سواليف
احتفت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية بإصدارها السنوي لقائمة أكثر 100 شخصية تأثيراً في العالم لعام 2015، والتي تضمنت 7 شخصيات ومبادرات عربية، كان من بينها مبادرة “الرقة تذبح بصمت” وعالم الآثار السوري خالد الأسعد والمدون والناشط السعودي رائف بدوي والطبيب المصري وليد حسنين، وزعيم القائمة المشتركة في الكنيست الإسرائيلي أيمن عودة.
ووفقاً للمجلة فإن مبادرة “الرقة تذبح بصمت”، التي تضم مجموعة من المواطنين والصحافيين الناشطين، تعمل دون كلل على توثيق الممارسات الوحشية لتنظيم “داعش”، بما في ذلك عمليات الصلب والاعدام والعبودية الجنسية في محافظة الرقة السورية. ومنذ إطلاقها في نيسان/أبريل 2014، تجاوز عدد متابعيها في “تويتر” 230 ألف مستخدم، كما حصلت الفيديوهات التي نشرتها في “يوتيوب” على مئات آلاف المشاهدات. وكرمت “لجنة حماية الصحافيين” هذه الحملة بجائزة “حرية الصحافة العالمية” لعام 2015.
وعن سبب اختيارها لعالم الآثار السوري خالد الأسعد، قالت المجلة إن الرجل المعروف باسم “السيد تدمر”، لم يهجر المكان الذي نذر له نفسه. وخلال صيف العام الجاري، تقدّم تنظيم “داعش” باتجاه المدينة التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، حيث كان الأسعد مديراً لمديرية الآثار لأكثر من 40 عاماً، وهو قام بنقل الآثار الهامة إلى دمشق خوفاً من سقوطها بيد محاربي “داعش”، الذي يريد محو كل ما يذكّر بالتاريخ الثقافي العريق للشرق الأوسط.
غير أن التنظيم قام باعتقال الأسعد، ثم أعدمه على الملأ بسبب رفضه الكشف عن المكان الذي خبّأ فيه بعض التحف الأثرية، فيما أقدم التنظيم بعدها على تدمير الكثير من آثار المدينة، ولكن وبفضل شجاعة الأسعد والأبحاث التي قام بها على مدى عقود قبل مقتله، لن يضيع تاريخ تدمر العريق، على ما تقول “فورين بوليسي”، التي تستشهد بقول الأمينة العامة لمنظمة اليونيسكو، إيرينا بوكوفا، “لقد قتلوا رجلاً عظيماً، لكنهم لن يسكتوا التاريخ”.
إلى جانب ذلك، تضمنت القائمة المدون والناشط السعودي رائف بدوي، الذي قالت المجلة إنّه طالما شدد على إيمانه بحقوق الإنسان وحذر من خطر التطرف الديني. وأضافت إن بدوي جُلد على الملأ في كانون الثاني/يناير الماضي، 50 جلدة من أصل ألف جلدة، بعدما حُكم عليه بتهم “الإساءة إلى شخصيات إسلامية” و”الخروج عن الطاعة الإلهية”. ولا تزال الكثير من المنظمات والدول تطالب بإطلاق سراحه وإلغاء العقاب وإعادة النظر في الحكم الذي صدر بحقه.
وإلى مصر، احتفت “فورين بوليسي” بالطبيب المصري وليد حسنين، بفضل إسهامه في تطوير تقنيات نقل وزراعة الأعضاء البشرية. وقالت المجلة إنه بالنسبة لحسنين فإن العام 1994 شكّل مرحلة مفصلية في مسيرته العملية، عندما شهد عملية نقل قلب بشري من متبرع في العاصمة الأميركية واشنطن إلى مريض في ولاية فيرجينيا، وكانت هذه العملية رائدة بحيث دفعته إلى تغيير مساره المهني بعدها بسنوات، من الجراحة إلى تطوير الأجهزة الطبية.
وبدلا من التقنية القديمة لنقل الأعضاء، والتي تقوم على تجميدها، فقد فكر حسنين في وضع العضو البشري، وتحديدا القلب، في ظروف تشبه ظروف عمله الطبيعية داخل الجسم. وصمم حسنين أول نموذج لجهاز نقل القلب، والذي يمكنه إبقاءه دافئاً ونابضا خارج الجسم البشري، من خلال أدوات اشتراها من متجر في ولاية نوهامشير. وبدأت الشركة التي يرأسها حسنين “ترانسميديكس” تطوير تقنية أطلق عليها “نظام رعاية الأعضاء” (أو. سي. اس.) تبقي قلب المتبرع دافئاً ونابضا في غرفة خاوية، حيث يتدفق الدم إليه عبر أنابيب. ومرت التجارب السريرية الأولية لهذه التقنية بسلاسة، وفقاً لنتائج نشرها موقع “لانست” في نيسان/ أبريل الماضي. ويتوقع الخبراء بأن تسهم هذه التقنية بزيادة عمليات زراعة القلب بواقع 30%.
ومن فلسطين، وقع الاختيار على النائب العربي، زعيم القائمة المشتركة في الكنيست الإسرائيلي، أيمن عودة، الذي يرأس للمرة الأولى تحالفاً للأحزاب العربية في الكنيست، والذي “ما زال يحلم بحل الصراع الأكثر تعقيداً في العالم”، وفقاً لـ”فورين بوليسي”، التي تقول إنه “ربما تكون محادثات السلام في الشرق الأوسط ميتة، لكن أيمن عودة ما زال يحلم بحل هذا الصراع المستعصي”. وتضيف المجلة أن “المحامي، البالغ من العمر 40 عاماً، والذي يترأس ثالث أكبر كتلة تشريعية عربية في الكنيست منذ تأسيس إسرائيل، يقول إن العرب يستحقون أن يكون لديهم نفس حقوق المواطنين اليهود، لأن المساوة تغني الفضاء الذي نعيش فيه”.