حين تختلط الدماء الزكية بلقمة العيش / محمد الدواغرة

حين تختلط الدماء الزكية بلقمة العيش

يكون الموت شرف والشهادة سمو .


لم يكن ذنبك يا جعفر ،سوى انك كنت تبحث عن لقمة العيش ،وتبحث عن ثمن علبة الحليب ل سيرين الصغيرة ، لم يكن ذنبك كبير، بحجم رصاصات الغدر العشرة التي استقرت في صدرك الحاني على ضفاف الوطن ، رويت بدمائك الطاهرة عبق المكان ومحطة القوافل العربية القديمة ،وجددت فينا ذكرى الثورة العربية الكبرى ،ولكن هذه المرة تختلف عن الرصاصة الاولى ، رصاصات اليوم كانت تنبعث منها رائحة الغدر والخيانة والحقد ،من كلاب لا تلهث الى خلف الافكار المتطرفة ،ابناء معان الابية منهم براء ،ولم نعرف عن ابناء معان سوى الشهامة والرجولة والعزة ،فكان من الاولى لهذا الجبان أن يسلط سلاحه إلى الخارج ،وكان عليه أن يلمع رصاصاته ويحتفظ بها ،الى ان يحتاجها منه الوطن.

بأي ذنب قتلت يا جعفر ،سامحك الله ،اكتب فيك هذا الرثاء ،ودموعي تختلط باصابعي ، فلو امتلك القرار ،لن انام حتى اخرج ذلك الخنزير من حضيرته ، ذلك الخنزير الذي لم يراعي الغيرة على حماة الدار ،ولم يراعي حق الجوار وحسن الضيافة .

بكل فخر يا جعفر خرجت من بلدتك ( جديتا _برقش) التي هي بلدتي ، واسمح لي أن اشاركك الفخر هذه المرة ، وتكبدت عناء السفر ،لتخدم اهل معان الابية ،العصية على المارقين ،وها أنت تعود الينا موشحا براية الوطن ،فهنيا للراية بك وهنيئا لابنتك سيرين وهنيئا لعشيرتك واهل بلدتك ،ونعدك بأن نبقى الاوفياء للوطن ،ويكفينا فقط لقمة الخبز ولا حاجة لنا بغيرها ،لنقول كلمتنا التي لا نحيد عنها

مقالات ذات صلة

(نموت ويحيا الوطن ).

محمد الدواغرة ابو بهاءالدين

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى