الأبنية القديمة و خطط الدولة لإدارة الأزمات و المخاطر

#الأبنية_القديمة و خطط الدولة لإدارة الأزمات و المخاطر

كتب..#مروان_صبح

أما و قد أستفقنا وطناَ و مواطنين على فاجعة أنهيار بناية جبل اللويبدة التي نسأل الله الرحمة لموتاها و الصحة و المعافاة العاجلة لمصاببها و العوض على ساكنيها .
ان نأخذ العبر و الدروس المستفادة من واقعة أليمة حلت بالوطن و أهله و أن تتنبه دولتنا و حكومتنا و مؤسساتنا و أن نتنبه كمواطنين و سكان لأمور و مجريات قد نكون أنشغلنا عنها أو لم نعرها انتباهاً أو أهميةَ أو لم تكن بحساباتنا ،
الا و هي الأبنية القديمة التي تنتشر في محافظات و مدن و بلدات وقرى و بوادي و مخيمات وطننا العزيز .
و ان تنتهج دولتنا و حكومتنا التوجيه للجهات الرسمية و المختصة بالعمل على حصر و متابعة الابنية القديمة و المتداعية و المتهالكة و المهجورة و الآيلة للسقوط حفاظاً على سلامة الارواح و الممتلكات .
وأعتماد حصرها و عددها و أماكن تواجدها وانتشارها كبنك معلومات وطني لدى المؤسسات و الدوائر المعنية و صاحبة الاختصاص ، و وضع الخطط و الاستراتيجيات و السينياريواهات اللازمة للتعامل معها للحيلولة ما أمكن لما قد يعيد لاذهاننا ساعات و ايام و تداعيات عصيبة و صور محزنة لحادثة اللويبدة الاليمة .
و ان تعمد الدولة و المؤسسات المعنية بث لرسائل التوعية و التوجيه و استحداث تطبيقات للأبلاغ عن المباني و الآبار القديمة وعن الحفر الامتصاصية و البنى التحتية المتهالكة من جسور و عبارات و انفاق و اغلاقات اودية و شعاب و اشجار و اعمدة ايلة للسقوط و شبكات كهرباء قد يشكل بعضها او مجملها بشكل مباشر او غير مباشر تهديداً لسلامة ارواح و ممتلكات المواطنين .
فحياة المواطن أغلى ما نملك ، و لا يعوض الأرواح اذا فقدت او تأذت ، لا المال و لا المواقف و لا التصريحات و لا الاجراءات اذا كان الاهمال او التغاضي او السهو او الخطأ هو السبب .
و أن تتنبه الحكومة لاعتماد و اقرار صناديق مخاطر من اموال الزكاة و التكافل و الموازنة العامة . و ان تمتلك من الاليات و العدد و لوازم السلامة العامة المساندة للكوادر البشرية بجملة اعمالها في حالات الطوارئ و الازمات و المخاطر .
لنا في حوادث سابقة مرت بالاردن دروس يجب الاستفادة منها في حادثة البحر الميت و العقبة و ما مر علينا من حوادث و ازمات متعددة ما يجعلنا اكثر نضجاً بالتعاطي و التعامل مع ادارة الازمات ، و لدينا في مركز الازمات من الخبرات و الكفاءات و اصحاب الاختصاص و المستشارين و الاجهزة الرسمية و الامنية و الدفاع المدني ما يمكننا ان ندير الازمات و التعاطي معها بحرفية و مهنية شهدناها و شهد لها القاصي و الداني بالتعامل و التعاطي مع حادثة اللوببدة الآليمة .
امر يوجب أن يدفع الحكومة ومؤسساتها الاطلاع بواجباتها و مسؤولياتها تجاه مواطنيها و ايلاء الأهتمام بشؤونهم و قضاياهم ، اذا ما نظرنا نظرة الممعن لاتساع انتشار الابنية القديمة على مساحة الوطن .
و اذا ما نظرنا بعين المقر لارتفاع اسعار الاراضي و كلف البناء و الصيانة لوطن اغلب سكانه من الفقراء و محدودي الدخل و المستأجرين .
قد يصل بهم الحال اذا ما تكرر المشهد و اهملنا شؤونهم ليفقدوا ابنائهم و ازواجهم و زوجاتهم و اشقائهم و مدخراتهم و ذكرياتهم و آمالهم و أحلامهم الى غير عودة .
انطلاقاً من أن لدول و الحكومات هي الضامن لحقوق الانسان و حقه في الحياة و الرفاه و الحافظة لامنه و أمانه .
و ختاماً لا يسعنا الا أن نتقدم من اهالي الضحايا بخالص العزاء و المواساة و للجرحى بامنيات الشفاء العاجل .
و أن نتقدم ببالغ الشكر و عظيم الامتنان و العرفان لكافة الاجهزة الرسمية و الامن العام و الدفاع المدني و امانة عمان الكبرى و كافة الشركات و مؤسسات المجتمع المدني و الاشخاص و الاهالي و القطاع الطبي و الخاص وكل جندي مجهول على ما بذلوه من جهد و تقديم العون و المساعدة و المساندة على مواقفهم المشرفة تجاه هذه الحادثة الآليمة ككارثة آلمت بالوطن و المواطنين .
و الله اسال ان يحفظ علينا و طننا و اهلنا من كل سوء و ان يجنبنا كل مكروه .
#ربي اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وارزق اهله من الثمرات

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى