فلاح الحمد والشيخ أمين / عمر عياصرة

فلاح الحمد والشيخ أمين
ما لا يمكن نسيانه في طفولتي أن جدتي لأمي «ام صايل» كانت تسهب في مديح شخصين الى حد الغزل، احدهما والدها «الباشا فلاح الحمد الخريسات»، والآخر رجل الدين «الشيخ امين الكيلاني».
كانت تعطي كل واحد حقه، فوالدها باشا، وعضو في المؤتمر الوطني الاردني، واحد القامات التي قدمت للملك عبدالله المؤسس مطالب الحركة الوطنية، الرافضة الانتداب البريطاني.
أما الشيخ امين فكانت تصفه «ببركة السلط»، وتحيل عليه كل الفتاوى الممكنة والمتمكنة في عقلها، ورغم بساطة التصنيف إلا أنها كانت تظهر في الرجل «الاعتدال والتسامح والعفة».
بعقلي الطفولي، ظننت ان جدتي السلطية تبالغ في سردها ووصفها تحت عنوان أنها تروي لنا قصة النوم، لكن حين كبرت وفتشت وسمعت ايقنت انها كانت تختصر في وصف الرجال.
عدت للتأريخ، وما كتب الدكتور علي محافظة، فوجدت جدي فلاح الحمد الخريسات يأتي من السلط الى قهوة حمدان ليمارس الوطنية والسياسة بفخر ورجولة وعزة غير مسبوقة.
وترددت على السلط في غير محطة من حياتي، فاكتشفت ان الشيخ محمد امين الكيلاني يشكل رمزية دينية كبيرة عند القاصي والداني هناك، وايقنت ان اخوالي في السلط يختلفون على كل شيء إلا على «كرامات الشيخ امين».
نتألم –كما كل السلط– لفراق الشيخ امين، فهو صورة مشرقة من صور الخير التي توزعت وتجذرت في كل مكان، ولعل رحيله سيجعلنا نبحث عن جديد مشرق بروعة «فلاح الحمد والشيخ امين».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى