
يواجه #أطفال_غزة_الجرحى والمرضى و #المصابون #معاناة مضاعفة خلال محاولات إجلائهم للعلاج خارج القطاع، وسط #قيود لوجستية وأمنية وسياسية يفرضها #الاحتلال الإسرائيلي، في وقت تتزايد فيه أعداد الوفيات بين من ينتظرون فرصة للعبور.
مجلة “إيكونوميست” البريطانية وصفت عملية الإجلاء بأنها “مرهقة ومعقدة”، مشيرة إلى أنه قبل #الحرب كان المرضى يغادرون غزة عبر تصاريح لمدة 24 ساعة يصدرها جيش الاحتلال، بمعدل يقارب 2000 شخص شهريا.
لكن مع اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، توقف هذا المسار، وسمحت مصر مؤقتا بمرور نحو 1500 مريض شهريا عبر معبر رفح. وبعد سيطرة إسرائيل على المعبر في مايو/أيار 2024، أغلق الطريق كليا باستثناء فترة قصيرة أثناء إحدى الهدن.
ومنذ انهيار اتفاق الهدنة في مارس/آذار الماضي، لم يسمح إلا بمغادرة 89 مريضا شهريا فقط، وهو رقم ضئيل يجعل إجلاء جميع المرضى على قائمة الانتظار يستغرق نحو 15 عاما، وفق تقديرات الطبيب هاني إسليم من منظمة أطباء بلا حدود.
وبحسب المنظمة، توفي 19 من أصل 200 مريض على قوائمها منذ إبريل/نيسان الماضي، بينهم 12 طفلا. وأعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة 740 مريضا منذ يوليو/تموز الماضي، من بينهم 137 طفلا كانوا على قوائم الانتظار.
مشاركة غربية ضئيلة
أفاد تقرير “إيكونوميست” بأن الدول الغربية ساهمت بنسبة ضئيلة جدا في استقبال جرحى غزة. فمن بين 2663 مريضا تم إجلاؤهم منذ يوليو 2024، استقبلت مصر أكثر من 60% منهم، فيما استقبلت الأردن والإمارات حوالي 30%.
ولم تستقبل الولايات المتحدة سوى 28 مريضا، بينما استقبلت بريطانيا 3 مرضى فقط، في وقت يقدر فيه عدد المرضى الغزاوين المحتاجين للعلاج خارج القطاع بنحو 16 ألف مريض، وفق الأمم المتحدة.
وتوضح المجلة أن نصف هؤلاء المرضى تقريبا من الأطفال الذين لا يستطيعون السفر بمفردهم، ما يفرض مرافقة 4176 شخصا معهم، معظمهم من الأمهات أو القائمات على رعايتهم.
قصة عبير وطفلها
ومن بين القصص الإنسانية المؤلمة، تبرز حالة الأم الفلسطينية عبير علاء، التي تقيم في مصر منذ فترة قصيرة مع ابنها البالغ 7 سنوات، الذي فقد ساقيه في غارة إسرائيلية. تنتظر عبير إجلاء طفلها للعلاج في الولايات المتحدة، لكن الإجراءات المعقدة حالت دون سفره حتى الآن.
وقالت منظمة “هيل بالستاين” الأمريكية، التي تكفلت بعلاج نجل عبير ومرضى آخرين، إنها تتحمل كامل تكاليف العلاج أو توفر مستشفيات مستعدة لاستقبالهم مجانا، شرط توقيع المرضى على تعهد بالعودة إلى غزة بعد إتمام العلاج.
قطرة في بحر
التقرير شدد على أن الإجلاءات الطبية الحالية لا تمثل سوى “قطرة في بحر” من الاحتياجات الإنسانية الملحة، مؤكدا أن استمرار عرقلة إسرائيل للمساعدات الإنسانية وقصفها للمنشآت الطبية، يحرم آلاف المرضى من استئناف علاجهم داخل غزة، ويبقي مصيرهم معلقا بين الموت وانتظار غير محدد الأجل.