المحامي علاء هاني الحياري يكتب .. لا تمت قبل أن تكون ندّاً

لا تمت قبل أن تكون ندّاً…

#المحامي_علاء_هاني_الحياري

حين قال #غسان_كنفاني لا تمت قبل أن تكون نداً… لمست روحي كأنها ليست مجرد عبارة، بل وصيّة للروح قبل الجسد. فالرحيل إلى #التراب أمر محتوم، لكن ما يسبق #الرحيل هو ما يحدد المعنى. أن تموت وأنت منحنٍ هو موت مرتين؛ الأولى حين كسرتك #الهزيمة من الداخل، والثانية حين واراك الثرى. أما أن تكون نداً، فذلك أن تواجه ولو كان سلاحك كلمة أو نظرة أو وقفة صامتة، أن ترفض أن تُحسب في صفوف الهامشيين الذين مرّوا بلا أثر.

الندّية ليست مساواة في القوة، بل مساواة في #العزة. هي أن تجعل خصمك يعرف أنك موجود، وأنك اخترت الوقوف لا الركوع، وأنك حين تغادر، ستترك خلفك أثراً لا يمحوه #الغياب. هي أن تجعل من خوفك #شجاعة، ومن ضعفك #قوة، ومن صوتك صدى لا يختفي، حتى لو حاول الزمن طمسه.

قف حيث يهرب الآخرون، وقدم حيث يتراجعون، وازرع حضورك كما تُزرع #شجرة في #صخور_الجبال، ليشهد العالم، وليشهد قلبك، أنك لم تُخلق لتكون ظلّاً لأحد، بل وجهاً يواجه وجهاً، ونداً يواجه نداً.

لا تمت قبل أن تقول للعالم: كنت هنا، وكنت إنساناً، وكنت جديراً بأن أكون في صف المواجهة لا في ظل #الاستسلام. اجعل موتك، إن جاء، شهادة على #الحياة، وعلى معنى الوقوف والعزة، كما فعل والدي والرجال الرجال رحمهم المولى ، الذي علمني معنى #الكرامة والوقوف في وجه كل عاصفة، وترك في قلبي نوراً لا يخبو، ودرعاً يحفظني من الاستسلام مهما اشتدت الرياح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى