3 أوروبيات يسردن مأساة التحاق أبنائهن بـ‘‘داعش‘‘

سواليف

عرضت ثلاث سيدات من جنسيات أوروبية مختلفة مآسي التحاق أولادهن بتنظيم داعش الإرهابي، ومن ثم تلقيهن نبأ مقتلهم في مدينة الرقة السورية التي تعتبر أهم معاقل التنظيم.
وروت السيدات، خلال المؤتمر الذي عقدته مؤسسة مي شدياق في فندق “الفورسيزن” في عمان أمس، حول موضوع “نساء في خطوط المواجهة”، وهن بريطانية ودنماركية وفرنسية، تجارب التحاق أبنائهم بالتنظيم الإرهابي، فيما كانت تجربة السيدة الدنماركية الأكثر شدا لانتباه الحضور.
وبهذا الصدد، تقول الدنماركية كارولين التي تعمل سكرتيرة في إحدى بلديات الدنمارك، إن ابنها “لوكاس” (18 عاما)، كان صيدا سهلا لتنظيم “داعش”، فهو “مصاب بالتوحد، وكان قليل الاحتكاك مع الآخرين، لكنها تفاجأت به حين أعلن إسلامه عندما كان عمره 15 عاما، وبعدها أجرى تغييرات على شكله الخارجي، حيث أصبح يرتدي كوفية وملابس سلفية، وعندما كنت أساله عن سبب هذا التغيير لم يكن يخبرني بالحقيقة”.
وتضيف: “والآن أستخدم القرآن الكريم وما يحمل من عناوين التسامح لمواجهة استراتيجية تنظيم داعش”، داعية الأمهات إلى “تحدي فكر أبنائها إذا كان متطرفا”.
وتقول في حديث لـ”الغد” إن “لوكاس أطلق على نفسه اسم شهيد، ولقب بأبو إسماعيل، وكانت الفاجعة عندما قرأت نبأ مقتله على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نعاه رفاقه في التنظيم”، مشيرة إلى أن ابنها “تحدث معها مرة واحدة لكنه لم يكن صادقا”.
وأضافت أن ابنها “هرب من المنزل في صيف 2014، وأرسل لي صورا يدعي فيها أنه يعمل في مخيم لتقديم المساعدات للاجئين السوريين على الحدود التركية السورية، ثم أبلغني أنه عضو في تنظيم داعش، وأنه موجود في سورية”، مشيرة الى أنه “استنادا الى النعي، فإن ابنها لوكاس قتل إثر قصف لقوات التحالف لمدينة الرقة السورية”.
وتختتم حديثها بقولها إن “الحكومة الدنماركية اعترفت بوجود 150 دنماركيا التحقوا بتنظيم داعش، بينما هناك أنباء بأن العدد ثلاثة أضعاف ما اعترفت به الحكومة”.
أما السيدة البريطانية الخمسينية نوكولا، والتي لم تذرف دمعة واحد على مقتل ابنها الوحيد، فقد كانت تدعو كل الأمهات إلى الاستفادة من تجربة ابنها رشيد (19 عاما) والذي كان طالبا جامعيا ويعمل في الوقت ذاته، قبل أن يلتحق بـ”داعش” ويلقب في ما بعد بـ(أبو هريرة)، ثم يأتيها نبأ مقتله من خلال أحد أصدقائه في التنظيم.
وتشير نوكولا، التي تعمل باحثة اجتماعية ونفسية، إلى أنه “في شهر أيار(مايو) الماضي، فقدنا (رشيد)، فأبلغنا الشرطة، والتي كان ردها أن رشيد تجاوز السن القانونية، لكنه بعد يومين اتصل بنا من مدينة الرقة السورية وأخبرنا أنه التحق بتنظيم داعش”، مشيرة إلى أن السلطات البريطانية “لم تبد اهتماما بشأن التحاقه بالتنظيم، بالرغم من أننا طالبناها بالتحقيق بشأن ذلك”. وأضافت أن “رشيد فتى إنساني ويكره العنف منذ صغره، لكن تم استدراجه بعد نداء من أمير التنظيم أبو بكر البغدادي، يطالب فيه المسلمين للجهاد”.
وقالت: “كنت أحذره أثناء وجوده مع التنظيم، وكان هو يتواصل معي، وطالبته بأن يوصي رفاقه، في حال قتله، بالاتصال بي وهذا ما حدث”.
وتؤكد نوكولا أنها “لم تخبر نصف أسرتها بما تعرض له رشيد”.
وأما السيدة الفرنسية فيرونكي، فتقول إن ابنها التحق بتنظيم داعش عندما أعلن إسلامه في أيلول(سبتمبر)2012، وبعدها “اختفى عن المنزل لنكتشف أنه موجود في ألمانيا، وبعد مضي شهر علمنا أنه أصبح في سورية”، مشيرة الى أن ابنها “عندما اتصل بها أول مرة كان يبكي، وقال التحقت مع مجموعة بحثا عن الحقيقة”.
وأضافت أن ابنها “انقطع بعد الاتصال به إلى أن أبلغنا التنظيم بموته، عبر رسالة جاء فيها: “السلام عليكم، أصبحت الآن شهيدا”.
وأضافت أن “الرسالة كانت مرفقة بها وصية موجهة لي تقول: “إذا مت، سلمي على بقية إخوتي، وقولي لهم إنني توفيت شهيدا، وإنني مت شهيدا، وإنني التحقت بالتنظيم، لأن العيش في فرنسا بلا فائدة، وأنا ذاهب الآن إلى الفردوس الأعلى”.
وزادت: “أنا عفوت عن ابني بالرغم من التحاقه بداعش”، مشيرة الى أن “الديانة الإسلامية ليست متطرفة، لكن استراتيجية داعش هي وحدها المتطرفة”.
يذكر أن السيدات الثلاث، وعقب التحاق أبنائهن بتنظيم داعش، انضممن إلى جمعية مخصصة لمثل تلك الحالات تدعى (أمهات من أجل الحياة)، ويسعين من خلالها إلى حماية باقي أبنائهن من الفكر المتطرف”.

الغد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى