7 سنوات على فاجعة البحر الميت .. رحلة مدرسية تحولت إلى كارثة ومأساة لا تنسى

#سواليف

يصادف اليوم السبت 25 تشرين الأول/أكتوبر، الذكرى السنوية السابعة لفاجعة البحر الميت، حين أودت #سيول عارمة نتجت عن أمطار غزيرة بحياة 22 شخصًا، منهم 19 طفلاً كانوا في #رحلة_مدرسية في منطقة #وادي_زرقاء_ماعين، لم يُكتب لها العودة وفق أخبار حياة.

حادث سيول البحر الميت أو #فاجعة_البحر_الميت هي حادثة وقعت في 25 تشرين الأول/أكتوبر من العام 2018 م في منطقة وادي زرقاء ماعين عند شواطئ البحر الميت من الجانب الأردني. وقد أدى الحادث لوقوع 21 ضحية و43 إصابة معظمهم طلاب كانوا في رحلة مدرسية للمنطقة، إضافة لانهيار جسر مغلق منذ مدة. وقد كان الحادث سببه السيول الكبيرة التي اجتاحت الوادي ومنطقة شاطئ البحر الميت التي تعد أخفض نقطة على وجه الكرة الأرضية؛ إثر تعرض الأردن لمنخفض جوي أدى لأمطار غزيرة وفيضانات في الأودية.

الحادث وعمليات الإنقاذ
وقع الحادث في مساء 25 تشرين الأول عام 2018 م في مجرى وادي زرقاء ماعين في الجزء الواقع منه ضمن لواء الشونة الجنوبية في محافظة البلقاء؛ حيث تعرض الأردن لمنخفض جوي يُعد الأول من نوعه في عام 2018 م. وفي ذات الوقت كان هناك عدة متنزهين في منطقة الوادي، من بينهم أعضاء رحلة مدرسة فيكتوريا الخاصة والبالغ عددهم 44 شخصاً منهم الطلاب والمعلمين والأدلاء السياحيين، وكانت تتراوح أعمار الطلاب بين إحدى عشرة وثلاثة عشر سنة؛ حيث يعد الوادي منطقة لرياضة المغامرات بالإضافة لمجاورته للبحر الميت. وفي أثناء وجود المتنزهين في الوادي، داهمتهم سيولٌ جارفة سريعة في الوادي جرفتهم باتجاه قعر الوادي ثم إلى منطقة أسفل الجسر الواقع فوق الوادي بما في ذلك من صخور ومناطق وعرة إلى أن أوصلتهم إلى البحر الميت.

وقد شاركت في عمليات البحث مختلف صنوف الدفاع المدني الأردني؛ حيث شاركت زوارق وطائرات الإنقاذ، إضافة لطائرات مسيرة من دون طيار مصممة لأغراض البحث. كذلك شارك فريق البحث والإنقاذ الأردني الدولي التابع للدفاع المدني، مستخدما كلاب البحث والإنقاذ والكاميرات التلفزيونية.

شهادات الناجين
كشفت المُدرسة مجد الشراري، إحدى الناجيات من فاجعة البحر الميت عن تفاصيل ما حدث معهم خلال الرحلة. وقالت الشراري إن الرحلة كانت سياحة مغامرة ومنظمة من قبل شركة خاصة وفيها 3 أدلاء سياحيين، مؤكدة أن معلمات مشاركات كانوا يعرفون تفاصيل الرحلة.

وأضافت أنه بعد 4 ساعات من الرحلة بدأ الجو بالتغير والأمطار بالهطول الأمر الذي استدعى إيقاف الرحلة والعودة إلى عمّان، مشيرة إلى أن دليل الشركة أبلغهم بذلك.

وتابعت إنها كانت ضمن الفوج الأول الذي تحرك للعودة وبسبب المنحدرات وسرعة السير أضاع الفوج بعضه البعض، ولذلك طلب الدليل التوقف حتى يصل الجميع، إلا أنه لم يكمل كلامه حتى كان السيل الجرف قادم. وبينت أن منسوب المياه والطين ارتفعا، وحاولوا الابتعاد عنه، إلا أن بعض الطلبة كانوا يسيروا في النهر فسحبهم السيل، مشيرة إلى كل 30 ثانية كانت ترتفع المياه نصف متر بحسب تخمينها. وأوضحت المعلمة أن سرعة السيل كانت واضحة، وكان معها 13 طالب وطفلتها وعمرها 8 سنوات حيث كانت أصغر طفلة بالرحلة.

وقالت الشراري إن الفريق تمكن من الوصول إلى منطقة جبلية مرتفعة إلا أن الصخور كانت تختفي مع ارتفاع منسوب المياه وبقيوا على هذا الحال بين ساعتين ونصف إلى 3 ساعات حتى بدأ السيل يتوقف ويثبت مستواه. وروت المعلمة أنها في الأثناء كانت تشاهد طلابها ينجرفون بالسيل أسفل الجبل، فيما كان من برفقتها من الطلبة يستنجدون. وأوضحت الشراري أن الأدلاء السياحيين أعطوا تعليمات بأن لا يحملوا معهم أي شيء ولذلك لم يحملوا هواتفهم أو أي وسيلة اتصال. وتابعت المعلمة ‘كنا ننتظر أن يتوقف السيل وأصبح ارتفاع المياه يقل، ولغاية الساعة السادسة والنصف حتى بدأت الدنيا تغيم وشاهدنا شخص ارتحنا لذلك وحاول أن يساعدنا وشاهد مستوى المياه فنزع بنطاله للمساعدة ولم ينجح ثم اختفى بعدها. وبعد ذلك صار الدفاع المدني يصل، كانوا 25 شخصا تقريبا، حاولوا التسلق وتمكنوا من الوصول إلى المكان الذي كنا فيه وأنقذونا على أكتافهم واحد تلو الآخر إلى أن أنقذونا جميعا.

وتابعت الشراري ‘نقلونا حتى أوصلونا إلى المستشفى.وأشارت المعلمة إلى أن مجموعة كبيرة كانت تسير وسط النهر فلم يتمكنوا من النجاة.وكشفت أنه كانت قد أخبرت المدرسة والأدلاء السياحيين بخصوص الطقس إلا أنهم قالوا ‘توكلي على الله.وأوضحت الشراري أن المنطقة كانت خطرة جدا، والدليل كان خبيرا، إلا أنه توفي في انجراف السيل.

وفيما يتعلق بانهيار الجسر الذي قالت وسائل في بداية الحادث أنه السبب في الحادث وأن حافلة الطلبة جرفتها السيول من فوقه مما أدى لغرق الطلبة، فقد صرحت جهات حكومية إضافة لشخصيات نقابية وإعلامية متابعة للحادث أن الجسر الذي انهار يبعد عن موقع الحادث حوالي خمسة أكيال؛ علما أن الجسر الواقع فوق وادي زرقاء ماعين لم يتأثر ولم يسقط، والجسر الذي انهار هو جسر آخر مغلق في وجه السير بسبب عدم صلاحيته، وهذا الجسر يُسمى جسر الاستخبارات. كما أن الحادث وقع في مجرى الوادي وليس في طريق أو بسبب سيول فيها، علماً أن الجسر المنهار سقط صباح اليوم التالي للحادث، السبت 26 أكتوبر.

الخسائر
أدى الحادث إلى وفاة 21 شخصاً، 19 منهم من الأطفال، إضافة إلى 43 آخرين مصابين. وفي وقت لاحق عن وقوع الحادث في صباح اليوم التالي 26 تشرين الأول أدت السيول لانهيار جسر مغلق مما أعاق عمليات البحث والإنقاذ المستمرة منذ وقوع الحادث، ولكن دون أن تتوقف، إضافة إلى تعطل طريق العقبة – البحر الميت العقبة بسبب انهيار عبّارة لتصريف المياه في الطريق. وأعلنت وسائل إعلام أردنية رسمية يوم الجمعة 26 تشرين أول أن الوفيات الإحدى والعشرين التي نجمت عن حادث البحر الميت، هم 18 أردنيا و3 عراقيين. العراقيون الثلاثة هم طالبان في المدرسة وفتاة في العشرينات يعتقد أنها من المرافقين للرحلة المدرسية.

كما تسببت الأمطار الغزيرة في بعض الطرق سواء الخارجية مثل الطريق الصحراوي أو غيرها من الطرق داخل المدن ببعض السيول، ولكن دون خسائر تُذكر، حيث تعتبر هذه الحالة شبه اعتيادية في بداية كل فصل شتاء جديد في البلاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى