24 اذار
جميل يوسف الشبول
اجزم ان 90% من الشعب الاردني لم يكن يعلم شيئا عن 24 اذار لكنهم الان واخص بالذكر فئة الشباب يعلمون كل شيء عن هذا التاريخ الذي كان يمكن ان يذوب في صخب الكرامة والام وعيدها.
ما ان اعلن عن فعالية 24 اذار حتى بدأت الماكينة الاعلامية الهرمة بمهاجمة الفكرة وارسلت الحكومة والدولة اذرعها الواهنة لمواجهة الفكرة والفعالية فكانت النتائج بعكس ما اريد لها فاصطف الشباب على الجانب الاخر لان التبرير المقدم لهم والشخوص المكلفين بتصغير الفعالية وتاريخهم الذي يعلمه الاردنيون جيدا ساهم في ان لا تأتي الامور اكلها كما ارادوا .
لقد وقع هؤلاء بخطأ كبير عندما صوروا الحدث على انه شيء عاصف سيفتك بالاردن مما اثار فضول اكثر فئات المجتمع مقدرة على التعامل والتفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي ففهموا الامور فهما جيدا خصوصا اننا نعلمهم في المدارس والجامعات وفي مادة التربية الوطنية تحديدا اننا دولة عظيمة ومستقلة واننا طردنا كلوب والغينا المعاهدة البريطانية وان استقلالنا لا زال قائما.
افاق الشباب المنتشي ببطولة جيشنا في معركة الكرامة واجزم ان رجال الكرامة كرجال بدر وكيف لا وقائدهم الذي اصدر امر التصدي للعدو كان فور انتهائه من صلاة الفجر بعد ان تفوه بكلمة “الله ينصرنا عليهم” باتفاقية استعمار جديدة مع الجيش الاميركي اهانت الشعب الاردني وريث الكرامة واكثر الشعوب العربية حسا وتفاعلا بقضايا امته بل امتيه .
نجحت فعالية 24 اذار قبل ان تبدأ وحتى لو منع المشاركون من الوصول الى المواقع التي اعلنوا عنها بصدق ووضوح وقد خاب من اراد الصاق تهمة التأمر على المشاركين واهانة الشعب الاردني انه مغفل فهذا الشعب الصبور المؤدب تجاوز عن الكثير لكنه لن يتجاوز عن امر فيه هلاك وطنه وشعاره في ذلك المقولة الخالدة للشهيد الخالد وصفي التل “عندما يتعلق الامر بالوطن فلا فرق بين الخيانة والخطأ” .
يقال ان رجلا كان يقتني دبا واصبحت العلاقة بين الدب والرجل كبيرة وكان الدب يسهر على راحة الرجل فما ان حطت ذبابة على وجه الرجل اسرع الدب يريد ان يفتك بالذبابة فاحضر حجرا ضخما فالقاه على الذبابة وحصل ما حصل فهنئيا للحكومة والدولة بدببها.
ليس بعد الكفر ذنب وعلى الجميع ان يتحمل مسؤولياته جيدا وعلى المواطن الاردني ايا كان موقعه مزارعا طبيبا عامل نظافة مهندسا ان يعتبر نفسه وزيرا ونائبا بعد ان فشل هؤلاء بتقديم اي شيء للوطن بل قدموا كل معاول الهدم في سبيل ان تبقى مكتسباتهم الزائلة عندما ينتفض الوطن ويلقي بعوالقه في القمامة.