ختم بالشمع الأحمر / عادل الجنادبة

ختم بالشمع الأحمر
بينما ينتظر المواطن فزعة من أصحاب القرار ..
علّها .. تجبر خاطره ، وتخفف آلامه و أحزانه ، التي فاقت حد الاحتمال ..

إذ به يتفاجأ بقرارات تعيده إلى عصور ما قبل التاريخ ، و سلطة الشخص الأوحد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ..

ولنرى بأن هذه القرارات تتناقض مع أبجديات السياسة الداخلية لأي عائلة أو أسرة ، أوعشيرة ..

قبل أن تتناقض مع سياسة إدارة دولة بأكملها ..

مقالات ذات صلة

فالمنطق والعرف يقولان :
( أنه في حال تعرض أي تجمع أو دولة لأي تهديد خارجي فيجب على الجميع رصّ الصف وتوحيد الهدف وجعل الوطن هو البوصلة الوحيدة وتناسي الخلافات الداخلية مهما كانت ) ..

فالوطن أكبر من الجميع ، ويستوعب الجميع والقاسم المشترك الأكبر للجميع ..

فمن المعيب أن نرى اليوم المكانة والحظوة لمن ادّعى محبة الوطن عند المنح ..

والإقصاء والتشويه لمن أحب الوطن وقت المحن ..
فالمدّعين كثر ..
والمخلصين قِلّة ..
والتاريخ شاهد على الجميع ..

فيا أصحاب القرار أناشد ضمائركم إن بقي فيها عرق نابض ..

أليس من المعيب
الترخيص للخمارات والمراقص

وإغلاق مقرات الإخوان المسلمين مع فارق التشبيه لكل عاقل!

أليس من المعيب
أن لا يشفع لهذه الجماعة سبعين عاماً من العطاء و الانتماء ..
وتُلغى بإملاء خارجي أو خلاف داخلي غير مبرر !

أليس من المعيب
الترخيص لمهرجانات الأغاني ودفع مئات الآلاف للراقصين والراقصات

ومنع الفعاليات الهادفة من محاضرات ومهرجانات تحاكي ضمير الأمة !

أليس من المعيب
السماح لعبدة الشياطين بالتمدد والتشيطن ..
والتضييق على عباد الرحمن وأصحاب الفطرة !

أليس من المعيب
السماح للشواذ بنشر تفاهاتهم وبث سمومهم ..
ومنع الأسوياء من الحديث وإغلاق أفواههم !

أليس من المعيب
دعم مهرجانات الألوان والبجامات والجمال ..
وهضم حقوق أصحاب الحقوق !

أليس من المعيب
إغلاق الجمعيات التي تجبر كسر الفقراء والأيتام وطلبة العلم

والترخيص لجمعيات الليون والروتاري !

أليس من المعيب
إبعاد أصحاب الرأي والحكمة والعلم عن المنابر ..
وتقريب الأحباش والأوباش والجهلة حتى أصبح حظور الجُمع عقوبة لكل عاقل !

أليس من المعيب
احتكار الوطن ببعض الخفافيش المنتفعة ..
واحتقار ما تبقى من المخلصين والمنتمين بالفطرة دون مقابل !

أليس من المعيب
أن يصبح الوطن مزرعة كبيرة يعمل بها 6 مليون عند 50 شخص دون حمدٍ او شكٍور !

أليس من المعيب
عدم مراعاة مشاعر عشرات الآلاف من شباب الإخوان بإغلاق مقراتهم

والترخيص لعشرات قرروا سرقة اسم جماعتهم ثم تعاقبونهم اذا ما عبّروا عن مشاعرهم بتغريدة أو كلمة هنا او هناك !

أليس من المعيب
أن يصبح السجن لأجل كلمة وأنتم تتغنون بالحرية الزائفة !

أليس من المعيب
أن تفصّلوا الحرية على مقاسكم أنتم الأسياد وتحرّموا علينا نحن العبيد مجرد الشكوى من ظلمكم وجبروتكم !

ما أكثرها عيوبكم وأعظم أخطائكم فما عادت عبائاتنا تقوى على سترها …

استيقظوا ياسادة ..
وانظروا حولكم علّكم تدركون حجم الأمواج المتلاطمة حولنا وأننا في قارب واحد وإذا ما أردتم الغرق فاغرقوا وحدكم ..

ولا تُغرقوا الوطن معكم مع إيماني بأنكم ستكونون أول القافزين منه ومع أول موجه…

استيقظوا ..
ولا تُخرسوا صوت العقل فلا بديل له إلّا صوت الجهل…

استيقظوا ….
ولا تُطفئوا نور الفضيلة فلا بديل لها الّا الرذيلة….

استيقظوا ..
عسى تجدوا لكم في صفحة المجد مكان وإلّا فإن التاريخ لن يرحمكم ..

استيقظوا ..
واتركوكم من المراهقة فالوطن يستوعب الجميع ويحتاجه الجميع ولا يحتاج لأحد ..

استيقظوا ..
قبل فوات الأوان ..
فإذا فات الفوت ، لا ينفع الهتاف و لا الصوت ..

وإلا فاختموا ما شئتم بالشمع الأحمر أو الأصفر فالختم للجدران فقط ..

أما العقول فلا ختم يأسرها ولا لون يرهبها ..

استيقظوا ..فقد حارت الكلمات في زمن لا يعرف للحق إلا ..

الختم بالشمع الأحمر

عادل الجنادبة

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى