
#الجوع يقتل #أطفال_غزة
خوله كامل الكردي
تزداد وتيرة وفاة الأطفال في قطاع غزة نتيجة سوء التغذية و منع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية للمرضى منهم، والذين يحتاجون إلى نظام غذائي صحي يحدده الأطباء نظراً لحالتهم المرضية. فمعاناة الأطفال لا تنتهي مع رفض قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمر لإدخال ما يلزم لعلاجهم و مداواتهم، فصرخت الطفل عبدالله أبو زرقة ذي الخمس سنوات، تردد صداها في أرجاء العالم، لكن هذا العالم و مع استغاثات الأبرياء في قطاع غزة، كعادته و مع معاناة أهل فلسطين وفي القلب منهم معاناة أهل غزة، يتقاعس عن تلبية نداءات استغاثتهم، و تلك المماطلة تجر الويلات على أهل غزة المنكوبين، فهل كان صراخ و نداءات أطفال غزة لإنقاذهم من براثن مقتلة التجويع، والتي فرضتها عليهم قوات الاحتلال الإسرائيلي، وجدت آذاناً صاغية و أثرت في ضمير المجتمع الدولي؟! أم هل كان من الضروري أن يبكي ويصرخ الطفل عبدالله أبو زرقة و العديد من أطفال غزة من عذاب الجوع و المرض، حتى يتحرك هذا المجتمع المتخاذل و من خلفه المنظمات والمؤسسات الدولية و الأممية و الإقليمية، و يسارع إلى إجلاء الطفل عبدالله من القطاع إلى تركيا لعلاجه في المدينة الطبية في أضنة؟! و تقديم الرعاية الصحية اللازمة له ولاخته حبيبة ذات الخمس شهور، لكن و للأسف و بعد فوات الأوان توفي الطفل عبدالله، و مازالت شقيقته الصغرى تتلقي العلاج المناسب لها، كل ذلك بسبب مماطلة الاحتلال الإسرائيلي علاج الطفل عبدالله و كل طفل في غزة إلى أن ساء وضعه الصحي، و تعرضت شقيقته لمضاعفات صحية خطيرة، مما استدعى اجلائهما بسرعة و بصورة عاجلة لامدادهما بالرعاية الصحية اللازمة لهما.
لا يختلف وضع أطفال غزة عن وضع الطفل عبدالله أبو زرقة وشقيقته، فالعديد من الأطفال يواجهون خطر الموت جوعاً، ففي كل ساعة تمر يسقط الأطفال في غزة تجويعا و مرضا و قد وصلت أعدادهم إلى ما يقارب ١١٢ طفلاً، استشهدوا بسبب سوء التغذية وفق تقارير وزارة الصحة الفلسطينية في غزة. و حتى هذه اللحظة و بعد مرور أكثر من عام ونصف، لم يستطع المجتمع الدولي أن يوقف الحرب المجنونة التي يشنها مجرم الحرب نتنياهو و وزراؤه المتطرفون، على الأبرياء المدنيين من الأطفال والنساء و الشيوخ، تنفيذاً لأجندة سياسية و شخصية لرئيس حكومة الحرب الإسرائيلية الفاشل، الذي يهدف من وراء تهربه و إفشاله لصفقة وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب وتبادل الأسرى، إطالة الحرب كي يتجنب محاكمته بسبب قضايا فساد سابقة و الإخفاق في منع هجوم السابع من أكتوبر ، لذا يحاول أن يرضي اليمين الإسرائيلي حتى لا يتم حل حكومته و بالتالي مواجهة الحكم بالسجن، متماهيا مع وزرائه المتطرفين لجعلها حرباً لانهائية وتحقيق فكرة إسرائيل الكبرى.