«خطأ» الوزير السعودي الـ«فاحش» والإعلامي المصري الذي يبيع «مياه السيسي» ويصرخ على الهواء وحزب الله على حدود الأردن / بسام بدارين

يهمس سياسي أردني قائلا: كنت أمس برفقة عدد من كبار المسؤولين لتقييم ما قالته «الجزيرة» عن تحشيد قوات حزب الله بشكل غير معتاد في بعض مناطق جنوبي سوريا.

في اليوم التالي حرص أحد المسؤولين في الحكومة الأردنية على قول ما يلي: «ما يحصل وسيحصل في جنوب سوريا قريبا يعتبر الهم المقلق الأبرز بالنسبة لنا هذه الأيام».

تبدو الروايات متناقضة ككل شيء وسط النخبة الأردنية عندما يتعلق الأمر بجنوب سوريا، حيث لا تتوفر رواية موحدة، وحيث ينقسم الناس ما بين مطمئن وقلق.
المطمئن على أي شيء في الأردن لا يشرح لنا أسباب هذا الاطمئنان والقلق يواجه مشكلتين: الأولى وجود عشرات الأسباب المنطقية التي تدفعه للقلق والثانية عشرات الإتهامات التي ترافقه من المعلبات إياها التي تؤسس لنظرة خاصة قوامها التجديف وترويج السلبية وكأن كل شيء فعلا على ما يرام، الأمر غير الصحيح في الأحوال كلها.
نصدق وبعيدا عن كاميرات «الجزيرة» الهمسة الأهم والأوضح من خبير ومختص اشتغل على الملف السوري.. نحن الأردنيين خارج التأثير في الصحن المخصص للجنوب السوري… وتلك في كل حال قصة أخرى .

من يضلل من في الأردن؟

على سيرة الهمسات، التي بدأت تصبح في بلادي بديلا عن الحقيقة وحتى الإنطباع لفتت نظري همسة أخرى هادفة وعميقة… بقينا لثلاث ساعات تقريبا نتناقش حول المسوغات التي تحدث عنها وزيرا التربية والطاقة على شاشة التلفزيون الأردني حول ملفي تعديل المناهج وإتفاقية الغاز الإسرائيلي.
كنا عشرة.. تسعة منا يتحاورون بحرارة ويختلفون بسخونة وبقي العاشر وهو خبير إقتصادي بالمناسبة صامتا تماما ويرفض التعليق على الملفات السياسية .
أثار صمت الرجل فضولي… سألته ونحن نغادر فأجاب: مع إحترامي كل نقاشكم «فارط» ويتجاهل حقيقة واحدة مركزية وهي .. الدين الخارجي وصل لـ35 مليار دولار وخدمته السنوية ستصبح ملياري دولار سنويا .

وأضاف: الإستثمار يهرب والشركات تغلق والبطالة تزيد وسعر الدينار بخطر ولا يوجد ما يوحي بدخول سعودي للإنقاذ، ومستوى التضخم سيكون كارثيا والكارثة الأكبر تلك الإبتسامات الصفراء التي يظهرها المسؤولون على شاشة التلفزيون وهم يضللون القيادة والشعب معا.

مياه السيسي

ظهر الوزير السعودي السابق إياد مدني نبيها على شاشة التلفزيون التونسي وأمام نخبة من وهو يعتذر عن «خطأ فاحش» عندما إستعمل مفردة السيسي بدلا من السبسي، معبرا في الاستدراك عن ثقته في أن «ثلاجة» السبسي مليئة بأشياء أخرى غير المياه. شاهدت أحدهم وهو يحاول عبثا على محطة «القاهرة والناس» التركيز على جرعة العبقرية في كلام الرئيس عبد الفتاح السيسي عن ثلاجته الخالية إلا من الماء… كاد الرجل أن يقول إن فخامة الرئيس يستسقي الغمام والسماء من أجل البهائم والأطفال الرضع في صعيد مصر. هي في كل حال طريقة طريفة جدا في الاستسقاء لم أقراها في كتاب.
الأطرف هو مصطفى بكري، الذي تجول ما بين السياسة والانقلاب، ثم تحول لمذيع في محطة «صدى البلد»، حيث ظهر على الشاشة منفعلا وهو يصيح: ألله ..عيب عليكم يا سعوديين… وتلك محاولة مكشوفة لبيع مياه السيسي.
شعور البكري بالخجل والإهانة، كما قال لا يعفي الأمة من السؤال التالي: ما الذي يريده السيسي تحديدا من الشعب المصري؟ زميل ساخر يفترض أن المسألة قد تكون لها علاقة بالإستعداد لمرحلة «التقشف المائي»… تلك حكمة أيضا يمكن استنتاجها من الحالة المصرية العجيبة هذه الأيام.
سخرية مرة حتى الموت فلا حياة بدون ماء ولا يكفي الماء للحياة، ويمكن ببساطة استذكار الدعاية التلفزيونية الشهيرة، التي تقول «لا شيء يروي كالماء ولا ماء يسقي كالكوثر» والأخيرة هي مياه معلبة شهيرة في بلاد الشام، لكن في شمال إفريقيا وما دام السيسي قد عرض سابقا «بيع نفسه من أجل مصر» نقول له ببساط فلتستثمر أرض الكنانة بعبوات خاصة من «مياه السيسي».
مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى