
#المشهد_السياسي_الفلسطيني قاصر ومربِكك لهذه الأسباب.. والرهان على من سيبدأ بتفكيك السلطة لصالحه
#فؤاد_البطاينة
#القضية_الفلسطينية و #الصراع_الفلسطيني مع المحتلين في #أزمة_داخلية موضوعية بأبعاد أساسية ثلاثة. أزمة شكلت حالة تطعن بمسيرة #الشعب_الفلسطيني النضالية وتشتت بوصلته وتربك الأصدقاء على اتساع العالم، وأثارها قاتلة، هي من صنع النظام العربي الرسمي الساقطة دوله. لقد طال الصمت عليها وما زالت، والظرف لا يسمح بأقل من اختراق ينهيها. وأخشى أننا نتحدث في الوقت الضائع:
ـ البعد الأول: يتمثل في عدم وجود تصور فلسطيني مشترك للهدف المراد من #الصراع مع المحتل فيما إذا كان تحرير فلسطين التاريخية كلها أم تقاسمها من خلال تسوية سياسية كحل الدولتين بصرف النظر عن طبيعته. بمعنى لا يوجد قرار أو توافق فلسطيني على هدف واحد من الصراع يُطرح على العالم.
ـ الثاني: هو #إنشقاق وتشرذم #الصف_الفلسطيني المناضل على المستوى التنظيمي والمفاهيمي ومستوى القيادات المتعددة، الأمر الذي انعكس سلبياً على وحدة الشعب الفلسطيني وجعله بلا مرجعية سياسية واحدة ولا بوصلة وطنية واحدة، وجعل عامة الشعب في حالة تيه.
ـ الثالث: تهرب دافعي ضريبة الوطن/ الذين أوسع الله عليهم لينتشروا في الأرض ويصبحوا نخبة مؤثرة في السياسية والفكر والعلم والإعلام والمال والإقتصاد. نعم لفلسطين ضريبة على كل عربي ومسلم لخاصيتها. ولكن لو تهرب أو تمنع الكل عن واجبهم اتجاه فلسطين فهذا لا ينسحب على ابن فلسطين الطليعي، وليس له ولا من حقه احتساب نفسه منهم، فبرقبة النخب الفلسطينية دين ممتاز لا هوادة فيه، لحساب فلسطين الوطن والقضية والشعب الصامد بدمائه في محرقة لا سابقة لها، لا تتوقف لتكسر عبثاً إرادة الصمود دفاعا عن شرف وكرامة الجميع، ولحساب المقاومة التي جعلت من الأساطير حقيقة في فلسطين بأبطال أرواحهم على أكفهم. هذه النخب بأنواعها ما زالت تعزل نفسها عن المشهد سياسيا وغوثيا.
الأزمة بأبعادها تضرب في كل الإتجاهات وأخرها تغيير وجهة مفاوضات الدوحة. فوجود اختلاف في الرؤى والنهج بين أصحاب القضية وممثلي الشعب الواحد يجعل الأطراف الدولية الصديقة تحجم عن التدخل والمساعدة الفاعلة في مسارات القضية على تنوعها، ويدفعها لاتخاذ موقف سلبي من المقاومة كمسألة فلسطينية يحسبونها خلافية. وبنفس الوقت تفتت وتمنع قيام أية جبهة عربية أو دولية مساندة للقضية، وإلى حد ما في مسار أحداثها وتداعياته. والأهم أن الأزمة بأبعادها تعطي فرصة وذريعة للمتآمرين وأصحاب الأجندات الصهيونية لتنفيذها. وبالتالي فتحت هذه الأزمة الفلسطينية مجالا حيويا للكيان المحتل للتلاعب في الساحة الفلسطينية الشعبية واختراقها، وصولا لتصفية القضية الفلسطينية.
عندما ننظر الى هذه الأزمة بتداعياتها، علينا أن ننظر إليها من زاوية العدو وزاويتنا، فمن زاويتنا ننظر لها من خلال طبيعة الصراع مع العدو التي تتجاوز الإحتلال الى قطف ثماره المتمثلة بأطماع استعمارية استعبادية تتجاوز فلسطين وشعبها إلى كل الإقليم. أما من زاوية العدو ونظرته فنجد أنفسنا متفقين معه على نقطتين، الأولى، أن نقطة الإنطلاق هو الإحتلال، فإما أن نفشله وإما أن ينجح به، والثانية أن مركزية الصراع وأداته هي المقاومة. فالعدو يدير صراعه على خط المقاومة فقط وباقي الخطوط لخدمة هذا الخط، ويستغل ويستخدم الأزمة كأزمة مقاومة لنا في فلسطين، وفي المنطقة كمحور مقاومة، فهو يعلم بأن لا متحد لاحتلاله ومشروعه سوى المقاومة، فهي وحدها أم قضاياه. وبالتالي فإن العدو يدرك مثلنا بأن النقيضين هما الإحتلال والمقاومة ولا وجود لشيء اسمه حلول تفاوضية.
لذلك من الطبيعي أن يكون مشروع الكيان الصهيوني الإحتلالي متعارضا في المحصلة مع نهجي الدبلوماسية والمقاومة معاً، ويبدأ بمحاولة إنجاز هدف القضاء على المقاومة الفلسطينية وتحييد إيران وقوتها كمتبنية لمشروع محور المقاومة، ومن ثم تصفية السلطة الأوسلوية وفتح ملف أطماعه بالدول المطبعة. فالكيان ليس عاشقا للمطبعين بل مُستخدماً لهم ولا يكتفي بما يقدمونه والدور سيأتي عليهم وعلى دولهم. ولا يقبل باستمرار وجود هذه السلطة رغم تعاونها وتحولها لجزء من ألية تثبيت الإحتلال، ولكنه يستخدمها سياسيا وعملياتياً لتصفية فكرة المقاومة الفلسطينية، وسينهي وجودها مع انتهاء مهمتها أو عندما تصبح عبئاً على مشروعه.
لا بد من عمل ينير الطريق أمام الشعب الفلسطيني للوقوف على مآلات لعبة الصراع الفلسطيني – الصهيوني وأدواتها للخروج من حالة التشرذم واللّايقين. فخلافاته البينية فاسدة وتسقط أمام رؤية الكيان ورهطه للصراع الحقيقي هو له ولنا يقع بين المقاومة والإحتلال، وبأن الأزمة الفلسطينية هي في تداعيات التيه بين نهج التفاوض والمساومة، ونهج الرفض والمقاومة. فلا حلول لاحتلال ما سوى إزالته من جذوره ولا وسيلة سوى المقاومة. وللمعترفين للعدو باحتلاله ليتبرع لهم بشيء من الأرض المحتلة ليقيموا عليها دولة أقول، هذا من المستحيل في منطقي المنتصر والمشروع الصهيوني، وإن كانوا جادين بهدفهم فهذا لا يكون إلا تحت ضغط المقاومة بأشكالها أيضا. فلا تعامل مع مُحتل في كل الحالات إلا بالمقاومة
الحالة الفلسطينية تحتاج الى ثقل سياسي فلسطيني يحسم الموضوع بفكفكة وتقليم السلطة الأوسلوية قبل أن ينهيها العدو بطريقة التحور لأشكال أخرى، فليس كل من فيها معها. نحتاج الى نشر الوعي على حقيقة الصراع وأطرافه. نحتاج لتعاون النخب في الشتات لعمل سياسي يتوخى تعميم الحق الفلسطيني وشرعنة المقاومة ودعمها وتخوين معارضيها وكل مطبع. نحتاجها لتكون الرديف للمقاومة وشريكاً في بناء البيت السياسي الفلسطيني الواحد. نحتاج لنشر الوعي على مآرب دواب الصهيونية من استعداء إيران والإفك عليها بينما هم الشركاء في حصار غزة ومحارق أطفالها. نحتاج لفضحهم وإسنادها. ولو تغيرت إيران وطبعت مع الإحتلال أو جاءتهم تعليمات جديدة لتغيرت مواقفهم منها. طوفان الأقصى فاض بخيره على كل العالم وما زلنا بعيدين عنه. لنتقدم ونرفع الصوت لقد أصبح مع الإتكالية المستنكرة والصمت الجمعي على غلو الهجمة فرض عين.
كاتب اردني