مستجدات الانتخابات في الأردن: الشبيلات يشكك مسبقا و«توتر ملموس»

سواليف

بدأت مستجدات المشهد الانتخابي الأردني تصيب بعض المرشحين بالتوتر الشديد جراء تفعيل وسائل «الإجماع العشائري والمناطقي» في انتخابات ينبغي أن تكون سياسية ومتطورة ونزيهة جدا بضمانة شخصية من رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات الدكتور خالد كلالده.
وقد عبر مرشحون متعددون عن التوتر وسط حالة عامة من التشكيك بالإجماعات العشائرية.
في الوقت نفسه أعلن المرشح عن الدائرة الثانية يحيى السعود وسط مؤيديه بأن الانتخابات سيكون مشكوكا بنزاهتها إذا لم ينجح هو شخصيا بها على أساس أن جميع الأوساط تعتبره المرشح الأوفر حظا. السعود تحرك بهذا الاتجاه بعدما رشح الإخوان المسلمون مواطنه المخضرم والمحنك والوزير والنائب السابق الدكتور عبدالله العكايلة في الدائرة نفسها ردا فيما يبدو على تهديد السعود قبل سنوات بـ»نتف لحية الشيخ حمزة منصور».
التوتر يشمل مرشحين في مختلف الدوائر عمليا خصوصا مع الصعوبات التي يواجهها الجميع في تشكيل قوائم انتخابية قابلة للحياة والثبات وسط رأي عام محلي يشكك بالإجماعات العشائرية التي يتم إعلانها كما يشكك بالدرجة نفسها بأداء النواب السابقين، الأمر الذي توتر غالبيتهم.
حالة الاستعصاء في تشكيل القوائم الانتخابية متواصلة وفي غالبية الدوائر الانتخابية وقوائم ترشيح التيار الإسلامي ما زالت غير نهائية لكنها تربك ميدانيا كل الأطراف.
في الوقت نفسه دخلت أقطاب في المعارضة بموسم التشكيك المسبق بجدوى العملية الانتخابية وهو ما عبر عنه المعارض البارز ليث الشبيلات الذي نشر رسالة انتقد فيها الكلالده لأنه اعتبر مقاطعة الانتخابات «جريمة بحق الوطن» معتبرا- أي الشبيلات- أن المشاركة في هذه الانتخابات هي الجريمة.
موقف الشبيلات الذي غادر الحياة السياسية منذ سنوات أثار الكثير من الجدل خصوصا وأن قيادات الإخوان المسلمين أعلنت المشاركة وبدأت تنتقد الدعوات لتأجيلها.
شبيلات تحدث عن جريمة المشاركة في انتخابات لمجلس نيابي اختطف نظام الحكم بموجب التعديلات الدستورية الأخيرة كما قال في رسالته في الوقت الذي اعتبر فيه القيادي الإخواني الشيخ علي أبو السكر بأن دعوات تأجيل الانتخابات تغذيها شخصيات ضد الإصلاح في محاولة واضحة لأن الجماعة الإخوانية تدعم خيار الانتخابات ولم تعد مقاطعتها.
ما يلمح له أبو السكر ضمنيا هو الإشارة لأن دعوات تأجيل الانتخابات منطلقة أصلا من أصوات لسياسيين تحذر من حجم كتلة الإخوان المسلمين في البرلمان المقبل بسبب ضعف وهشاشة تمثيل بقية الأحزاب وامتناع الكثير من النخب السياسية البارزة عن الترشح والفوضى التي لا زالت تحيط بملف تشكيل القوائم الانتخابية.
الجدل حول تأجيل الانتخابات المنطلق أصلا من مساحات نخبوية غامضة استفز رئيس الهيئة المستقلة الكلالده الذي قدم للرأي العام على شاشة التلفزيون ضمانا شخصيا بأن يشرف على انتخابات نزيهة جدا تمثل ما أمر به الملك عبدالله الثاني.
تصريح الكلالده بهذا السياق يعكس في الواقع ملل أركان الدولة والقرار من تكرار نغمة العبث بالانتخابات والتأسيس للهواجس المتعلقة بتأثير سلبي لمصداقية العملية الانتخابية على نسبة المشاركة خصوصا وأن الانتخابات تم العبث بها مرات عدة في الماضي بالرغم من ضمانات علنية بنزاهتها.
اللافت في السياق نفسه أن الكلالده تعهد بصفته النظامية والوظيفية بنزاهة الانتخابات لكنه لم يعلن كيفية إنجاز ذلك خصوصا وأن القيادة السابقة في الهيئة المستقلة ممثلة بالمحامية أسمى خضر نائبة الرئيس وقبل أشهر أقرت علنا بأن الهيئة تستطيع ضمان الجانب الإجرائي من حيث النزاهة لكنها لا تستطيع التحكم بما يجري في غرف العمليات.
في كل الأحوال تعكس التصريحات المتكاثرة واليومية لرئيس الهيئة أجواء عدم الثقة الرسمية بمشاركة واسعة للمواطنين في واحدة من الانتخابات الهامة كما تعكس في الوقت نفسه الخلل في مصداقية العملية الانتخابية.

القدس العربي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى