كورونا..كيف يكون المرشح النيابي الكترونيا..؟

كورونا..كيف يكون المرشح النيابي الكترونيا..؟
أ.د حسين محادين

(1)
من اميّز مصاحبات جائحة الكورنا، التباعد الجسدي بين الأفراد ترابطا مع ندرة السماح قانونيا بقيام التجمعات فيزيقيا كما كان الحال عليه قبل احتلال الكورونا لحواسنا وسيادة الحجر الصحي أفرادا ومجاميع.
هذا الواقع الجديد، يعني عمليا ما هو آت.:-
أ- اجتهد ؛ أن لا ضرورة للراغبين في الترشح لمجلس النواب او المجالس المُنتخبة الاخرى عادة ، سواء الرجال ام النساء، سواء الفقراء والأغنياء، الموهوبين أو أشباه الاميين للنيابة.
اجتهد بأن لا ضرورة للحيرة بعد الآن في الانشغال بالإعاد وبحجم الإنفاق المالي الباذخ المطلوب انفاقه على تجمعات كبيرة للافراد – الناخبين ضمن حيز مكاني واحد؛ بيوت،خيم/ صواوين،بما في ذلك عدم تقديم الأطعمة، والحلويات والصوتيات، والمتحدثين المختارين للاطراء بالترشح المُستضيِف لهم، وغيرهما من خدمات التدليل الموسمي للناخبين، ورغم عدم وجود أية ضمانات التصويت جلهم لهذا المرشح، رغم مكوثهم أو ترددهم على مقر هذه المرشح/ة او اؤلئك في ذات الموسم الانتخابي.
(2)
طيب، ما البدائل المتوقعة عن النمط التقليدي للمرشحين بخصوص بحثهم عن الشعبويات وجها لوجه قبل مجيء كورونا.؟
اعتقد متفائلا؛ كل ما يحتاجه المرشح/ة هو جهاز هاتف خلوي حديث يتقن فعلا استخدامه عبر أدوات وبرامج البث المباشر والمصور فيه، ليُحدّث من خلاله الناخبين عن بُعد ،مع ملاحظة المحذور التالي ،كم هي إعداد الناخبين الذين لديهم الرغبة الحقيقية بإنتظار ما سيقوله بعض المرشحين في اوقات محددة ومعلن عنها “لبرامجهم” في مجتمع أردني، لايثق اصلا بالكثير مما يقرأ ويسمع من المترشحين تاريخيا..؟.
( 3)
تُرى ،هل سيقل أعداد المرشحين في الانتخابات المقبلة ممن لا يتقنون كاشخاص عدد من المهارات ؟ مثل :-
ا- الخطابة المتميزة، وإعداد البرامج والحلول الإجرائية لتغلب مجتمعنا على نتائج جائحة الكورونا، لاسيما الجوانب الاقتصادية، وارتفاع إعداد البِطالة ونسب الفقر معا في مجتمع كان يعاني قبلا من هذين التحدين.
ب – مهارات التعامل والواثق مع التكنولوجيا “الرقمنة” عبر أدوات التواصل الاجتماعية وبلغة عملية، وبليغة بصورة مباشرة كتابة وحوارات بين المرشح والناخب، والإعلام الوطني والعالمي في آن.
– اخيرا..تخيلوا ان تكون الانتخابات المقبلة -غير المحدد موعدها للآن- أن تكون بلا مقار انتخابية على ارض الواقع في الاردن، فتتحول الى دواوين أو خِيم إلكترونية وتكون هدايا الناخبين من المرشحين من تعازِ ،ورود وتهانِ صماء عبر وسائل التواصل الاجتماعي فقط اي عن بعد. وبالتالي ما هي نوعية ومهارات المرشحين/او المتوقعة للانتخابات المقبلة بعد انحسار كورونا ؟
وهل ستساعد هذه التغيرات المصاحبة للكرونا في حال حدوثها الراغبين في الترشح ممن سبق وأن تعذر ترشيحهم من المؤهلين علما وفكرا، لكن الظروف الاقتصادية الضعيفة لديهم،والأنماط العشائرية والمنطقية الضيقة،وشراء الأصوات من قِبل المرشحين الاثرياء التي سبقت كورونا حالت دون ترشحهم رغم أنهم أصحاب أهلية نوعية كنواب مثلا، الأمر الذي حرم الوطن بالتالي من مهارات وعطاء مثل هؤلاء المتميزون وعيا واداءات في المجالس المنتخبة عموما.
أسئلة مفتوحة على الحوار والتفكر…حمى الله الوطن وأهلنا الطيبين فيه.
* عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
* عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية “.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى