10 وظائف عليها طلب كبير خلال 10 سنوات

#سواليف

في عام 1930 حذر الخبير الاقتصادي البريطاني البارز جون ماينارد كينز من أن العالم “يعاني من مرض جديد” يسمى ” #البطالة_التكنولوجية” وكتب أن “التقدم في توفير #العمالة يتجاوز الوتيرة التي يمكننا بها إيجاد استخدامات جديدة لها”، ويبدو أن الأمثلة موجودة في كل مكان.

وكانت الآلات الجديدة تعمل على تحويل المصانع والمزارع نحو استخدام #الآلات بدلا من الأيدي العاملة التقليدية، وكان اعتماد شبكة الهاتف في البلاد للتبديل الميكانيكي يقضي على الحاجة إلى مشغلي الهاتف المحليين، وهي واحدة من أكثر الوظائف شيوعا بين الشابات الأميركيات في أوائل القرن العشرين.

وكانت الإنجازات التكنولوجية المذهلة حينئذ سببا في #تدمير #الوظائف وإحداث الفوضى في #الاقتصاد؟ وهو ما دفع كارل ت. كومبتون رئيس معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وأحد أبرز العلماء في ذلك الوقت إلى الكتابة في مجلة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 1938 عن “فزع البطالة التكنولوجية”.

وطرح كومبتون سؤال محوريا: هل الآلات هي الجنيات التي تنطلق من مصباح علاء الدين العلمي لتلبية كل احتياجات الإنسان ورغباته، أم إنها وحوش فرانكشتاين التي ستدمر الإنسان الذي صنعها؟
كان ذلك في ثلاثينيات القرن العشرين، ويبدو أن الأمر يتكرر الآن أكثر بكثير بفضل التغيرات الهائلة التي تحدثها الثورة الصناعية الرابعة في حياتنا. ويشبه ما طرحه رئيس معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في ذلك الوقت السؤالَ المطروح بقوة حاليا: هل ستأخذ الآلات مكان البشر وتحرمهم من جنة الوظائف والعمل؟

ووفقا لتقرير مستقبل الوظائف الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2020، من المرجح أن تحل الأتمتة والذكاء الاصطناعي محل ما يقرب من 85 مليون وظيفة بحلول عام 2025. ومع ذلك، يكشف التقرير أيضا عن إنشاء 97 مليون وظيفة جديدة خلال الإطار الزمني نفسه.

وفي الحقيقة، فإن الأمر قد يتعدى 97 مليون وظيفة جديدة، فالثورة الصناعية الرابعة تهيئ فرصا ومهنا ووظائف كثيرة قد لا يكون لها حصر ولا عدّ حسب ما ذكر إيلي أمدور محلل سوق العمل في مقالة له بمجلة فوربس، قائلا “ما زلنا نشهد أكبر نمو في سوق العمل في التاريخ”.

سنقدم لكم في هذا التقرير 10 وظائف غير موجودة الآن (أو موجودة بشكل أولي) وسيكون عليها طلب كبير في المستقبل وفق ما ذكر عدد من المواقع والمنصات مثل “فوربس” و”ريبيلكون” و”إنك” و”مونيستر” وغيرها:

1- متخصص النقل المستقل

إن السيارات الذاتية القيادة سوف تقضي على العديد من الوظائف، مثل سائقي سيارات الأجرة وموظفي توصيل الطرود. ومع ذلك، فإنها سوف تنشئ العديد من الوظائف أيضا ومنها “متخصص النقل المستقل”.

فإذا كان مستقبلنا يتضمن سيارات ذاتية القيادة وطائرات من دون طيار تحوم في الهواء، فإن المدن والبلدات سوف تحتاج إلى بشر لمراقبة هذا النوع الجديد من النقل وتنظيمه، وسيتولى هذا المتخصص مسؤولية مراقبة أداء المركبات الذاتية القيادية وتقييمه، ومن ذلك جمع البيانات وتقديم الملاحظات، وتقديم خدمة طلب الركوب للجمهور العام.

وتقول الكاتبة والمتخصصة في دراسات المستقبل جولي أوستن “إن الناس سوف يحتاجون إلى دمج هذه المركبات الذاتية القيادة في الأنظمة الحالية وتنظيمها ثم مراقبة النتائج” وتحليلها والاستفادة منها.

تطبيقات مثل سيري أو أليكسا، هذه كانت مجرد بدايات أولى، خصوصا مع بداية ثورة جديدة تتمثل في قيام الأفراد بإنشاء توائم رقمية خاصة بهم، ولهذا فإن مصممي الشخصيات بالذكاء الاصطناعي سوف يصبحون سلعة رائجة لكل من الشركات لإشراك عملائها، وللأفراد الراغبين بصنع توائمهم الرقمية.

وتتمثل مهمة مصمم الشخصية بالذكاء الاصطناعي في صنع تفاعلات تجريبية بين البشر والآلات، وغالبا ما يعملون جنبا إلى جنب مع الشركات المتخصصة في التكنولوجيا، للمساعدة في جعل المنتج التفاعلي القائم على الذكاء الاصطناعي يبدو سهل الاستخدام وجذابا. ويتضمن جزء من العمل بناء مراجع ثقافية ذات صلة أو تفاصيل شخصية مثل السخرية والفكاهة، كما تتطلب هذه الوظيفة امتلاك مهارات في كتابة المحتوى والاهتمام الشديد بالتقنيات الناشئة.
إعلان

و”سيري” شخصية افتراضية طورتها شركة آبل في عام 2010، وتستخدم تقنيات التعلم الآلي المتطورة، وتعمل كمساعد صوتي للإجابة عن الأسئلة والاستفسارات وتقديم التوصيات للبشر حسب الطلب، وهي جزء لا يتجزأ من منتجات شركة آبل، وينطبق الشيء ذاته على “أليكسا” التابعة لشركة أمازون.

3- متخصص أخلاقيات الذكاء الاصطناعي

من الواضح أن التحدي الأكبر الذي يواجه أكبر تحول في التاريخ هو أننا يجب أن نتعامل بشكل مباشر مع القضايا الأخلاقية العديدة التي تطرحها هذه الثورة، وبالذات مع قضايا التحيز والشفافية والعدالة.

وسنرى في السنوات القليلة القادمة أن هذه الوظيفة ستصبح أساسية بالذات في ظل القوانين التي يجري العمل على سنّها الآن للتعامل مع الذكاء الاصطناعي في مختلف الدول، ومن المرجح أن نرى هذا الدور يتوسع إما كمتطلب وظيفي داخلي أو كخدمة استشارية لمعظم الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي للقيام بالعمل، وخاصة حيث يكون للناتج تأثير حاسم على الرفاهة الجسدية أو النفسية أو الأخلاقية للبشر.

ومتخصص أخلاقيات الذكاء الاصطناعي هو متخصص في الجوانب الأخلاقية لتطوير الذكاء الاصطناعي وتنفيذه، ويشمل هذا الدور تطوير الذكاء الاصطناعي واستخدامه الاستخدام المسؤول لخدمة جميع أصحاب المصلحة.


4- معالج التخلص من السموم الرقمية

الهدف من التخلص من السموم الرقمية هو أن يتخلص الناس من ضغوط التكنولوجيا، حتى لو كانت مؤقتة، ويعتقد الخبراء أن الإفراط في استخدام التكنولوجيا والأجهزة يمثل إدمانا سلوكيا حقيقيا يمكن أن يؤدي إلى مشاكل جسدية ونفسية واجتماعية.

ومع توسع حضور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتطبيقاته العديدة في حياتنا اليومية، قد يتحول التخلص من السموم الرقمية من مجرد اقتراح بفصل الاتصال إلى فرع محدد من الممارسة العلاجية.

5- متخصص تكامل التكنولوجيا البشرية

يقول تشارلز غرانثام من منظمة “الصحوة نحو الكمال” إن هؤلاء المتخصصين سوف يعلمون الآخرين كيفية الاستفادة من مجموعة واسعة من التقنيات واستخدامها لتحسين جودة حياتهم.

وهذا يعني في الأساس أن هذا الشخص خبير في تكنولوجيا المعلومات بكل ما تعني كلمة خبير من معنى، ويمكن لهذا الشخص أن يتبنّى نهجا شاملا يفحص جميع التقنيات المختلفة التي يستخدمها الشخص في العمل والحياة، ويبسط الأجهزة والمنصات لتحقيق أقصى استفادة منها.


6- سائقو الطائرات من دون طيار عن بعد

تشير المركبات الذاتية القيادة وطائرات التوصيل من دون طيار إلى أن هذا هو طريق المستقبل. ولذلك، سيزداد الطلب على الطيارين وسائقي الطائرات من دون طيار عن بعد.

ووفقا لزاك هوارد، مدير تطوير الأعمال في شركة “نون ستوب بروكريغ”، ستُعدّ طائرات التوصيل من دون طيار قريبا تقنية قياسية لا غنى عنها. وفضلا عن ذلك، ستحتاج شركات التوصيل قريبا إلى توظيف وصيانة أسطول كبير من الطائرات من دون طيار مع طيارين مدربين قادرين على المناورة في بيئة التوصيل المتطورة.


7- مبرمج ومطور الواقع الافتراضي

إن الطلب على تكنولوجيا الواقع الافتراضي يتزايد كثيرا، وسوف تحتاج الشركات إلى مبرمجين ومصممي حاسوب لبناء هذه العوالم الجديدة لجميع أنشطة الواقع الافتراضي والواقع المعزز، وفقا لما ذكر الدكتور أندرو سيليباك، البروفيسور في قسم الاتصالات في جامعة فلوريدا، الذي يوضح أن “مطور الواقع الافتراضي هو شخص قادر على التفكير الثلاثي الأبعاد”.
إعلان

ويعدّ مطور الواقع الافتراضي محترفا متخصصا في إنشاء بيئات غامرة لمجموعة من التطبيقات، والفرق الأساسي بين المطور العادي ومطور الواقع الافتراضي هو أن “هناك كثيرا من الشعور والتصميم وتجربة المستخدم التي تدخل في ذلك”، كما قال ريزا ريسنيك مدير الألعاب ومؤسس أستوديو “ذا سكاي وتشرز”، وهو أستوديو تفاعلي افتراضي.

8- مدير التنسيق “الإنسا-آلي”

مع تزايد تكامل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الأخرى في مكان العمل واعتماد الشركات المتزايد على التعاون بين الإنسان والآلة لتحقيق الأهداف التجارية، يأتي دور مدير التعاون بين الإنسان والآلة في التأكد من أن “جميع الذكاءات” (البشرية والآلية) تعمل بشكل جيد معا.

المهمة الأساسية لهذا المدير هي تطوير نظام تفاعلي يُمكن من خلاله للبشر والآلات التواصل في ما بينهم. والهدف الأولي هو مشاركة قدراتهم، ورسم مخطط عام للتعاون المتصور بينهم، والهدف النهائي هو إنشاء فرق هجينة معززة “إنسا-آلية” من شأنها أن تعطي نتائج أفضل في العمل.


9- محلل تغير المناخ بالذكاء الاصطناعي

تتزايد الأدلة الصارخة على أهمية هذه الوظيفة يوميا بسبب التغير المناخي في مختلف مناطق العالم، وقد بدأ النمو الهائل في هذه المهنة الحيوية يحدث بالفعل، وخاصة في دول الاتحاد الأوروبي مع تطبيق نماذج الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات المناخ، والتنبؤ بالاتجاهات البيئية، وتطوير إستراتيجيات للتخفيف من آثار تغير المناخ.

المرشح المثالي لهذه الوظيفة ستكون لديه خلفية قوية في العلوم البيئية والذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات والنمذجة المناخية.

وبصفتك محللا لتغير المناخ، ستكون مسؤولا عن تحليل البيانات المتعلقة بتغير المناخ وتفسيرها، وتطوير نماذج للتنبؤ بسيناريوهات المناخ المستقبلية، وتقديم رؤى قابلة للتنفيذ للمساعدة في التخفيف من آثار التغير المناخي.

10- مصمم المدن الذكية
المدن الذكية هي التكامل الفعال للأنظمة المادية والرقمية والبشرية في البيئة المبنية لتوفير مستقبل مستدام ومزدهر وشامل لمواطنيها.
وتعمل المدن الذكية على تحسين استخدام التكنولوجيا في تصميم وتشغيل البنية التحتية والمباني بطريقة تلبي الاحتياجات الحالية والمستقبلية لمواطنيها.
وسيعمل مصممو المدن الذكية على الاستفادة بنشاط من الذكاء الاصطناعي في عملهم حيث يتعاونون مع المهندسين والمعماريين وقادة المدن والمواطنين للتخطيط لمدن أكثر سهولة واستدامة في الاستخدام.

المصدر
الجزيرة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى