مبادرة إبدأ لتعليم أهالي المصابين باضطراب طيف التوحد

سواليف
أقامت الأكاديمية الأردنية للتوحد بالتعاون مع الجمعية الأردنية لإضطراب طيف التوحد الدورة الأولى المجانية من مبادرة ابدأ التي أقيمت في مبنى الأكاديمية وبحضور خمسة عشرة مشاركا ومشاركة من الذين تواجههم مشكلة في التعامل مع أبنائهم وبناتهم المصابين باضطراب طيف التوحد، وقد استمرات الدورة مدة ثلاثة أسابيع، وقد كانت المحاضرات نظرية وعملية، استفاد منها الأهالي استفادة كبيرة في تغيير مفاهيمهم في التعامل مع المصابين باضطراب طيف التوحد بشكل علمي ومدروس، وبعيدا عن العشوائية وقلة الخبرة وشح المعلومات، وتأتي هذه المبادرة في إتاحة الفرصة لمشاركة الآباء والأمهات برامج التدريب التي تجعلهم أكثر فهما لحالة طفلهم مما يساعدهم على اتخاذ القرارات الحاسمة بخصوص طفلهم، كما أن التدريب العملي الذي يتلقونه على يد المدربين الأكفاء تمكنهم من مساعدة أطفالهم على الإندماج في الحياة الأسرية والمجتمع، وسوف يكون هناك دورات أخرى بعد العيد مباشرة في تمور من عام 2016م في الصيف.
وقد قام رئيس هيئة المديرين في الأكاديمية الأردنية للتوحد الدكتور جمال الدلاهمة مشكورا بتوزيع الشهادات على الأمهات والآباء، وشجعهم على ضرورة المشاركة في الدورات القادمة وضرورة مشاركة الأهالي في تحمل المسؤولية، وعدم الإعتماد الكلي على المركز من خلال تعديل السلوك، وقد قامت أم رعد أبودلهوم بتوزيع الهدايا على المشاركين والمشاركات، وقد قام السيد موفق الزامل رئيس الجمعية الاردنية لاضطراب طيف التوحد بتوزيع الدروع لرئيس هيئة المدرين والمدير العام والمدير الفني للأكاديمية الاردنية للتوحد، وقد قام كل من الأستاذ نورالدين أبوالرب المدير الفني للأكاديمية بإعطاء المادة النظرية بكل كفاءة عالية، حيت تحدث عن المفاهيم الحديثة لهذا الإضطراب وطريقة تفكير المصابين باضطراب التوحد، وكيفية التعامل مع الطفل الذي لا يستطيع توصيل أو نقل حاجياته ورغباته للآخرين، مع كيفية التحكم في السلوكيات الشاذة ذات الطقوس النمطية التي يمارسها الطفل، وكيفية محاولة اشباع الحاجات الشخصية للطفل مع كيفية الرعاية المستمرة للطفل الذي لا يدرك الخطر، والصعوبات التي يفرضها المجتمع على الأسرة وتتمثل في العزلة أو الرفض أو الإستجابة غير الملائمة لمتطلبات الأسرة والطفل، بالإضافة الى شرح أنواع التوحد وصفات كل نوع، وتم شرح طرق تشخيص اضطراب طيف التوحد والأدوات المستخدمة في قياس التوحد، وقد قام الأستاذ أحمد شحيط المتخصص في تعديل السلوك من خلال الشرح النظري والتطبيق العملي على بعض الحالات الموجودة في الأكاديمية، وقد أثبتت أساليب تعديل السلوك فاعليتها في اختراق عزلة الأطفال التوحديين والتعامل معهم والتحكم في المشكلات الصادرة عنهم، وقد اعتبر المنحى السلوكي وتعديل السلوك من أهم الإستراتيجيات التي سجلت نجاحا ملموسا في تعليم وتدريب الأطفال التوحديين والتي يمكن عرضها بملاحظة السلوك المطلوب التخلص منه وتسجيل مدته ودوريته والتعرف على الظروف التي تؤدي إليه والنتائج التي ترتبت عليه وتتبعه، وعند إلغاء سلوك سيء يميل الطفل إلى ممارسته باستمرار لذلك يجب البحث عن السلوك الطيب البديل المراد إحلاله محل السلوك السيء، وعند تعليم سلوك أو مهارة جديدة يجب تقسيم العمل إلى خطوات بسيطة يمكن تنفيذها بسهولة مع تلقين الطفل التعليمات الواجب اتباعها بشكل واضح ومفهوم لديه، ثم يقل التلقين بالتدريج حتى يتلاشى ويستطيع الطفل القيام بالمهمة بدون مساعدة، والتعزيز والتشجيع بشتى الطرق المادية والمعنوية لكل سلوك طيب يصدر عن الطفل، فهذا يساعد دائما على زيادة حدوث هذه الأنواع من السلوكيات، وتجاهل السلوك السيء (كلما أمكن) فهذا يساعد على تقليل أو التخلص من معظم أنواع السلوك التي يهدف الطفل من روائها إلى جذب انتباه الآخرين، وتغيير الظروف المصاحبة لحدوث السلوك السيء لتقليل فرص بدء حدوثه، وقد قام السيد علاء الزعبي المتخصص في العلاج الوظيفي بتعليم الأهالي كيفية تقييم مهارات وقدرات الطفل نتيجة صعوبات أو إصابات، وتأثير الإعاقة على طبيعة الحياة أو نشاطات الحياة اليومية، وقد قام بتدريب الأهالي على توجيه وتدريب الشخص المعني وعائلته على طرق وأساليب وقائية، وإعطاء الأهالي الصورة الصحيحة لوضع الأهداف وخطوات التدريب مع العمل على اقامة علاقة ثقة ومتابعة نفسية للفرد المصاب، ويقوم الأخصائي على تقييم الطفل حتى يتم اعداد خطة محكمة تؤثر على المعالجة، ومن ثم اقتراح برنامج يحدد الآثار الجسدية والسلوكية والعاطفية لتعديل سلوك خاطئ معين، ومن ثم تحديد الاهداف التي تساعده على التغلب عليه، وبعدها يستخدم التكامل الحسي لتحسين البيئة في التقليص من الإزعاج والمشتتات الناتجة عن وجود الوسائل المرئية والسمعية والحسية، وقد قامت السيدة فاتن الإنصاري أخصائية التخاطب على طريقة التشخيص والتقييم الشامل لحالات خاصة من حيث النمو اللغوي واضطرابات النطق وعيوب الكلام، ووضع البرنامج العلاجي المناسب لنوع الإضطراب وحدته ومتابعته وتقويمه، ولابد من استخدام الاشياء الحقيقية حتى يحس بها الطفل ويشعر بها مثل المجسمات ثم البازلات ثم الكروت والصور، فمثلا: نريد ان نعلم الطفل ان يتعرف على التفاحة فنبدأ اولا بتعليمه بتفاحة حقيقية ثم نقوم بتقطيعها بالسكين ثم يتذوقها عن طريق مجسمات اقرب الى الحقيقة ثم عن طريق بازلات ثم العاب ثم كروت بحيث يكون الكرت به صورة تفاحة فقط حتى لا يحدث تشتت للطفل، وعلى الأخصائي ان يستوضح من الاسرة باستفاضة عن تطور نمو اللغة لديه وهل كان لديه تأخر لغوي وهل كانت هناك اصوات كلامية ينطقها الطفل وتم اصلاحها مع توضيح الطريقة التي تم بها اصلاح الصوت الكلامي وهل كانت تلقائية ام نتيجة تدريبات حصل عليها الطفل.
وإن مبادرة إبدأ في تعليم الأهالي بكيفية التعامل مع المصابين باضطراب طيف التوحد خارج المركز، يأتي من صميم أهداف الجمعية الاردنية لاضطراب طيف التوحد في تعزيز الثقة في الأهل حتى يكملوا الدور المهم والرئيسي في تعديل سلوك الطفل الذي تعلمه في المركز ويجب ان يطبقه في البيت وخارجه، ويجب على الأهالي وكل أفراد الأسرة ان تكتمل عندهم الصورة من الناحية العلمية والتعرف على كل المعلومات الصحيحة فيما يتعلق بموضوع اضطراب طيف التوحد وكيفية التعامل معه وإيجاد البدائل المناسبة والسهلة، وقد زاد هذا الاضطراب في الفترة الاخيرة بشكل كبير، والتوحد اضطراب عصبي نمائي يشخص دون الثالثة من عمر الطفل ويصيب طفل واحد من بين كل ستمائة طفل مولود وهذه النسبة غير دقيقة وهي معرضة للزيادة، ويتميز بوجود خلل في التواصل والتفاعل الاجتماعي وخاصة في اللغة المنطوقة والتعبيرية، بالإضافة إلى وجود سلوك تكراري مقيد، ويتميز الطفل الذي يعاني من هذا الاضطراب بعدم اكتسابه اللغة السليمة، أو أنه اكتسب اللغة ثم تدهورت لديه حتى فقد القدرة على التعبير، أو صار يستعمل الكلمات والضمائر والجمل بشكل غير سليم، وتلاحظ الأم غالبا أن طفلها لا يتفاعل معها ومع الآخرين كما يفعل الأطفال الذين هم في عمره، فعواطفه باردة ، وإذا غابت عنه أمه أو حضرت فلا تجد لديه افتقادا لها أو انفعالا لرؤيتها عند عودتها.
موفق الزامل رئيس الجمعية الاردنية لاضطراب طيف التوحد للتواصل مع الجمعية على الفيس بوك بإسم الجمعية الاردنية لاضطراب طيف التوحد ورقم الهاتف 0790568997

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى