إحنا بظهرك..

مقال الثلاثاء 9-2-2016
إحنا بظهرك..
الكاتب مثل لاعب كرة القدم،يعتبر الجمهور مكوّن مهم في جولاته ، فهو يحتاج دائماً الى التشجيع والهتاف والتحفيز ،حتى يبذل ويعطي ويتألق ويسدد نحو الهدف ، بالمقابل اذا فتر حماس المدرجات حتماً سيفتر أداء اللاعب ، وينحصر ما يقوم به ببعض التمريرات البينية في منطقة الوسط التي لا تسمن ولا تغني من جوع …كما أن الكاتب – كما اللاعب- عليه ان يتمتع بروح رياضية وسعة صدر عالية، فمثلاً..اذا تلقى “شتائم” الخصم الجالسين في الزاوية الحكومية ، عليه الا ينحدر للمهاترات او الرد بالشتيمةّ، فأضوية الكشافات مسلّطة عليه بينما ينعم الشاتمون بعتمة المدرجات ،وبالتالي ليس بوسعه الا ان يصفق لهم ويتابع مهمته حتى لا تتأثر لياقته او ينعكس سوء مزاجه على تركيزه نحو الهدف…

من أكثر العبارات التي تحفزني وتضحكني في نفس الوقت “اكتب وإحنا بظهرك”..”احكي وإحنا بظهرك”..”اسمطهم واحنا بظهرك”…فتشكرهم على الدعم المعنوي ثم تتلمّس ظهرك..
.في المنخفض الأخير كان يلف شماغاً فوق رأسه من غير عقال ، ويضع فروة قديمة على كتفيه وربطة فجل تحت الفروة الدافئة ، سرد لي قصصاً عن الفاسدين والمناصب التي تقلدوها والى أين أوصلوا البلد..فأضفت له على الحقائق بعض الحقائق التي لا يعرفها.. فقال: “اكتب وإحنا بظهرك”…

قبل أسبوع أيضاَ خفف “رأس تريلاً” السرعة على مطب وعندما توازينا أطلق “زامور هواء” متواصل كتحية لائقة ثم فتح زجاج سيارته وقال : ” عندك اياهم” . سألته على عجل :مين همه؟…قال : هظلاك..قلت له:ابشر!! دون أعرف مين “هظلاك” ..فردّ علي : ولك “احنا بظهرك” ثم بدل الغيار الثالث وانطلق .. عندما رأيت الثنايا اللامعة من ابتسامة تذكّرته انه صديقي العزيز خلف زميلي في الصف السادس “أ” وشريكي في جدول “التكنيس” ليوم الاحد…

أول أمس في الفرّان وعلى الطابور ونحن نراقب الأرغفة وهي تنتفخ ثم تنضج ثم تسحبها يد الخبّاز على بسطة التنشيف ..وشوشني أحدهم من الخلف: اسمع أنا متقاعد من “…” بس ورحمة أبوي بس أقرأ لك كأنك بتحك لي ع جربة ..فيكون الرد: بارك الله فيك..ان شاء الله نكون عند حسن الظن..ثم أمسك ذراعي واقال: اسمع اكتب “واحنا بظهرك”…قلت له : انت بظهري ما اختلفنا “بس تلزّش كثير”…

هذه اللقاءات العابرة..هي آمال مقيمة ،تجعلك تبري القلم من جديد ، تكتب وتسدد وتقاوم وتقاتل وتفلت من مصيدة التسلل و تهزّ شباك الخوف ما استطعت اليه سبيلاً، حتى وأن كنت تعرف في قرارة نفسك ، انه عند جدّ الجدّ ، لن تجد من يقول “احنا بظهرك” الا شرطي التنفيذ القضائي…

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫14 تعليقات

  1. حتى وأن كنت تعرف في قرارة نفسك ، انه عند جدّ الجدّ ، لن تجد من يقول “احنا بظهرك” الا…………
    احسنت !!

  2. اسال الله رب العرش العظيم ان يكون ناصرك هو الله لانه يغنيك عن البشر ………..لانه كما قلت في الشدائد حتى الذين كنت انت بظهرهم لاتجدهم …….احد العلماء كان له طلاب ومريدين وفي يوم سؤل كم عدد طلابك قال واحد ونصف فاستغرب الطلبة وقالوا كيف ونحن مئات ………قال الايام تجيب …..سجن العالم فاحدهم اخذ معولا وذهب يحفر بجدار السجن واما الثاني فاخذ معولا وكان يذهب الى السجن وعندما يرى السجان يهرب ………حماك اللله وسدد على طريق الحق خطاك وكل الخيرين من امثالك …..سر ونحن بظهرك

  3. سيدي العزيز …لك مني التحية انت وبكل أناملك وبكل شرايينك وبكل قطرات دمك… ولا تخاف احنا بظهرك

  4. انا اقترح تكوين رابطة مشجعين لك تحت مسمى رابطة مشجعين كلمة حق . على ان يسجل العضو اسمه ورقم هاتفه وجواله وعنوان سكنه وعمله . وعنوان كفييلين للطوارىء ..

  5. واللي “بلهدك ” وبعد كل هالقضايا اللي مسجلة عليك استاذ احمد بيطلع واحد من “غامض علم الغشمنة عن قصد ” بيقول لك .. انسى هاي قضايا النشر حبر على ورق … وللا اللي بيقول لك كل اللي بتكتبه تنفيس لهالشعب … طيب هالشعب اللي نفسنا بالونه ليش ما بيطوله من القضايا نصيب ..؟
    الله يحميك ويبعد عنك اولاد الحرام ويعمي عيونهم عن مقاصدك .

  6. ابو عبدالله : من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عليه، ومن أسخط الله برضا الناس سخط الله عليه وأسخط الناس عليه اسأل الله ان يبقى قلمك مدافعا عن الحق رافضا للظلم ملاحقا للفاسدين والله خير حافظ

  7. ما أجمل ان تكون شجاعا وما أجمل ان تقول الحق..وما أجمل ان تطاوعك الكلمات وتاتي من خيال مفعم بالمعاني والقوافي التي تعبر عما يجول في خواطر الناس..انها نعمة حباك الله اياها يا استاذ وها انت رائع تسخرها لتفصح عن ضمائر المظلومين وتصف مشاعر المقهورين…يقولون ذلك تنفيسا.. وانا اقول انها رسائل لمن يهمه الامر…وهناك مثل شهير يقول…الطلق اللي ما يصيب يدوش…نرجو الله عن يثبتك على قول الحق ونصرة المظلوم حتى لو كانت بالكلمات…..

  8. الله يقويك شيخ احمد ويكثر من امثالك ويمضي لسانك اكثر واكثر واجرح والله معك..اهم مني ومن الجميع.

  9. أبو عبدالله، قل كلمة الحق ولا تثق بالجبناء – وهم للأسف غالبية الشعب-، فهم أشد على صاحب الحق من الظالم، لأنهم يقبلون على نفسهم الدنّية واالذل لأجل اللقمة !! وهم مخذّلون وقت الشدة، ولو كانت كلمة الحق لأجلهم فلا تقلها. ولكن هي كلمة لله والوطن ثم لضميرك. أخلص كلمتك لله. حفظك الله أنت وكل مخلص

  10. سلمت يداك ….

    كن على يقين ان اضواء المدرجات دائما في صفك

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى