خطيبة جمال خاشقجي في “الغارديان”: يجب محاكمة المتورطين بمقتله مهما كانت مناصبهم

سواليف
نشرت صحيفة “الغارديان” مع عدد من الصحف مثل ” واشنطن بوست” و “لوموند” مقالا لخطيبة الصحافي السعودي جمال خاشقجي طالبت فيه العالم بالاتحاد وتقديم قتلته إلى العدالة.

وقالت: “مضى بالضبط شهر كامل على دخول خطيبي الصحافي المعروف جمال خاشقجي إلى قنصلية السعودية في اسطنبول ولم يخرج منها. واليوم هو اليوم العالمي للأمم المتحدة لإنهاء الحصانة من العقاب ضد الصحافيين. والتزامن مأساوي ومؤلم. فحتى الشهر الماضي كان جمال يرسل لي مقالاته التي كتبها وكنت أقرأها بحماس وبعدها أتصل به لأعلق عليها. وكان عادة ما يستمع بانتباه شديد وبعدها نناقش ما كتبه والآن أكتب عنه وشعوري أنه ذهب”.

وتضيف: “في الحقيقة أجد صعوبة في فهم أنه مضى شهر أم عمر كامل منذ أن غاب عني جمال، فعندما انتظرت خروجه من القنصلية، كل ساعة وكل يوم وشعرت أنها عام كامل. وكانت مليئة بالترقب مهما طالت مدة انتظاري إلا أن جمال المرح لم يعد وكل ما جاءت هي أخبار موته”.

وقالت إن المدعي العام في إسطنبول أصدر اثناء كتابتها المقال بيانا قال فيه إن جمال خنق ثم قطع وتم التخلص من جثته. وهذا وحشي وبربري وقاس. فأي جريمة ارتكب ليعاقبوه بهذه الطريقة؟ وما هو سبب قتله بهذه الوحشية؟ لا تفسير لكل هذا إلا الحقد”.

وتؤكد جنكيز على أهمية تذكر جمال ” كشخص وكرجل اللطف والصبر والسخاء والحنان والحب. وكل ما كان يتطلع إليه هو بداية حياة جديدة لتخفيف حنينه لوطنه. ومواصلة حياته الوحيدة بنوع من السعادة. وفي هذه الرحلة كان يمكن أن أكون الرفيقة والصديقة. وآمل أنه عرف كم كان نفيسا لي أن أبدأ حياة جديدة معه”.

وتقول إن “قتل جمال الوحشي هز العالم. لأننا خسرنا صوتا عالميا مهما. وفوق كل هذا فقد دافع عن الخير والأخلاق. وساعدنا على فهم العلاقة المعقدة مع الشرق الأوسط ولكنه وضع حياة وحقوق الناس أولا. وفي مماته، شعت المبادئ التي قاتل من أجلها طوال حياته: الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والإيمان الأساسي بأن كل شخص يجب أن يختار من يحكمه عبر صندوق الاقتراع. وكما رأينا من الغضب العالمي على مقتله فعلى القتلة أن يعرفوا أنهم لن يمحوا أبدا رؤيته التي حملها من أجل بلده الذي أحبه بل وعلى العكس شجعوها”.

وتقول: “أصبح الأمر الآن متروكا للمجتمع الدولي لجلب القتلة إلى العدالة. ومن بين كل الدول فعلى الولايات المتحدة أن تقود. فهي الدولة التي قامت مثل الحرية والعدالة للجميع. والبند الأول من الدستور يعبر عن المثل التي جسدها جمال. ومع هذه المأساة اتخذت إدارة ترامب موقفا يخلو من الأسس الأخلاقية. وتعامل البعض مع من خلال المصالح التي تخدم الذات-وتم تأطير البيانات بناء على الخوف والجبن، الخوف من التأثير على الصفقات بين الدول أو العلاقات الاقتصادية. ويأمل البعض في واشنطن نسيان هذا الموضوع من خلال الأساليب التي تعمل على تأخيره. ولكننا سنواصل دفع إدارة ترامب للمساعدة في تحقيق العدل لجمال ولن يكون هناك تستر” على القتلة والجريمة”. و “اليوم أدعو المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات عملية وجدية والكشف عن الحقيقة ومحاكمة المتورطين أمام المحكمة وتسليم جثة جمال التي لا تزال مفقودة لأحبائه”.

وتقول: “أنا لست ساذجة وأعرف أن الحكومات لا تعمل بناء على المشاعر ولكن على المصالح المتبادلة. ولكن عليها أن تسأل نفسها السؤال الأساسي. لو لم تقم الديمقراطيات باتخاذ الخطوات الحقيقية لتقديم المتورطين إلى العدالة على هذا العمل الوقح والقاسي والذي أدى إلى غصب بين كل مواطني العالم. وكم بقي من السلطة الأخلاقية؟ ومن سنواصل بالدفاع عن حريته وحقوقه؟”.

وتمضي قائلة: “نحن الآن نتعرض لامتحان الإنسانية، ونحتاج إلى قيادة. وتقع المسؤولية الكبرى على رؤوس قادة الحكومات. ويقوم رئيسي رجب طيب أردوغان وكل مؤسسة سياسية وقضائية تركية بالتعامل مع هذه القضية بقدر ما يستطيعون”.

و”لكنني أدعو ايضا قادة الدول الأوروبية والولايات المتحدة للنجاح في هذا الامتحان. ويجب أن تجري العدالة مجرها وأطالب بجلب من قاموا بهذا الاغتيال المقصود والوحشي إلى العدالة. ويجب محاكمة من أمروا بهذه الجريمة حتى لو كانوا في مناصب عالية. وأطالب العدالة لحبيبي جمال. ويجب أن نرسل رسالة واضحة لكل الانظمة الديكتاتورية وأنهم لن يستطيعوا قتل الصحافيين مرة أخرى”.

وتختم بالقول” اشترى جمال بيتا وكان يحلم ببناء عائلة وكان يختار أدوات المنزل بالفرحة. وكان قد أرسل قمصانه إلى الغسيل بعد عودته من لندن. ولكنني تركت امام الباب وحيدة. وأن القصة الوحيدة التي لم يكملها جمال. والآن على الجميع أن يساعد في نهاية كتابة هذه القصة وحمل لمسة روح جمال حتى يتحقق حلمه”.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى