سواليف
لا بأس بنشر الذكريات السنوية الخاصة بك ومشاركتها مع أصدقائك على فيسبوك، لكن ما يمثِّل مشكلةً حقيقيةً تُسبِّب سأم الآخرين، هو نشر كل الأمور الخاصة بك بشكل يومي، كأن تقول: “أنا ذاهب اليوم للقاء صديقي في مطعم كذا”، “الآن أنهيت مشاهدة فيلم كذا”، “تناولت على الغداء وجبة برغر”.
إن كنت كهذا الشخص، اعلم أنك بتَّ مهووساً بالشبكات الاجتماعية، وأن أصدقاءك بدؤوا يسأمون من هذا الهوس والجنون.
فيما يلي بعض الإشارات الواضحة التي تدل على أنك على وشك أن تصبح مههوساً بالمشاركات على فيسبوك، بحسب ما قدمه موقع Reader’s Digest.
1- لا تفكر مرتين قبل تحديث حالتك على فيسبوك
إذا كنت تشارك أصدقاءك على الإنترنت كل فكرة عشوائية خطرت على بالك أو آخر صورة قمت بالتقاطها على هاتفك الخاص، أو حتى المشاركة جزافاً لرابطٍ لم تقرأ محتواه بعد، فقد حان الوقت لتعديل بعض الأمور في أسرع وقتٍ ممكن، وإن لم يكن لأي سببٍ آخر غير المحافظة على خصوصيتك.
إذ يؤكد المؤلف والخبير النفسي، داون مايكل، على أهمية توخي الحذر إزاء ما يُنشر على الشبكات الاجتماعية، قائلاً: “في فيسبوك، على سبيل المثال، يجمعون كل ما يخص ماضيك، ويرسلون لك تحديثاً سنوياً (أو كل عامين أو ثلاثة، أو كل عدة سنوات) عن كل ما فعلته خلال ذلك الوقت، في ما يُعرف بخاصية On This Day، لذا كن على وعيٍ بما تكتبه عبر هذه الوسائل، فربما تُسبب لك الأذى فيما بعد”.
2- تنشر أكثر من أربع مرات في اليوم
إذا كنت تتساءل ما إذا كنت تقوم بنشر وتحديث حالتك كثيراً، فأنت على الأرجح تقوم بذلك كثيراً بالفعل. وتقول خبيرة الإنترنت ومؤلفة كتاب The Rules of Netiquette، جولي سبيرا: “تكون كثير المشاركة إذا تجاوزت مشاركاتك اليومية أكثر من 4 مرات. فكِّر في عادات أولئك الذين يقومون بتصفح المنشورات في الصباح وخلال الليل. فإذا استغرق أحدهم وقتاً في تخطي 12 حالة خاصة بك للوصول إلى منشور شخص آخر، فربما يبدأون في إخفاء المنشورات الخاصة بك وإيقاف وصولها إليهم”.
وتنصح جولي بأخذِ قسطٍ من الراحة لمدة يومٍ واحد، وألا تشعر بأنك مضطرٌ للنشر والمشاركة يومياً.
3- تُفرِّغ مفهوم التواصل الاجتماعي من مضمونه
لم تصمم الشبكات الاجتماعية للتركيز على ما يدور بداخلك، بل لتصبح مساحةً مشتركةً للتواصل مع الآخرين. لذا، إذا كانت كل مشاركاتك تعبر عن نفسك ولا تعبر عن أي شخصٍ آخر، أو إذا كنت لا تقوم بالتعليق أو تسجيل الإعجاب أو التفاعل مع منشورات الآخرين، فقد توصف بكونك شخصاً مهووساً.
4- تنشر صور الأشياء الخاصة بك
في حين قد يكون خاتم الخطوبة هو الاستثناء الوحيد (طالما لا تقوم بإدراج تحديث يومي لصورة الخاتم)، فإن المفاخرة بما تملكه من أشياء، في كثير من الأحيان، قد يُنظَر إليه باعتباره أمراً مبتذلاً، فضلاً عن كونها معلومات غير ضرورية.
وبالإضافة إلى أن الإفراط في مشاركة مثل هذه الأشياء قد يجعلك هدفاً للسرقة، فإنه يرسمك في صورةٍ أنانية أمام كل من لا يفهم نواياك.
أوضح الدكتور مايكل الأمر، قائلاً: “قد يبدو الأمر مفاخرة مبالغ فيها بنشر كل الأشياء المميزة التي تملكها مراراً وتكراراً. فالناس ليسوا مهتمين بمعرفة ما لديكم من أشياء، كما قد يصبح الأمر بغيضاً بالنسبةِ لهم”.
5- تنشر تحديثاتٍ عن رحلتك كل دقيقةٍ
قد لا تكون العطلة رفاهية فقط، بل قد تصبح في كثير من الأحيان امتيازاً جاء بعد الادخار لشهورٍ (أو سنوات) للحصول عليه. لهذا السبب تقول جولي إنه إذا كنت تنشر تحديثاتٍ ساعةً تلو الأخرى لرحلتك الجميلة والمُكلِّفة، فأنت شخصٌ مهووسٌ بالمشاركة ومزعجٌ بعض الشيء.
وأوضحت جولي قائلةً: “بالتأكيد نحب أن نرى المياه فيروزية اللون في بحر الكاريبي، لكن إذا أنشأت ألبوماً من الصور وأضفت إليه المزيد من الصور طوال اليوم، فستبدو مهووساً، فمن المهم ألا تكون شخصاً متفاخراً على فيسبوك، حتى لا يشعر هؤلاء الذين لا يملكون رفاهية الحصول على عطلةٍ بالسوءِ حيال أنفسهم”.
6- تُفرِط في مشاركة صور أطفالك
لا ننكر أن طفلك رائعٌ للغاية، ولكن هل تحتاج حقاً صديقتك في المدرسة الثانوية، والمنفصلة عن زوجها، لرؤية صورة طفلك مع لحية بابا نويل؟ على الأغلب لا.
ويحذر الدكتور في علم النفس، نيكي مارتينيز، من أن الأمر لا يتعلق فقط بإزعاج أولئك الذين ليس لديهم أطفال، أو ليس بإمكانهم إنجاب أطفال، لكنه قد يعرض أطفالك للخطر أيضاً. ونصح قائلاً: “لا تنشر صوراً كثيرة لأطفالك على الشبكات الاجتماعية، وتأكَّد من أنك تتحكم بمجموعة الأشخاص الذين يمكنهم رؤيتهم، حين ترغب بمشاركة شيء ما”.
7- اختفاء الأشخاص الذين اعتادوا على الإعجاب بمشاركاتك
جمعينا لدينا هذا الشخص الوحيد الذي لا يفوِّت أي منشور لك دون تسجيل إعجابه به، وربما لديك أيضاً عددٌ قليلٌ من الأصدقاء الذين لا تربطك بهم علاقة حقيقية، وبطريقةٍ ما، يعرفون كل شيء عنك ويتفاعلون مع كل مشاركاتك. ولكن عندما يبدأ هؤلاء الأشخاص في الاختفاء، عليك أن تعلم حينها أنك تقوم بالنشر والمشاركة بشكلٍ أكبر.
ويقول الدكتور مارتينيز: “لم تر أي منشور من بعضِ الأشخاصِ لفترةٍ ما، لكنهم لا يزالون في قائمة أصدقائك؟ كما توقفوا عن تسجيلِ إعجابهم أو التفاعل مع أي منشور لك؟ من المُرجَّح أنهم اختاروا إخفاء منشوراتك”.
وأضاف: “تُعد هذه هي طريقتهم اللطيفة؛ بدلاً من إيذاء مشاعرك عن طريق حذفك من قوائم أصدقائهم”.
8- تنشر تفاصيل عن حياتك العاطفية والجنسية
بينما صار الجنس أقل تحريماً أكثر من أي وقتٍ مضى، خاصةً مع الثقافة السائدة وأخلاقيات وسائل الإعلام، هناك دائماً مكانٌ ووقتٌ للأحاديث الجنسية، والتي لا ينبغي أن تكون على فيسبوك أبداً، أو أي وسيلةٍ من الشبكات الاجتماعية.
ما تفعله وراء الأبواب المغلقة مع الآخرين يجب أن يبقى هناك، فمشاركة هذه المعلومات الخطيرة على الشبكات الاجتماعية، دون أخذ الشخص الآخر بعين الاعتبار، يُعد خطأً كبير. ويؤكد الدكتور مايكل أنه بتصرفك هذا تضع علاقتك في خطر، علاوة على أنك قد تصيب بعض الناس بالاشمئزاز.