29 وفاة بكورونا بين الكوادر الطبية

سواليف
وسط مطالبات بتوفير الحماية اللازمة لكوادر الجيش الأبيض من أطباء وأطباء أسنان وصيادلة وممرضين، ما يزال فيروس “كورونا يحصد أرواح استشاريين وأخصائيين مهمين، وآخرين في النقابات الصحية بعد أن غزا الفيروس أجسادهم خلال عملهم مع المرضى بأقسام العزل في المستشفيات المعتمدة أو في عياداتهم الخاصة”.

ولم تكن النقابات الطبية والصحية بمنأى عن خطر هذا الفيروس اللعين رغم معرفتهم بطرق التحوط ومبادئ التباعد والسلامة العامة لما يتمتعون به من إمكانيات علمية وأكاديمية هم أحرص الناس على التمسك بها وكذلك التمسك بالبروتوكولات الصحية المعمول بها منذ بداية الجائحة في آذار (مارس) الماضي.

ففي نقابة الاطباء، التي تعد الأكثر تأثرا بالجائحة بين النقابات الصحية الأربعة (الأطباء، أطباء الأسنان، الصيادلة، الممرضين)، لم يستثن الفيروس الذي حصد أرواح الكثير من المواطنين، حيث فقدت النقابة 19 طبيبا من كوادر “شهداء الواجب” لغاية يوم أمس، بعد أن بدأ الفيروس مؤخرا، يفتك بحياة منتسبيها، فيما سجلت نقابة الصيادلة، 6 وفيات بين منتسبيها بالفيروس منذ بدء الجائحة.

وقال نقيب الصيادلة، زيد الكيلاني، إن هذه الأرقام تؤشر على ما يعانيه الصيادلة العاملون في مستشفيات القطاعين العام والخاص أو في صيدلياتهم، من تماس مباشر مع المصابين وتعرضهم للفيروس بكميات كبيرة نظرا لطول فترة التعامل مع الحالات المصابة.

وأشار الكيلاني، إلى أن النقابة عممت في وقت سابق، التأكيد على اهمية أن يبقى منتسبو النقابة ملتزمين بإجراءات التباعد والسلامة العامة والالتزام بارتداء الكمامة، مبينا أنه وفي حالة الانتشار المجتمعي، فإن “من الصعب على أي إنسان تقدير مكان إصابته ومن نقل العدوى له”.

وفي نقابة أطباء الأسنان، التي سجلت 3 وفيات بالفيروس بين منتسبيها، أشار نقيبها عازم القدومي، إلى أن الكادر الصحي هو الذي يدفع الضريبة الأغلى في مواجهة الوباء.

وأوضح القدومي، أن هذه الضريبة هي حياة الطبيب أو الصيدلاني أو الممرض، وهي ناتجة عن ممارسته لمهنته التي أحبها، منوها إلى أن النقابة فقدت 3 أطباء أسنان إضافة إلى المئات من الإصابات بين أعضاء النقابة العاملين.

وشدد على ضرورة الالتزام بالبروتوكول الطبي الذي وضعته النقابة للمعالجات السنية والالتزام بإجراءات وزارة الصحة بالتباعد، وتجهيز الكوادر الصحية في المستشفيات العامة والخاصة بكل ما يلزم لتوفير أقصى درجات السلامة والحماية لهم.

ودعا القدومي، وزارة الصحة إلى سرعة تعزيز الكوادر الطبية والصحية، لتخفيف الضغط عليها، وبما يكفل تقديم خدمة جيدة للمواطنين المرضى في شتى الأقسام الطبية.

كما سجلت نقابة الممرضين والممرضات والقابلات القانونيات، أول وفاة بين كوادرها بفيروس كورونا منذ أيام قليلة.

وأعلن نقيب الممرضين خالد الربابعة، وفاة ممرض يعمل في قسم الحروق في مستشفى البشير ويبلغ من العمر 40 عاماً، مشيرا الى أن الممرض المتوفى “لم يكن يعاني من أي أمراض مزمنة”.

وأشار الى أن المصابين بالفيروس يشكلون ما نسبته 5.5 % من إجمالي الكوادر الصحية العاملة في المملكة، داعيا
الى “توفير الحماية اللازمة للكوادر التمريضية، وان لا ينتظر الأردن وقوع الاسوأ كي يتم اتخاذ الاجراءات الواجب اتخاذها إداريا ولوجستيا لوضع حد لانتشار الفيروس بين الجيش الابيض الذي يقف في الصف الاول في مواجهة الوباء”.

وخارج النقابات الصحية الأربع، سجلت نقابة المهندسين الزراعيين وفاتين بكورونا، دون أن تستبعد “أن تكون هناك اعداد اخرى من منتسبي النقابة ممن توفوا ولم يتم احتسابهم نتيجة عدم توافر المعلومات الدقيقة حول ذلك”.

وأشارت النقابة في بيان حينها إلى أنها ومنذ بداية الأزمة، عملت على تنفيذ عدة مسارات للتعامل مع هذه الجائحة بما يضمن سلامة وصحة منتسبيها خاصة العاملين منهم في القطاع الزراعي، حيث عززت من مسار التوعية لهم وعائلاتهم عبر فيديوهات وإعلانات مخصصة حول كيفية تعزيز مناعة الجسم”.

وأكدت انها دعت منتسبيها الى المحافظة على التباعد وارتداء الكمامة، كما أقرت بروتوكولا صحيا لضمان سلامة منتسبيها والمراجعين، يعتمد على تنفيذ مجموعة محددة من اجراءات التعقيم والمحافظة على النظافة وكيفية التعامل مع حالات الاشتباه او الاصابة.

كما عززت النقابة من تعاملها الالكتروني، حيث طورت خدمات إلكترونية للتعاملات المالية وإصدار الوثائق وتحديد المواعيد والمراجعات عبر وسائل التواصل الالكترونية، وتنفيذ الفعاليات وانشطة التدريب والتأهيل الكترونيا.

المصدر
الغد
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى