خواطر معلمة / ماجدة بني هاني

خواطر معلمة
لا أدري لماذا كلما هممت بالكتابة عن واقع التعليم والمعلم تتجاذبني خواطر عديدة’ ويتملكني التردد .
فالمعلم الذي ينتقد أو يحتج متهم بأنه يغني خارج السرب….فالمصيبة الكبرى أن كثير من الزملاء استمرأوا الظلم ، وإعتادوا على التحجيم، بل إن بعضهم اختار سياسة النعامة وهي دفن الرأس في الرمال !!
ومما يدعو للمفاجأة،أن ترى مقالات تحظر ويتم إلغاؤها لأنها تضع يدها على الوجع .أو تصف شيئا من الواقع الذي يتعامى عنه الكثيرون من صناع القرار
فحال كثير من مدارسنا موجع،فقد امتدت يد الفساد وعاثت في أنحاء العملية التعليمية فطالت
الطالب والمعلم وعبثت بالقوانين ثم انتهت بالمخرجات ، كل ذلك في تغطية تربوية متخبطه قائمة على التجربة والاستيراد.
واعذروني إذا شبهتها بالسرطان الذي تفشى في معظم الجسد ، وحار الطبيب ونحن في انتظار المعجزات !!
أليس من المؤلم أن تكون هناك مدرسة ثانوية في الشمال الأردني تقفل أبوابها على مسلسل من المشاجرات الطلابية ، الحادية عشرة صباحا الطلاب على قارعة الطريق يتراشقون بالحجارة ، المعلمون يهربون و دوريات الشرطة تلاحق الطلاب ،الطلاب من قرى متعددة…معبؤون بالعنف والتمييز والحقد..تخرج الأمور عن السيطرة ،ويضيع تحت الرجلين طالب نبيه يريد أن يتعلم فلا يجد ملاذا سوى فقره ويأسه وفشله.
كل ذلك يحدث في غياب المسؤول، وتجاهل المجتمع ،وتفضيل سياسة الصمت والأنانية.
أيها المسؤولون : لماذا لا يحق للمعلم أن يعترض ؟
أليس أهل مكة أدرى بشعابها.؟
فالعلم هو من خرج من رحم المدرسة ثم عاد ليدفن في أحشائها، يعرف داخلها وخارجها ، ومن المستحيل أن يكون الأبن البار عاقا في يوم ما.
نريد سياسة تنصف المعلم وتعنى بالطالب ، لا نريد بروزة العملية التعليمية والقشور ،نريد نقابة ليست مشغولة بذاتها بل تعمل على رد حقوق المعلم الأنسانية أولا ثم المادية.
أرجو ممن يسعون إلى توصيل الحقائق أن يأخذوا بالحسبان، بأننا في وطن يعتز بأبنائه وليعلم أن معلما ذليلا لا يربي جيلا إعزاء. ..وألا فعلى الدنيا السلام .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. ليس لأمر عشوائيا ، فالتعليم في الوطن العربي ، في الشرق الأوسط مقصود ويستهدف ، ما يحصل لمعلمي العراق وفلسطين والمغرب متصل بحبل سري ، ما يتصل بسياسة رفع الرسوم ، ورفع نسبة الرسوب متصل بحبل سري . ماذا يحصل في المنظومة التعليمية الإسرائيلية، كيف هو وضع المناهج ؟ كيف هو مستوى الطالب ؟ كيف هو المعلم هناك ؟ هل المطلوب خلق بيئة ملائمة للتمدد الاستعماري الجديد بأشكاله المركبة والخفية؟ إلى أي حد تشارك السلطة السياسية في هذا الاستهداف مع استثناء أبناء النخب ؟ ما هو دور صندوق النقد الدولي في تفشيل المنظومة التعليمية لدى العرب ؟ لماذا تحارب نقابات المعلمين حيثما وجدت ؟ وهل ثمة مخطط يعيد صناعة التعليم يتوانى مع المخطط الجاري الآن ؟

    لله دركم! يضيع التعليم ، وينتهك المعلم ، وتتخلف المجتمعات ، فتسهل سرقة الأوطان .

  2. لم يعد للعلم قيمة للاسف في بلادنا ..
    عندما تصبح الشهادة تجاره وتصبح وزارات ومديريات التربية والتعليم ومؤسساتنا التعليميه كافة الخاص منها والحكومي مصانع والآت طابعه للشهادات التعليمية هنا يكون الفساد قد ضرب أطنابه ..
    عن اي قيمة للمعلم تتحدثين إن فقد العلم نفسه قيمه …
    بكل اسف كاد المعلم ان يكون رسولا لكن هذا زمن مضى ورحل …

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى