الغارديان: محاولة اغتيال مفاوضي حماس تكشف وجه حكومة نتنياهو المارق

#سواليف

أكدت صحيفة #الغارديان البريطانية في افتتاحيتها أن تراخي الموقف الغربي أتاح لرئيس وزراء #الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاوز جميع الخطوط الحمراء. ورأت أن “محاولة #اغتيال وفد حركة #حماس التفاوضي في عاصمة حليفة للولايات المتحدة تعكس سلوك #حكومة_مارقة لا تكترث بالسلام”.

وأشارت الصحيفة إلى شهادة والدة أحد #الأسرى الإسرائيليين في غزة عقب الغارة على قطر الثلاثاء الماضي، إذ تساءلت: “لماذا يصر نتنياهو على إفشال أي اتفاق يُبرم؟”. وأضافت الصحيفة أن الهجوم على فريق حماس التفاوضي في الدوحة مثّل دليلاً قاطعاً على أن قضايا السلام وإعادة الأسرى الإسرائيليين لا تأتي ضمن أولويات نتنياهو الراهنة.

وتابعت أن الغارة، التي نُفذت بينما كانت مقترحات وقف إطلاق النار المدعومة من دونالد ترامب قيد النقاش في عاصمة حليف وثيق لواشنطن، ضمنت عملياً تعطيل أي إمكانية لعودة المفاوضات قريباً.

وبحسب الصحيفة، فإن إسرائيل بررت الهجوم بأنه رد على عملية إطلاق نار تبنتها حماس في القدس يوم الاثنين وأسفرت عن مقتل ستة أشخاص، لكن العملية جاءت أيضاً في وقت أمر فيه الجيش الإسرائيلي بإخلاء كامل لمدينة غزة تمهيداً لغزو شامل، ما ينذر بمزيد من الموت والمعاناة لسكان يعيشون أصلاً أوضاعاً إنسانية كارثية.

وأضافت الغارديان أن إنهاء المعاناة لا يتوافق مع أهداف نتنياهو وحلفائه من اليمين المتطرف، الذين يطمحون لإقامة ما يُعرف بـ”إسرائيل الكبرى” متجاوزة حدود عام 1967. وأشارت إلى أن الموقف الغربي تجاه هذه السياسات اتسم بالجبن والقصور المؤلم، بينما يواصل ترامب إطلاق مواعيد نهائية ووعود فارغة عبر وسائل التواصل، في حين يستغل نتنياهو الدعم العسكري الأمريكي ليضرب حيث يشاء دون رادع.

ورغم انتقادات الرئيس الأمريكي لإسرائيل بعد هجوم الدوحة لانتهاكها سيادة حليف للولايات المتحدة، فإنه لم يتراجع عن دعمه للهدف المعلن بالقضاء على حماس، ما يعكس غياب أي خطوط حمراء حقيقية أمام حكومة إسرائيل المتطرفة.

وترى الصحيفة أن هذه التطورات تفرض على قادة أوروبا، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ممارسة ضغط جدي على واشنطن وتل أبيب. فالتصريحات التي أطلقها ستارمر قبيل لقائه الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتزوغ حول “سذاجة” التخلي عن الجهود الدبلوماسية تبدو بلا قيمة أمام استهداف العملية التفاوضية ذاتها في الدوحة.

كما نقلت الصحيفة عن تقرير للجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني دعوته لندن إلى تبني مواقف أكثر جرأة وحزماً لعزل حكومة ترتكب جرائم حرب علناً، وحثه الاتحاد الأوروبي على استبدال الخطابات المتكررة بإجراءات عملية ذات أثر اقتصادي ملموس.

وختمت الغارديان بالقول إن الولايات المتحدة وحدها قادرة على وقف حملة نتنياهو التي وصفتها بـ”الإبادة الجماعية في غزة”، لكن الموقف الأوروبي المتردد رسخ قناعة لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بقدرته على رسم مستقبل الشرق الأوسط وفق أجندات اليمين المتطرف. وأشارت إلى أن الدعوات المتزايدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وإن كانت مهمة من الناحية الرمزية، تظل عاجزة أمام القصف المستمر لغزة، وزعزعة الاستقرار في الخليج، والتوسع الفعلي في الضفة الغربية.

المصدر
الغارديان
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى