصريه له بالنصر والفوز !!
كانت ظروف المرض أقوي من عمَّنا همَّام .. حتي أجبرته علي الرقود في العناية المُركزة .. ليصبح بين يديِّ الله ، إما عافيه وإما موت ورحيل!!
يموت المُرشح المُسن ، الشيخ همام .. يموت داخل حجرة العناية المُركزة ، قبل أن تُعلن نتيجة الإنتخابات .. وبعدها بأقل من 24 ساعة .. تُعلن نتيجة التصويت .. فيُعلم أن شيخ العرب همام ، خارج تعداد الفائزين بعضوية البرلمان ..!!
ثم سألت نفسي ، ماذا لو نجح شيخ العرب ، وأصبح عضواً (وقد إنتقل إلي مُعسكر الموتي).. هل تُعاد الإنتخابات في دائرته برحيله ؟؟ هل يسمح القانون بإختيار المُرشَّح الذي يلِيه في نتائجه ؟؟
وإذ ربما كانت الصُدفة القدرية ، موت المُرشَّح الخاسِر في السباق الإنتخابي ، كي لا تتصدَّع رأس الدائرة ، بدعايا جديدة وصراعات جديدة .. ومرشحون جُدد ، وتُعاد الكَرَّه من جديد بقرارات قد يؤديها البعض ويرفضها آخرون ، وتُصنع شيئاً من الفوضي والمشاحنات ، لم تكُن في الحسبان !!
ولنا في حدوتة الشيخ همام ، عِظه وعِبره ..فالعجب كل العجب للمساكين الغافلين المتشبِّثين بالدنيا وزينتها ، حتي وهم يصارعون الموت .. بل وهم في النزعات الأخيرة .. غايتهم “الحصانه والمكانه والوجاهه ” يسعون لها ، حتي آخر نَفَس في أجسادهم !!
نعم لقد باتت أطماع الدنيا الزائلة ، واقعاً يُلتَمَس منذ ميلاد الإنسان وحتي آخر أنفاس له في دُنياه .. إلا مَنْ رحِمَ ربي .. وقد إعتبر وإهتدي
!!