سواليف
حصد مسلسل الهيبة شعبية واسعة في شهر رمضان المبارك، ومعه حصد مجموعة من الممثلين الشباب ذات الشعبية؛ نظراً لأداء بعضهم أدواراً مميزة وتميّز آخرين بأدوار صغيرة.
– مع توالي أحداث المسلسل بدأ الناس يشاركون صور أبطاله على مواقع التواصل الاجتماعي وجملاً من حواراته، وكانت بالطبع أكثر الصور هي للبطلين تيم حسن ونادين نسيب نجيم، وكذلك أبرز الجمل هي؛ “لا تهلكوا للهم” التي ما فتئ “جبل شيخ الجبل” يرددها بمناسبة وبدون مناسبة؛ ليحل في المركز الثاني مباشرة الممثل الشاب أويس مخللاتي، الذي قام بدور “صخر” شقيق تيم حسن الأصغر.
– بعد نهاية العرض وخلال جملة من البرامج الفنية على القنوات اللبنانية وكذلك قنوات عربية، لوحظ ظهور مكثف للممثل السوري الذي يرى بعض النقاد أنه “واعد”، في حين يرى آخرون أنه لا يمتلك تلك الموهبة التي تؤهله لكل هذه النجومية، وفي الحقيقة مجموعة من الخيبات تعيشها عزيزي المتابع مع “صخر الهيبة” كما بات ملقباً، وهنا نستعرض بعضها.
– الخيبة الأولى أن صخر أو أويس لم يقدم شخصية مميزة في المسلسل، فلا النص كان مكتوباً بحرفية، ولا الحوارات التي خصصها الكاتب للشخصية كانت قوية، ودور الشخصية ضمن السياق الدرامي للعمل لم يكن مهماً، فهي شخصية مساعدة لكل الأبطال الموجودين، وكان ممكن استبدالها بأي “بودي جارد” أو صديق مخلص، فمثلاً كان يمكن الاستعاضة عن شخصية صخر بشخصية “الدب” ومنحها مساحة أكبر في العمل، فهي كانت بسيطة وقليلة المشاهد، إلا أن الممثل المميز سامر كحلاوي منحها ألقاً غريباً، وتركها تعلق في ذاكرة الناس.
– الخيبة الثانية تأتي عند أويس نفسه، فهو لم يكن مؤدياً بارعاً لشخصيته، وإن كانت الخيبة الأولى عاملاً رئيسياً في الثانية فللممثل مسؤولية لا يمكن تجاهلها، فرغم أنه يعكس قدرات تمثيلية جيدة، إلا أنه لم يضفِ من روحه على النص، ولم يؤدِ الشخصية كما يليق بها فقد كان أشبه بـ”شبيح” درجة عاشرة على حاجز أمني في دمشق من أن يكون نجل زعيم مافيا راحل وشقيق زعيم مافيا حالي، أي كما كان النص لا يمنح صخر مكانة مميزة لم ينجح أويس في خلق هذه المكانة من حيث الأداء.
– الخيبة الثالثة تكمن في أداء أويس في المقابلات التلفزيونية التي أعقبت نجاح وانتشار المسلسل، ظهر الممثل الشاب في أهم البرامج العربية من “حديث البلد” على الـMTV اللبنانية إلى “تفاعلكم” على العربية وغيرها، وكان فاشلاً في كل إطلالاته حيث بدا لا يتقن الحديث للإعلام، خجولاً ويتلعثم كثيراً، ويجد صعوبة في توصيل فكرته كما تضيع منه الفكرة أكثر من مرة حتى يستطيع التعبير عنها، إضافة لتقمص شخصية صخر وحركاتها دون أن نعرف كيف هي حركات وسكنات الشخصية الحقيقية، وإن كان ذلك لطبع في شخصية أويس إلا أن اليوم النجومية لها متطلبات، ومثل هذه المواقف يمكن التدرب عليها عند مختصين بالظهور الإعلامي.
– الخيبة الرابعة كانت في ظهور أويس في برنامج “حديث البلد” إلى جانب الوزير السابق مروان شربل، الذي توجه بإهانة موصوفة للشعب السوري عن طريق أويس، ولم يرد الأخير عليها، حيث قال شربل: إن لبنان ترحب بالسوريين أمثال أويس فقط، واكتفى الممثل السوري الشاب بشكر الوزير اللبناني السابق دون الدفاع عن أولاد بلده.
– في الحقيقة الدراما السورية تعيش ظروفاً لا تحسد عليها، فالموضوع ليس إنتاجياً وحسب بل يتعدى إلى الكوادر؛ حيث لم تنتج سوريا نجوماً شباباً في الفترة الأخيرة، والموضوع يبدو مقلقاً مع تقدم نجوم جيل الحقبة الذهبية كباسل خياط، وتيم حسن، وقصي خولي، وآخرين في السن، ولأن الأمل يبقى بأن الدراما السورية ولاّدة يعول اليوم على “صخر الهيبة” ألا يكون “صخر الخيبة”.