سواليف
كشفت شركة « بوينغ » العملاقة المتخصصة بصناعة الطائرات في الولايات المتحدة عن طائرة بدون طيار «درون» بمواصفات خارقة، لكن مهمتها تنحصر في تزويد المقاتلات العسكرية بالوقود في الجو، وهو ما يعني أنها ستحسن من أداء وعمل الطائرات العسكرية المقـاتلة وتجــعـلها قادرة عـلــى التــحليق من أي مكان إلى أي مكان في العالم دون أن تواجه مشكلة نقص الوقود.
وحسب ما كشفت الذراع العسكرية لشركة «بوينغ» العملاقة التي تنتج أغلب الطائرات التجارية في العالم، فان الطائرة الجديدة «الدرون» يمكن حملها على متن السفن حاملات الطائرات وإطلاقها لترافق المقاتلات في الجو من أجل تزويدها بالوقود عند الحاجة دون الحاجة للهبوط أرضاً.
وقالت الشركة إن الـ»درون» الجديدة يمكن استخدامها في تزويد العديد من المقاتلات بالوقود في الجو، بما في ذلك الطائرات من طراز «أف 35» و»أف 18» والطائرات من طراز (EA-18G) وهو ما يعني أن هذه الطائرات بات في مقدورها البقاء في المعركة مدة أطول والتحليق لمدد لم تكن متاحة في السابق.
وكشفت «بوينغ» مؤخراً عن الطائرة الحديثة وكتبت عبر حسابها على «تويتر» إن «هذه الطائرة بدون طيار سوف تغير مستقبل القوات الجوية في العالم».
وقالت جريدة «دايلي ميل» في تقرير إنه يسود الاعتقاد أن الباحثين في شركة «بوينغ» الأمريكية استخدموا محركات كهربائية خارقة في تطوير هذه الطائرة بما يجعلها قادرة على الاقلاع والهبوط بسرعة قياسية وبشكل عامودي، كما يسود الاعتقاد أن المشروع لا يزال قيد التطوير، وإن ما عرضته الشركة لم يكن سوى نتائج التجربة ليس أكثر.
وأطلقت «بوينغ» على طائرتها الجديدة اسم «MQ-25» وقالت إنها تتضمن نظاماً فريداً للتشغيل واستخدام المحرك، كما لفتت إلى أن الطائرة مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات الجيش الأمريكي وتزويد طائراته بالوقود في الجو.
وحسب المواصفات التي تم نشرها عن الطائرة الجديدة فلديها قدرة على حمل ما يصل إلى 6800 كيلو غرام من الوقود، أما التحكم بها فيتم عن بعد من خلال الأقمار الصناعية وموجات الراديو.
وتشهد تكنولوجيا الطائرات بدون طيار طفرة كبيرة في العالم منذ سنوات، حيث دخل هذا النوع من الطائرات في كافة مناحي الحياة ولم يتوقف على المجالات العسكرية.
ودخلت طائرات بدون طيار مؤخراً في مجال أعمال الانقاذ والطوارئ حيث تمت تجربتها على سواحل فرنسا لمساعدة وإنقاذ السباحين في حالات الطوارئ.
ويمكن لطائرة الدرون التي تم ابتكارها للمشاركة في عمليات الانقاذ والتي يبلغ وزنها 3.9 كيلو غرام قطع مسافة 80 كلم في الساعة للوصول إلى نقطة الخطر، وهي أسرع بنحو 4 دقائق من المنقذ البحري.
وبرمجت الطائرة لإسقاط العوامة بدقة إلى المياه، حيث قال أنتوني غافند، من شركة تصنيع طائرات الدرون التي تحمل اسم «HELPER» إنها أول مبادرة من نوعها في العالم وساعدت نحو 50 سباحا العام الماضي.
وأظهرت التجارب التي أجريت على طائرات الدرون في السويد، أنها قد توفر وسائل الإسعاف اللازمة للمريض، أسرع بـ 16 دقيقة من وسائل الاستجابة الطبية الطارئة، ما يمكن أن يحافظ على حياة الكثير من المرضى الذين يكونون في حالة صحية صعبة أو حرجة.
وكانت شركة صينية متخصصة في عالم الطيران الخفيف ابتكرت طائرة جديدة بدون طيار مؤخراً مخصصة لرش المحاصيل الزراعية بالمبيدات الحشرية المطلوبة. ويتوقع أن تحدث نقلة نوعية في عالم الزراعة على مستوى العالم، وأن تكون متوفرة حتى بالنسبة لصغار المزارعين والمزارع المتواضعة.
وطرحت شركة «DJI» الصينية طائرة الـ»درون» وأطلقت عليها اسم «Agras MG-1» وثمنها يبلغ 15 ألف دولار أمريكي فقط، ويمكن أن توفر الكثير من المال والجهد على المزارعين.
وقامت الشركة الصينية بتصميم النموذج الأحدث من الطائرات بدون طيار للاستخدام في رش المبيدات الحشرية على المحاصيل الزراعية عن طريق خزان يتسع لــ2.6 غالون. ويمكن للطائرة ذات الثماني مراوح أن تطير لمدة 12 دقيقة ضمن الفترة الزمنية الواحدة من الشحن. وتقول الشركة المنتجة إن بإمكان الطائرة رش ما بين 7 و10 فدان من الأراضي الزراعية في الساعة، اعتماداً على التضاريس التي يجب عليها تغطيتها، دون حساب الوقت الذي تستغرقه لشحن بطارياتها.
وبالإضافة إلى ذلك فإن الطائرة «Agras MG-1» مقاومة للغبار، وتحتوي على نظام تبريد للحفاظ على القطع الداخلية بحالة جيدة وتمديد حياة الطائرة.
ودخلت طائرات «درون» أيضا إلى عالم نقل البضائع، حيث تعمل شركة «أمازون» على استخدامها في توصيل المشتريات لزبائنها بأسرع وقت، حيث تباع البضاعة على الانترنت ويتم إيصالها بواسطة الطائرات بدون طيار المسيرة عن بعد.
كما تستخدم طائرات «درون» في الأعمال العسكرية على نطاق واسع، حيث تمكنت الولايات المتحدة من ابتكار جيل جديد من هذه الطائرات، قادرة بمفردها على القيام بمهام قتالية وعسكرية دون أي تدخل بشري، سواء عن قرب أو عن بُعد، ما يعني أنها أكثر ذكاء من الطائرات بدون طيار المعهودة والمستخدمة حالياً في مختلف أنحاء العالم للأغراض العسكرية.
وأعلنت وكالة البحوث العسكرية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية أن الطائرات بدون طيار المستخدمة في المجالات العسكرية حالياً في العالم تستطيع التعامل مع مهمة واحدة فقط، ولديها قدرات محدودة جداً حيث يتم تكليفها بالقيام بمهمة واحدة محددة فقط دون غيرها، وهو ما يجعل الاستفادة منها أمراً محدوداً، كما أنها لا تستطيع القيام بمهام متعددة في الرحلة الواحدة.
وأطلقت وكالة البحوث التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية على التكنولوجيا الجديدة اسم «CONCERTO» وقالت إن هذه التكنولوجيا ستتيح لأول مرة استخدام الطائرات بدون طيار في مهام متعددة ومتنوعة، كما أن الطائرة في مقدورها أن تقوم بتغيير مهمتها وهي لا تزال في الرحلة الجوية الواحدة.