13 شرطيا متورطون بأعمال شغب سواقة

سواليف

كشف مدير مركز إصلاح وتأهيل السواقة العقيد عبد الله البدور، أن “أحداث الشغب التي حصلت في المركز نهاية الشهر الماضي، كشفت عن تورط 13 عنصرا من عناصر الأمن العام في أعمال الشغب، وجرى توقيفهم، ويخضعون الآن للتحقيق”.
جاء ذلك خلال الجولة التي نظمها فريق التنسيق الحكومي لحقوق الإنسان بالتعاون مع مديرية الأمن العام لمنظمات مجتمع مدني وإعلاميين، للتعرف على أوضاع المركز أمس.
وكشف البدور أن المركز “وقبيل حدوث أعمال الشغب، شهد حالة من الانفلات الأمني من بعض النزلاء، خصوصا من ذوي الأحكام الطويلة، حيث ارتفعت نسبة التنمر والخاوات وصناعة الأدوات الحادة، وتهريب هواتف نقالة، عن طريق متورطين من عناصر أمن عام”.
وأضاف: “وصلت حدود التنمر من قبل نزلاء، تشكيل جماعات وفق انتماءات مناطقية، وفرض خاوات على النزلاء الضعفاء، وحرمان نزلاء من النوم على الأسرة، والاستيلاء على فراشهم واستخدامه كجلسات عربية داخل المهجع، ناهيك عن الإساءات الجسدية واللفظية”.
وتابع: “ومن التجاوزات التي حدثت في المركز، طحن حبوب المسكنات بمعجون قاتل للصراصير وتحويله إلى مادة (جوكر)”.
وقال إنه “وعلى خلفية أحداث الشغب قامت إدارة السجن بحملة تفتيش واسعة داخل المهاجع، أسفرت عن جمع ما سعته 1500 كيس من الممنوعات، وتم إثبات تورط 267 نزيلا، 27 منهم تم تحويلهم إلى محكمة أمن الدولة، ونقل 150 نزيلا إلى مراكز إصلاح وتأهيل أخرى”.
وبين العقيد البدور أن “فيديوهات الشغب التي تم نشرها على وسائط التواصل الاجتماعي، في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، تتعلق بقيام عدد من النزلاء بتكسير محتويات مهاجعهم، احتجاجا على إدارة السجن”.
وأضاف: “بعد الجلوس إلى أولئك النزلاء والاستماع إليهم قالوا إن لديهم مطالب تتضمن تخفيض الأسعار في السوبر ماركت، وتحسين العلاج الطبي، وتحسين جودة الطعام، وتمت الموافقة على جميع مطالبهم، بما فيها عدم محاسبتهم عن الأضرار التي خلفوها”.
وقال إنه “وبعد هذه الخطوة، ظنوا أنهم انتصروا على الأمن، وزادت حدة تنمرهم، ووصلت إلى اعتداء أحدهم بأداة حادة على وكيل من العاملين بالمركز”، مبينا أن “معظم المتنمرين هم من محكومي جرائم القتل والشروع به”.
وأكد أن إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل تعمل الآن على تحسين أوضاع “سواقة”، ومن المتوقع أن يكون هناك إصلاح شامل في غضون فترة تتراوح من ثلاثة إلى أربعة أشهر.
من جانب آخر، وضع العقيد البدور الحضور في تفاصيل أخرى عن مركز سواقة الذي يبعد 70 كيلومترا عن العاصمة وتبلغ مساحته 900 دونم، والذي يعد أكبر مركز إصلاح وتأهيل، حيث بني في العام 1988.
ويضم المركز مهاجع يتسع كل منها إلى 40-50 نزيلا، كما يحتوي على غرف للخلوة الشرعية، ومشاغل وصالات طعام، وملاعب ومكتبة ومدرسة ومساجد وغيرها، ويستقبل المحكومين وليس الموقوفين إلا في حالات نادرة، ويتم تصنيف النزلاء حسب جرائمهم.
وتقدم للنزيل الرعاية الصحية والنفسية وتوفير الرعاية الاجتماعية والدورات التثقيفية والدينية، كما يستفيد 270 نزيلا من رواتب صندوق المعونة الوطنية، والتي تبدأ من 50 إلى 180 دينارا.
وتقدم للنزيل ثلاث وجبات طعام، وتؤمن له الاتصالات مرة واحدة أسبوعيا، ما عدا النزلاء الأجانب الذين تؤمن لهم أكثر من مرة، فيما تتراوح تكلفة النزيل اليومية نحو 24 دينارا.
ويضم سواقة 15 جناحا، وعدد غرفه 98، وعدد الأسرة 2160، وتصل طاقته الاستيعابية إلى 2154 نزيلا، ويقيم فيه 23 محكوما بالإعدام، و23 بالمؤبد، و153 بـ15 عاما وأكثر، ولا يوجد فيه موقوفون إداريون، ومجموع نزلائه 1626.
ويبلغ عدد محكومي جرائم القتل 217، والاغتصاب وهتك العرض 232، والاتجار بالمخدرات 343، وحيازة المخدرات 25، و”إطالة اللسان” نزيل واحد، فيما يبلغ عدد الجنسيات العربية من النزلاء 200، والأجنبية 25.
ويخضع النزيل للتفتيش الإلكتروني والجسدي للتأكد من عدم حيازته لأي مادة ممنوعة، ولا يتم استقبال أي منهم قبل فحصه طبيا، ويوضع في غرفة الاستقبال لمدة 48 ساعة للتأكد من سلامته الصحية ولتصنيفه حسب جرمه، ويحصل النزيل على صحف يومية ومحطات بث تلفزيوني منها رياضية.
وتخللت الزيارة جولة على مرافق المركز، التقت فيها “الغد” مجموعة من النزلاء، منهم محكومون بتهم قتل ومخدرات وسلب.
وأثنت غالبيتهم على المعاملة التي يتلقونها من إدارة المركز، فيما انتقد معظمهم عدم تصنيفهم، وإدماجهم مع مرتكبي جرائم مختلفة عن جرائمهم، كما اشتكى بعضهم من بعد مسافة المركز عن أماكن سكن ذويهم، وطالب آخرون بتوفير التوعية القانونية.
وأجمعوا على تلقيهم معاملة حسنة، ما عدا نزيل واحد أكد أنه “تعرض للضرب أثناء جولة التفتيش بعد أحداث الشغب التي حدثت”.
كما التقت “الغد” بنزيل من المحكومين بتهمة الإرهاب موجود في عزل انفرادي بحسب طلبه، نتيجة “للمضايقات التي تعرض لها من نزيل متنمر في المهجع الذي يقيم فيه”.
وبين أن “معاملة إدارة المركز معه جيدة جدا، وأن المشكلة تكمن في حالات التنمر والشغب التي يثيرها نزلاء”.
وشملت الزيارة جولة إلى مسرح المركز والملاعب والعيادة الطبية والمدرسة التي كان يدرس فيها نزيل الثقافة العامة لطلاب الصف السادس، وهو محكوم بتهمة قتل زوجته، إضافة إلى زيارة المشاغل التي يبلغ عددها 120 مشغلا وتشمل مخبزاً.

الغد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى