
#سولافه_بعد_النوم !!
مساء النور … ؛
#حفنة_الطحين .. ؛
** سولافه من أوائل القرن الماضي في”جزيرة قلقان”؛ ولا تمت للواقع بشيئ ؛ حتى لو تطابقت الاسماء وارغفة الخبز والتحلاية والفجر والثلاثاء والصاج في بلدان اخرى**
(( يا علي .. اذهب بسرعة واحضر لنا حفنة طحين من بيت أم أحمد .. ؛ وانت يا خليل أحضر لنا حفنة اخرى من أم حسن .. ؛ وانت يا فيصل احضر لنا حفنتين طحين من عند أم سالم … ؛ عند غروب كل يوم اثنين يتكرر هذا النداء .. ؛ لا يملكون ثمن الخبز ولا ثمن الطحين .. ؛ تجمع الطحين من الجيران في قريتهم الوادعة لتعجنه وتخبزه في فجر الثلاثاء بعد ان تجمع الحطب وتجهزه في الأيام السابقة فتشعله وتضع عليه الصاج الحديدي الأسوَد لتخبزه لهم .. ؛ وتخبزه “و تَقَمِرَهُ ” قبل ان يستيقظ الأولاد وتخبئ قسما منه لطيلة الأسبوع بعد ان تضعه بين طيات من القماش الممزق حتى يكفيهم باقي ايام الاسبوع ويظل طرِيا .. ؛ تخبئه وتلفه جيدا قبل ان تطاله يد الأولاد فيلتهمونه من الجوع ناشفا ” حاف ” دون رفقة من حبة بندورة أو قضمة من الجبنة او حبات زيتون او تغميسة من زيت او لبن او دبِس … ؛
في فجر يوم ثلاثاء من أيام الثلاثاء العظيمة استيقظ الاولاد على رائحة الخبز المميزة الزَكِيّه وعيونهم تدمع من دخان الحطب المشتعل فامتزج صباحهم بالروائح والدموع و بذكريات مَضَت عندما كانت أمهم تصنع لهم خبزا معجونا بالسكر وقليل من الحليب ويأكلونه طازجا عن الصاج ” من بيت النار ” مباشرة وكأنه أفخم الحلويات وألذ ما ذاقته أفواههم !!
لم يذوقوا هذه التحلاية من فترة طويلة .. ؛ سأل خليل أمه : هل ستصنعين لنا يا أماه التحلاية لنأكلها الآن أو بعد الفطور أو الغذاء .. ؟؟!!
قالت له أمه : يا مسَخَم .. اسكُت اسكت قبل ما ينتبهوا اخوانك ويسمَعوك .. ؛ وهل ابقى لنا ” الوالي قلقان حفظ الله سره ” شيئا لنأكله على الفطور أو الغداء حتى نتَحَلى بعده ..!!
يا مسخَم يا خليل في حبة تمر من ابن ام سالم اخذها اخوك علي من يده ونام وهو يمَْصمِص فيها ..خذها من يده وحَلي ” ثِمَك ” عليها … !! )) .
……… ؛
جزيرة قلقان انتهت من زمان ..؛ ولكن بقي الصاج وخليل ينتظر التحلاية.. وأم خليل تبحث عن حفنة طحين ؛ #وكفى !!