سواليف سبورت – عاشت جماهير كرة القدم الأردنية حالة من خيبة الأمل بعدما تعرض منتخب النشامى لخسارة قاسية أمام مضيفه الأسترالي بنتيحة 5-1، وذلك في ختام لقاءات المجموعة الثانية للتصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019.
1- شرود ذهني
لم يكن لاعبو منتخب الأردن في يومهم، حيث افتقدوا للتهيئة النفسية المثالية للمباراة، فالشرود الذهني ظهر واضحا على وجوه اللاعبين حتى والنتيحة تشير إلى التعادل السلبي، فكم من لاعب حضر بالجسم وغاب بالاسم، بل إن اللاعبين الذين كانت تبني عليهم الجماهير الأردنية آمالا عريضة في تشكيل الخطورة اللازمة على المرمى الأسترالي، كانوا غائبين بسبب الضغط النفسي الكبير.
2- نقطة الضعف
نجح منتخب أستراليا بالبداية في استدراج خصمه وكشف قدراته، ليصل إلى خلاصة بأن منتخب الأردن لا يملك ما يقدمه بهذه المباراة في ظل حالة الشرود، كما أنه نجح سريعا في كشف نقطة الضعف لمنتخب الأردن الذي انصب كل تركيزه على تغطية منافذ العمق وعلى حساب الأطراف، وهو ما جعل روني كروز “نجم المباراة” يتألق تارة في الجهة اليمنى وتارة في الجهة اليسرى، ليمرح ويسرح دون رقيب أو حسيب، فشكلت الأطراف المبتورة نقطة ضعف منتخب الأردن في هذه المباراة.
3- الإرهاق وعدم التأقلم
غابت الروح القتالية والحماس والإصرار الذي طالما كان يميز اللاعب الأردني، فالعطاء في الملعب كان خجولا والدخول في أجواء المباراة جاء بطيئا، وذلك بسبب حالة الإرهاق التي عانى منها اللاعبون جراء رحلة السفر الطويلة، فضلا عن غياب التأقلم مع الأجواء وفارق التوقيت حيث تتقدم ستراليا بتسع ساعات على الأردن.
4- التشكيلة
عاب تشكيلة منتخب الأردن التي ظهر بها في هذه المباراة بعض الأخطاء، بدليل أن حلقات الوصل بين خط الوسط والهجوم كانت مفقودة في ظل تباعد اللاعبين عن بعضهما الآخر، كما أن منتخب الأردن افتقد لصانع ألعاب خبير في منتصف الملعب يقوم بتوزيع الكرات بسرعة على أطراف الملعب، ما جعل الشكل الهجومي لمنتخب الأردن عشوائيا وقائما على محاولات فردية لحظية، ليغيب البخيت وأبو عمارة وحتى الدردور عن مشهد التهديد، ولو تم الدفع بعبد الله ذيب من البداية لربما كان أفضل بحكم خبرته الدولية.
5- قراءة فنية خاطئة
كان بالإمكان أن يقدم منتخب الأردن أداء جيدا في هذه المباراة لو أن الإدارة الفنية للمباراة كانت أفضل، فمشكلة سوء التغطية لأطراف الملعب كانت واضحة للجميع بل ومن قبل أن يسجل منتخب أستراليا هدف السبق، هنا كان بالإمكان ملاحظة “الثغرة” وردمها سريعا، لكن كان هنالك إصرار غريب على التشبث بطريقة اللعب الموضوعة قبل المباراة دون تغيير مهما طرأ من مستجدات وعيوب أثناء المباراة.
6- الانضباط والتمركز
تخلى لاعبو منتخب الأردن عن انضباطهم التكتيكي داخل الميدان منذ بداية المباراة، فالتحركات بطول وعرض الملعب لم تكن نموذجية والتمريرات كانت غير دقيقة في معظمها نتيجة لتباعد المسافات بين اللاعبين، كما أن التمركز السيء للاعبي خطي الوسط والدفاع كان واضحا والرقابة على مفاتيح لعب منتخب أستراليا وبخاصة “نجم المباراة” روني كروز كانت وهمية للغاية.
7- تسهيل المهمة على الخصم
سهّل منتخب الأردن من مهمة مضيفه الأسترالي عندما تحفظ دفاعيا بطريقة مبالغ بها، حتى وهو يتأخر بهدفين وثلاثة، لم يظهر أي ردة فعل هجومية حقيقية ولم يرسم هجمة واحدة باستثناء كرة هدفه الوحيد، ليسلم بالتالي منتخب الأردن من حيث لا يدري “منطقة العمليات” للاعبي المنتخب الاسترالي الذين جالوا وصالوا وطوقوا مرمى شفيع، ليفرضوا هيمنتهم المطلقة على المباراة.
8- توقيت غير مناسب
التعاقد مع الإنجليزي هاري ريدناب لم يكن بالتوقيت المثالي، فتسليم مدير فني مهمة قيادة منتخب النشامى قبل موعد المباراة بأسبوع كان فيه الكثير من المجازفة، بل وخلط لأوراق وحسابات المدرب عبد الله أبو زمع الذي اعتقد في وقت من الأوقات بأنه هو من سيقود المباراة، فوضع حساباته الخاصة للمباراة.
تواجد ريدناب كان من الممكن أن يشكل دافعاً معنويا فقط لمنتخب الأردن، لكن تدخله بالشؤون الفنية بحكم منصبه تم بتوقيت صعب ما أضر بمنتخب الأردن وشتت أفكار لاعبيه وخاصة أن هنالك مثل شعبي يقول:” كثرة الطباخين تحرق الطبخة”، حيث ضم الكادر الفني والتدريبي كل من الإنجليزي ريدناب وعبد الله أبو زمع وأمجد الطاهر والإنجليزي بوند كيفن إلى جانب فريدي.
9- قوة الخصم
لا يخفى على أحد بأن من الأسباب التي أدت للخسارة القاسية أيضا قوة الخصم، فمنتخب استراليا تعامل مع المباراة على أنها انتقامية بعد الخسارة التي مني بها في عمان بهدفين ليجد الفرصة مناسبة ومتاحة ليضرب أكثر من عصفور بحجر واحد وهو ما فعله حقا، إلى جانب تسلحه بعاملي الأرض والجمهور ما زاد من مصاعب المباراة على منتخب النشامى، ناهيك عن الفوارق الفنية التي ظهرت بين لاعبي المنتخبين حيث يحترف العديد من لاعبي أستراليا في الدوريات الأوروبية.
10-غيابات مؤثرة واختفاء الاستقرار الفني
عانى منتخب الأردن من غيابات مؤثرة في هذه المباراة تتمثل بنجمه الخبير حسن عبد الفتاح ومدافعه طارق خطاب والظهير الأيسر محمد الدميري وذلك بسبب الإصابة، وأيضا غاب الاستقرار الفني عن منتخب النشامى بالتصفيات المزدوجة لعب دورا مهما فيما رافقه بالمباريات التي خاضها بالمجموعة الثانية حيث بدأ المشوار مع المدرب أحمد عبد القادر ثم تم تسليم المهمة للبلجيكي بول بوت ثم لأبو زمع وأخيراً لريدناب، وهذا كله انعكس سلبا على الاستقرار العام للمنتخب، وساهم في تعدد وجوه اللاعبين من مباراة لأخرى