بسام بدارين: تهنئة لحزب الله بـ «التسحيج» اليساري – القومجي… وكوميديا احمد آدم السوداء «تزاود» على السيسي

سواليف

«شغف» البعض بالترويج للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وصل لحد مرضيّ له علاقة بالإدمان.
صديق لي يضبط ساعته تماما في عمان على توقيت محطة «المنار» وبمجرد بث فاصل دعائي يتحدث عن «خطاب جديد» لـ «سيد المقاومة» حسن نصرالله ينتفض الصديق ويبدأ بتبشيرنا بالنبأ الجديد… سيد المقاومة سيتحدث للناس.
شخصيا أحصيت في أخر شهرين فقط خمسة خطابات للشيخ نصر الله ومع كل هذه الخطابات يبدأ التسحيج ولا ينتهي خصوصا عند بعض تجار المقاومة والممانعة في عمان الذين لا تربطهم بالمقاومة عمليا إلا شاشة «الميادين» وتلك الادعاءات الطائفية التي تروجها المنار عن الوضع في سوريا.
في الخطابات الخمسة بدا الشيخ مكررا وبدون «جملة وحدة جديدة ومفيدة». سؤالي ولأغراض التحليل: ألا يدلل ذلك على شيء ذي علاقة بمرحلة التسوية والصفقة الكبرى؟
عموما كل الرفاق من تيارات اليسار والقومجية الذين يتهمون من يختلف معهم بالرأي بالتسحيج لأمريكا وإسرائيل يمارسون أقصى طاقات التسحيج والمفاغرة (مفردة أردنية بامتياز تعني الصياح بصوت مرتفع للتعبير عن الدهشة الوطنية مقابل مبلغ مالي) لحزب الله.

استثمارات إم بي سي

فرصة للتذكير بما قلناه سابقا في هذا المقال عن قصة استثمارات «إم بي سي» التي ساهمت في الإطاحة بوزير الداخلية السابق سلامه حماد. فقد حصل رئيس مجلس إدارة «إم بي سي» الشيخ وليد الإبراهيم على وسام الاستقلال الملكي الأردني من الدرجة الأولى.
طبعا حصل ذلك في مراسم ملكية خاصة نقلها التلفزيون الأردني، وسياسيا من المرجح ان الخطوة تهدف لتعويض إم بي سي عن الخسائر التي لحقت بها جراء البيروقراطية الأردنية عندما رفضت وزارة الداخلية منح بعض الكوافيرات الإيرانيات حق الإقامة الدائمة.
في كل حال هل يعني الوسام الملكي أن إم بي سي في طريقها مرة أخرى لتوطين برامجها الجماهيرية التي ستنقلها من بيروت في عمان؟. شخصيا لا أعرف لكن أستنتج ما يلي: لو كنت – لا سمح الله – مكان إم بي سي فسأفهم من الوسام أن عودتي للاستثمار في عمان مرحب بها ومن أعلى المرجعيات… مرحبا باسم أهل عمان ببرامج «آراب أيدول» و«سوبر ستار» وغيرها ومرحبا بكل شقيق يدفع دولارا للاستثمار في عمان .
وطبعا مرحبا بكوافيرات طهران اللواتي يقال في عالم المنوعات أنهن الأفضل مهنيا.

سيارة للـ «الشقلبة»

على سيرة «إم بي سي»، شاهدت فيلما أمريكياً تبثه القناة الثانية حول فريق إرهابي يحتل البيت الأبيض ويختطف الرئيس قبل إنقاذ الموقف من قبل أحد أبطال الحرس الرئاسي.
للمرة الألف وفي أفلام من هذا النوع يتصرف فرد واحد كبطل وينقذ أمريكا والعالم وللمرة الألف يكون المنقذ موظفا سابقا في الحرس الرئاسي مطرودا من عمله بتهمة التقصير قبل أن يتجلى ويبدع ويعوض.
سؤالي: لماذا دائما البطل سبق ان طرد من عمله؟… ألا يمكن التبديل قليلا في السيناريو المكرر نفسه؟
عموما الفيلم جميل وأحب بمناسبة شغفي بالأفلام تذكير قرائي بسيارة الهامر شبه العسكرية التي تقلب وتشقلب على نفسها وتتحول إلى طيارة او يرتفع إطارها ليصبح رأسها وهكذا… هذه السيارة العجيبة المرنة يمكنها أن تتحول إلى «غريندايزر» ثم جرافة ثم مقاتل آلي… بالمناسبة هذا ليس خيالا علميا فالسيارة بمواصفات الشقلبة اياها أنتجت فعلا ونسخة منها تعرض الآن في ساحة عرض للصناعات العسكرية حول مدينتي عمان.

آحمد آدم ينوب عن السيسي

الكوميدي المصري البائس أحمد آدم له الحق خصوصا على شاشة برنامجه التهريجي تقرير مصيره شخصيا وهو ينزلق إلى أدنى مستويات الفن ساخرا من دماء ضحايا حلب التي تحولت لأطلال على أطلال.
آدم يرغب في التقدم بأوراق اعتماد جديدة لنظام بلاده الانقلابي بعد البطالة التي طالته لعامين. حسنا هذا شأنه لكن أن يتطوع لكي يدافع عن صادرات سلاح الانقلاب للنظام السوري الديكتاتور تختلف المسألة فهنا تحديدا يصبح أيضا شأننا.
لا أريد الغرق في عرض الأدلة التي تثبت بأن صواريخ مصنعة في أحضان الزعيم عبد الفتاح السيسي شاركت في تدمير حلب وتشريد وقتل أهلها.
ولكن السيسي نفسه يقول إنه متضامن مع نظام دمشق ومؤسساته هي التي أعلنت بأن السيد الرئيس أمر بدعم النظام السوري بالأسلحة والعتاد.
مع حلفاء مهرجين من وزن المدعو آدم لا تحتاج مصر لأعداء وخصوم اليوم فالدود من نفس العود والله من وراء القصد.
ومن يزاود على الزعيم اليوم سيعود غدا للمطالبة بالثمن.

مدير مكتب «القدس العربي» في عمّان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى