وثيقة “إسرائيلية”: “حماس” نجحت في إبراز المجاعة بغزة ووضعت “تل أبيب” في مأزق دولي

#سواليف

سرّبت وسائل إعلام إسرائيلية معارضة، اليوم الاثنين، #وثيقة داخلية صادرة عن #جيش_الاحتلال، أعدّها رئيس جهاز التدريب في القوات البرية، العميد في #قوات_الاحتياط غاري هازوت، وتُظهر #فشل عملية ” #عربات_جدعون ” التي تهدف إلى #احتلال_مدينة_غزة، إذ لم تحقق أيًا من أهدافها حتى الآن، سواء على صعيد استعادة #الرهائن أو إلحاق #الهزيمة بـ” #حماس “.

و “عربات جدعون” هي خطة عسكرية أقرّها المجلس الوزاري الأمني المصغّر للاحتلال الإسرائيلي “كابينت” مطلع أيار/مايو 2025، بهدف تحقيق حسم سياسي وعسكري في قطاع غزة عبر ثلاث مراحل ميدانية.

وتشمل العملية استخدام خمسة عوامل ضغط ضد حركة “حماس”، من بينها تفكيك بنيتها العسكرية، واستعادة الرهائن، وفرض سيطرة أمنية إسرائيلية على القطاع، إلى جانب تهجير السكان من مناطق القتال نحو الجنوب. وقد بدأ جيش الاحتلال تنفيذ الخطة باستدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، وسط انتقادات داخلية وخارجية بشأن أهدافها وتداعياتها الإنسانية والسياسية.

مقالات ذات صلة

وبحسب الوثيقة المسربة، فإن “إسرائيل” في المرحلة الثانية من العملية كانت تسعى إلى “ردع حماس بهدف التوصل لاتفاق”، دون أن تضع هزيمتها كهدف مباشر، وهو ما أدركته الحركة واستثمرته في بناء مواقفها وتكتيكاتها القتالية.

وتقر الوثيقة بأن الدولة العبرية “ارتكبت كل خطأ ممكن” خلال العملية، مشيرة إلى أن “أساليب القتال التي اتبعتها لم تتوافق مع عقيدة القتال”، كما أنها لم تكن ملائمة لطبيعة أسلوب “حماس” في المواجهة.

واتهم العميد إسرائيل بـ”التراخي” في التخطيط وتقديم المساعدات الإنسانية، لافتًا إلى “نجاح حماس في إبراز المجاعة في القطاع، مما وضع تل أبيب في موقف دولي صعب، وأفقدها الشرعية في مواصلة العمليات العسكرية”.

كما أشار إلى أن التقدم الميداني كان “أبطأ من المتوقع”، واقتصر على مناطق سبق أن اجتاحها الجيش، ما أدى إلى استنزاف القوات والموارد، وانهيار “المنطق الاستراتيجي للاجتياح”. وأضاف أن “الأولوية في المعركة كانت لأمن الجنود، دون تحديد إطار زمني واضح للقتال”.

وفي أعقاب التسريب، توعّد جيش الاحتلال بفتح تحقيق، مؤكدًا أن “هذا محتوى نُشر دون تفويض أو موافقة الجهات المختصة”، مشددًا في الوقت ذاته على أنه “حقق أهدافه المحددة في إطار العملية، وحقق العديد من الإنجازات”.

ويُذكر أن رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، كان قد اعترض سابقًا على بدء المرحلة الثانية من عملية “عربات جدعون”، ما تسبب في تصادم مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إذ احتج زامير على توقيت العملية، محذرًا من أنها قد تؤدي إلى استنزاف الجنود، فيما توقعت بعض وسائل الإعلام أن يدفعه ذلك إلى تقديم استقالته.

ويرى بعض المراقبين أن احتجاج زامير جاء في إطار “التنصل من المسؤولية” في حال فشل العملية، وإلقاء اللوم على رئيس الحكومة.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي مطلق، حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، أسفرت، وفق إحصاءات مفتوحة، عن استشهاد 63 ألفًا و 459 فلسطينيًا، وإصابة 160 ألفًا و256 آخرين، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود، ومجاعة أودت بحياة العشرات، فيما يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف نزوح قسري وسط دمار شامل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى