#سواليف – رصد
يصادف اليوم السبت، 16 أيلول/ سبتمبر، الذكرى الـ41 لمجزرة مخيمي #اللاجئين #الفلسطينيين #صبرا و #شاتيلا، التي ارتكبتها قوات اليمين اللبناني المُتطرف بتغطية ودعم قوات #الاحتلال (الإسرائيلي)، بقيادة وزير الجيش آنذاك أريئيل #شارون، ورئيس أركان الجيش رفائيل إيتان.
وبدأت #المجزرة في صباح السادس عشر من سبتمبر عام 1982، وهو العام التي اجتاحت فيه قوات الاحتلال (الإسرائيلي) لبنان، حيث استيقظ لاجئو مخيمي صبرا وشاتيلا على واحدة من أكثر الفصول الدموية في تاريخ #الشعب_الفلسطيني ، بل من أبشع ما كتب تاريخ العالم بأسره في حق حركات #المقاومة والتحرير.
واستمرت هذه المجزرة لمدة 3 أيام قام خلالها #حزب_الكتائب_اللبناني وميليشيا “جيش لبنان الجنوبي” بقيادة إيلي حبيقة وسعد حداد، بذبح الرجال والنساء والمسنين والأطفال العُزل بالسلاح الأبيض واغتصاب النساء، مما أدى إلى استشهاد عدد يتراوح ما بين 1500 إلى 3500 فلسطيني.
صدر قرار تلك المذبحة برئاسة وزير الجيش آنذاك آرييل شارون ورئيس أركان الحرب في حكومة مناحيم بيغن رافايل إيتان، فقام الجيش ترافقه المجموعات الانعزالية اللبنانية وما سمي جيش لبنان الجنوبي بإطباق الحصار على مخيمي صبرا وشاتيلا ودخلت ثلاث فرق إلى المخيم، وأطبقت على سكان المخيم وأخذوا يقتلون المدنيين قتلا بلا هوادة.
قتل الجيش في تلك المجزرة أطفالا في سن الثالثة والرابعة وجدوا غرقى في دمائهم، وحوامل بقرت بطونهن ونساء تم اغتصابهن قبل قتلهن، ورجال وشيوخ ذبحوا وقتلوا، وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره! نشروا الرعب في ربوع المخيم وتركوا ذكرى سوداء مأساوية وألما لا يمحوه مرور الأيام في نفوس من نجا من أبناء المخيمين.
48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة، أحكمت خلالها الآليات (الإسرائيلية) إغلاق كل مداخل النجاة إلى المخيم، فلم يسمح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة في الثامن عشر من سبتمبر.
بعد واحد وأربعين عامًا على مجزرة صبرا وشاتيلا، لا تفارق صورة الجثث المكدسة والروائح المنبعثة منها، ذاكرة نجيب الخطيب الذي فقد يومها والده وعشرة من أفراد عائلته.
ويقول الخطيب (52 عامًا)، وهو لبناني الجنسية، لوكالة فرانس برس، “بقيت رائحة الجثث أكثر من خمسة أو ستة أشهر. رائحة كريهة. كانوا يرشون الأدوية كل يوم، لكن الرائحة بقيت تعبق في رؤوس الناس”.
يسير الخطيب في أزقة المخيم، مستعيدًا صفحة سوداء لم يقو الزمن على إزالتها من ذاكرته لا سيما في غياب تحقيق العدالة.
يشير إلى جدار متداع، ويروي “كانوا يأتون بهم من هنا وهناك إلى هذا الحائط ويعدمونهم هنا”.
ثم يتوقف عند زقاق مجاور لمنزل جدته. ويضيف “خلال المجزرة كان الشارع يغصّ بالقتلى.. تكدست جثث القتلى… فوق بعضها البعض”.
لكن المشهد الأقسى كان رؤيته لوالده. يستعيد تلك اللحظات الثقيلة “عندما وصلت إلى المنزل، وجدت والدي عند الباب وقد أطلقوا الرصاص على رجليه وضربوه بفأس على رأسه”.
رغم الإدانة العالمية للمجزرة، لم يتم توقيف أي من المسؤولين عنها أو محاكمته أو إدانته، خصوصا وأن مجموعة من الناجين رفعت دعوى قضائية على وزير الأمن الإسرائيلي في حينه، أريئيل شارون، في بلجيكا، لكن المحكمة رفضت النظر في القضية في أيلول/سبتمبر 2003.
وتتذكر أم عباس (75 عامًا)، وهي لبنانية من سكان صبرا شهدت المجزرة، مشاهد “لا يمكن تخيّلها”.
وتقول “ماذا رأيت؟ إمرأة حامل أخرجوا الطفل من بطنها، بعدما شقوه إلى جزءين… من نُحر عنقه ومن قطعت أطرافه”.
وتضيف أن إمراة أخرى كانت حامل أيضًا، انتزعوا الطفل من أحشائها.
وتتذكر بينما تجلس على عتبة في زقاق ضيق كيف “عملت جرافة على جرف الجثث ووضعها فوق بعضها البعض في حفرة عميقة”.
ويحيي الناجون من المجزرة ومنظمات حقوقية سنويًا ذكرى المأساة. ويزور كثيرون منهم مقبرة صبرا حيث دفن العديد من القتلى.
ويقول عز الدين مناصرة في كتابه “الثورة الفلسطينية في لبنان 1972-1982″، كل واحد من الشهداء يمتلك سرديته الخاصة، ولأنهم يمتلكون هذه السرديات، تم اغتيال الشهود على مأساة أكبر، حدثت عام 1948.
صنف الباحثون والرواة الشفويون جنسيات ضحايا مذبحة صبرا وشاتيلا: 75% فلسطينيون، 20% لبنانيون، 5% (سوريون، وايرانيون، وبنغال، وأتراك، وأكراد، ومصريون، وجزائريون، وباكستانيون) وآخرون لم تحدد جنسياتهم.
خلفيات المجزرة:
بدأت المؤامرة على الفلسطيني الوحيد والأعزل في لبنان بعد خروج قوات منظمة التحرير الفلسطينية والفدائيين أواخر آب/ أغسطس 1982 إلى الأردن والعراق وتونس واليمن وسورية والجزائر وقبرص واليونان، بانسحاب القوات متعددة الجنسيات قبل عدة أيام: الأميركية في 10 أيلول/ سبتمبر 1982، والإيطالية في 11 أيلول، والفرنسية في 13 أيلول، انسحبوا قبل موعدهم الرسمي بعشرة أيام.
رغم وجود ضمانات أميركية واتفاق فيليب حبيب، بعدم دخول جيش الاحتلال الإسرائيلي لبيروت الغربية، وضمانة حماية المدنيين الفلسطينيين وعوائل الفدائيين الذين خرجوا من بيروت.
بحسب زعم رفائيل إيتان هو “تطهير المخيمات من الإرهابيين”، وبذريعة وجود ألفي فدائي فلسطيني، فيما لم يعثر على جثمان فلسطيني واحد مسلح.
بدايات المجزرة:
حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي في 15 أيلول/ سبتمبر حي صبرا ومخيم شاتيلا، وراحت تراقب كل حركة في المنطقة من فوق عمارة احتلتها، وفجر الخميس 16 أيلول، أخذت القوات التي تمركزت في بناية على مدخل شاتيلا تراقب كل لحظة ومتحرك في المخيم وتعطي الأوامر للقتلة، بينما راحت طائراتها وجيشها يلقون القنابل الضوئية، لينيروا عتمة المكان الآمن أمام أعين قتلة الأطفال والنساء والشيوخ.
صباح الجمعة 17 أيلول، بدأت معالم المجزرة تتضح لمعظم سكان المنطقة، بعد أن شاهدوا الجثث والجرافات وهي تهدم المنازل فوق رؤوس أصحابها، وتدفنهم أمواتا وأحياء، فبدأت حالات فرار فردية وجماعية توجه معظمها إلى مستشفيات عكا وغزة ومأوى العجزة، واستطاع عدد منهم الخروج إلى خارج المنطقة متسللا من حرش ثابت، فيما بقيت عائلات وبيوت لا تعرف ما الذي يجري، وكان مصير بعضها القتل وهي مجتمعة حول مائدة الطعام، ذلك أن القتل كان يتم بصمت وسرعة.
في يوم الجمعة، بدأت حكايات حُفَر الموت، وازداد عدد المهاجمين، رغم أن الشهادات والوقائع تؤكد أن العدد الأكبر من الشهداء ارتقوا في الليلة الأولى للمجزرة، ليلة الخميس، لكن أساليب القتل تطورت وأضيف إليها القنابل الفوسفورية التي ألقيت في الملاجئ.
كما اقتحموا مستشفى عكا وقتلوا ممرضين وأطباء فلسطينيين، واختطفوا مرضى ومصابين وهاربين من المجزرة من داخل المستشفى.
وتميز اليوم الثاني بالقتل داخل البيوت بشكل أكبر، وفي بعض الأزقة وعلى مقربة من السفارة الكويتية والمدينة الرياضية، حيث كانت هناك حُفر جاهزة بفعل الصواريخ الإسرائيلية التي سقطت على المدينة الرياضية أثناء اجتياح بيروت في حزيران 1982، وبفعل وجود بعض الألغام وانفجارها تمكن بعض المخطوفين والمنساقين للموت من الهروب في ظل فوضى الأعداد الهائلة من المحتشدين وينتظرون دورهم في الإصابة بالرصاص أو حتى الدفن أحياء، من تمكن منهم من الهرب روى تفاصيل قاهرة لطريقة التعامل مع الأهالي وطرق قتلهم التي تفنن فيها القاتل وهو يضحك ويشتم ويرتوي من المشروبات الروحية.
وفي اليوم الثالث، السبت 18 أيلول، استمرت عمليات القتل والذبح والخطف، رغم أن التعليمات كما قالت مصادر إسرائيلية صدرت للمهاجمين بالانسحاب في العاشرة صباحا، لكن عشرات الشهادات للسكان أكدت استمرار المجزرة لحدود الساعة الواحد بعد الظهر، وتميز بعمليات الموت الجماعية العلنية، وبدأ التحقيق مع أهالي المنطقة في المدينة الرياضية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والميليشيات الموالية لها، وجرى اعتقال واختطاف العشرات، معظمهم لم يعد ولم يُعرف مصيره.
لم يكتفِ الاحتلال بتغطية إبادة البشر وتهيئة كافة الظروف لسحق الفلسطيني الذي هزمه في حصار بيروت، لينتقم يوم الأحد 19-9-1982 بسرقة وثائق مركز الابحاث الفلسطيني وحمل الأرشيف في شاحنات.
المخيمات في لبنان:
وفي خلفية البحث عن تاريخ المخيمات في لبنان، نجد سنة 1982، وهي سنة الاجتياح الاسرائيلي والمجزرة، كان هناك 12 مخيما فلسطينيا على الأراضي اللبنانية هي: الرشيدية والبص وبرج الشمالي في منطقة صور، وعين الحلوة والمية مية في منطقة صيدا، ويفل في بعلبك، شاتيلا ومار الياس وبرج البراجنة وضبية في منطقة بيروت، ونهر البارد والبداوي في منطقة طرابلس، ويعتبر مخيما عين الحلوة ونهر البارد من أكبر المخيمات مساحة، أما مخيم شاتيلا فمن أصغرها.
إضافة إلى هذه المخيمات، كان هناك مخيم النبطية الذي دمر تدميرا كاملا بفعل القصف الإسرائيلي في 16/4/1974.
أما مخيمات صور وصيدا فقد دمرت تدميرا جزئيا عدة مرات. وبسبب الحروب الأهلية المتعددة على أرض لبنان دمر في سنة 1976 تدميرا كليا كل من مخيم جسر الباشا ومخيم تل الزعتر، وهو المخيم الذي عانى جراء حصار طويل، كما تم تدمير مخيم ضبية تدميرا جزئيا.