ليتزايد الغانمون / وليد عبد الحي

ليتزايد الغانمون

في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية ، وأمام مندوبين من 173 دولة يشاركون في المؤتمر رقم 137 لمنظمة الاتحاد البرلماني الدولي الذي يعد أحد المنظمات الدولية الأقدم( تأسس عام 1889)، قاد ممثل الوفد الكويتي مرزوق الغانم هجوما ضد الوفد الاسرائيلي المشارك ، وانتهت العاصفة بخروج الوفد الاسرائيلي من القاعة، بينما تلقى الغانم رسالة تأييد من أمير بلاده،ناهيك عن رضا واسع في اوساط الجمهور العربي.
ومع أن المنظمة تحظى بمركز مراقب في الأمم المتحدة، لكنها تمثل واحدة من المنظمات ذات العلاقة الواسعة مع الامم المتحدة، وكان لها دور هام في انشاء محكمة العدل الدولية.
لكن سؤالا قفز إلى ذهني هو: لماذا استجاب الوفد الاسرائيلي وخرج من القاعة ؟ يتبين من مراجعة المشهد ما يلي:
1- أن المؤتمر أقر عددا من القرارات ضد اسرائيل ومن ابرزها المطالبة بالإفراج عن عدد من القيادات الفلسطينية بخاصة مروان البرغوثي وأحمد سعدات إلى جانب بعض البرلمانيين الفلسطينيين المنتمين لحركة حماس من المعتقلين في سجون اسرائيل، وقد ورد ذلك في نص التقرير الذي أعدته لجنة حقوق الانسان التابعة لمؤتمر الاتحاد البرلماني، وهو أمر اعترض عليه الوفد الاسرائيلي بقوة دون جدوى.
2- أثناء محاولة الوفد الاسرائيلي الرد على الانتقادات –خاصة موضوع البرغوثي وسعدات- كانت الوفود الاخرى (نسبة كبيرة) تقاطع محاولات أعضاء الوفد الاسرائيلي الرد بخاصة عضوة الكنيست عن الاتحاد الصهيوني Nachman Shai وهي نائب رئيس الكنيسيت.
3- مقاطعة الوفود الأخرى للوفد الاسرائيلي كلما أراد التدخل لطرح وجهة نظره، وهو ما جعل الوفد يشعر بأن الموقف لغير صالحه تماما.
4- اتهام اسرائيلي للجهات المنظمة للمؤتمر بعدم التدخل لمنع ما اسماه احد اعضاء الوفد الاسرائيلي ” بالهجوم اللفظي” ، وكانت المندوبة الاسرائيلية قد تحدثت للجلسة قبل المغادرة للقاعة وقالت أن المغادرة تمت” ليس بسبب موقف الغانم” بل بسبب قرارات المؤتمر وقالت بلهجة ساخرة ” كنت أظن أنكم تريدون محاربة الارهاب، ولكن تبين ان الامر على خلاف ذلك “.
5- وجه الوفد الاسرائيلي نقدا لرئيس المؤتمر وهو Saber Chowdhuryمن بنغلاديش بأنه تغاضى عن المقاطعات لكلمات الوفد الاسرائيلي إلى جانب عدم العدالة في توزيع الوقت بين المتحدثين.
لكن عضوا آخر عن الاتحاد الصهيوني قالت جملة توقفت عندها وهي حرفيا”:
Sometimes it is not easy to represent Israel abroad
” أحيانا ليس سهلا تمثيل اسرائيل في الخارج ”
وهو ما يعكس احساسا بتنامى الموقف السلبي على الصعيد الشعبي في العالم تجاه اسرائيل ، وهو واقع تؤكده كل استطلاعات الرأي الدولي الغربية، وهو الامر الذي دفع اسرائيل للتنبه والعمل على “لجم ” هذا الاتجاه.
والملفت للنظر ان وزارة الخارجية الاسرائيلية تبرأت من المشهد بالقول انها لم تساهم في اجراءات الترتيب للمؤتمر واقتصر الامر على الكنيسيت، وكأن الخارجية الاسرائيلية تريد تحميل الفشل الدبلوماسي للكنيسيت وليس للخارجية …كل الاحترام للغانم ..متمنيا ان يتزايد ” الغانمون”…وذلك أضعف الإيمان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى