
على وقع #نزوح آلاف #العائلات من مناطق شرق وجنوب مدينة #غزة، في ظل العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عشرة أيام، تتفاقم #معاناة #المدنيين الذين يفتقدون أبسط #وسائل_النقل للانتقال بعيدًا عن مناطق القصف.
ومرد ذلك يعود إلى التراجع الحاد في أعداد ” #الحمير ” وعربات الدواب داخل القطاع، بعد أن سرق #جيش_الاحتلال العدد الأكبر منها خلال الأشهر الماضية، وقام بترحيلها إلى دول أوروبا، بهدف ممارسة أقصى درجات الضغط الإنساني والنفسي على المدنيين داخل القطاع.
القصة من بداياتها
منذ الأيام الأولى للحرب الإسرائيلية على القطاع، فرض الاحتلال حظرًا على دخول #الوقود إلى #غزة، ما أدى إلى تعطّل آلاف #السيارات و #المركبات عن العمل، ويقدر عددها بـ 71 ألف مركبة، ولم يبقَ سوى عدد محدود يعمل بالسولار الصناعي المنتج محليًا، ولكن تضاعفت أجرة النقل لمستويات خيالية.
نتيجة هذه الأزمة، قفزت أجرة النقل في غزة لأكثر من عشرة أضعاف؛ فقبل الحرب، كان بإمكان المواطن أن ينتقل من أقصى جنوب القطاع إلى شماله بمبلغ لا يزيد عن 7 شواكل (2 دولار)، ولكن الآن تضاعفت تكلفة نقل الراكب الواحد من منطقة لأخرى بمبلغ يزيد عن 90 شيكل (27 دولار).
أمام هذا الواقع، لجأ السكان إلى استخدام عربات تجرها الدواب، وخاصة “الحمير”، في التنقل ونقل المياه والمواد الغذائية، وجلب الحطب، وحتى في تنقل الطواقم الصحفية والإغاثية، بل وحتى في إجلاء الشهداء والمصابين، بعد خروج غالبية سيارات الإسعاف عن الخدمة. وتحولت “عربات الكارو” إلى عصب الحياة اليومية في غزة المحاصرة.
لكن هذه الدواب لم تسلم بدورها من نيران الحرب؛ إذ قُتل الكثير منها جراء القصف أو الجوع والإرهاق، فيما تعرض المئات منها لواحدة من أغرب مظاهر الحرب وهي السرقة المنظمة على يد قوات الاحتلال.
الإنقاذ البيطري!
خلال العمليات العسكرية التي شنها جيش الاحتلال على القطاع، والتي طالت أكثر من 81% من مساحته، قام جنود الاحتلال بعمليات سرقة واسعة ومنظمة لـ “الحمير”، حيث جُمعت في حظائر قريبة من أماكن تواجد قواته داخل القطاع، ثم نُقلت إلى الداخل الإسرائيلي، وتسلمتها جمعيات معنية بالرفق بالحيوان. ومن هناك، تم ترحيلها إلى دول أوروبا، وتحديدًا فرنسا وبلجيكا، بدعوى إنقاذها من ظروف الحرب وتقديم الرعاية الطبية لها.
قاد هذه الحملة جمعية إسرائيلية تسمى “لنبدأ من جديد”، وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فقد عللت ذلك بأن سرقة الحمير من غزة كان بهدف “إنقاذها من جحيم المعيشة”. على حد قولها.
وأشارت الجمعية إلى أنها قامت بترحيل جزء من الحمير إلى فرنسا لوجود مساحات واسعة تتيح لها العيش بحرية، بينما تُحضّر لنقل دفعة أخرى إلى بلجيكا.
سخرية مليئة بالقهر
أثار الموضوع حينها الكثير من الاستغراب والسخرية الممزوجة بالقهر، ومع تظهّر نتائج الخطوة الإسرائيلية بعد اشتداد أزمة النقل والمواصلات، أدرك أهالي القطاع أن الأمر يهدف إلى ممارسة أقصى درجات الإذلال النفسي لهم، حيث لم يجدوا من يتحرك لإنقاذهم، بل وجدوا دولًا تتكفل بإجلاء الدواب والحمير.
يقول المواطن أسعد النبريص لـ “قدس برس”: “بدهم يهدوا حيلنا، بدهم يكسروا رجلينا، محتارين كيف يقهرونا، حتى الحمير اللي كنا نتنقل عبرها سرقوها منا”.
أما شقيقه يحيى، الذي يعمل في مهمة نقل المياه المحلاة وبيعها، فيقول لـ “قدس برس”: “كنت أستاجر الحمار بـ 100 شيكل (حوالي 30 دولار) لنقل كوب الماء من منطقة لأخرى، وأبيعه للنازحين في المخيمات، ولكن الآن تضاعفت أجرة الإيجار لأكثر من 300 شيكل. والله، لا أقدر على الربح من الناس الغلبانة والعطشانة في الخيم”.
وبدعم أمريكي، ترتكب دولة الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل، والتجويع، والتدمير، والتهجير القسري، متجاهلة كافة