
في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، شهدت المنطقة حدثًا مفصليًا أعاد تشكيل #ملامح #الصراع_الفلسطيني_الإسرائيلي، وامتدت تداعياته لتطال المشهد الإقليمي والدولي. لم يكن ” #طوفان_الأقصى” مجرد عملية عسكرية، بل لحظة فارقة كشفت هشاشة الرواية الإسرائيلية التي استندت لعقود إلى سردية المظلومية ومعاداة السامية، وأعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي.
#عزلة_إسرائيلية وتحول في #الوعي_العربي
يرى الخبير الاستراتيجي والعسكري نضال أبو زيد أن “السابع من أكتوبر لم يغير وجه إسرائيل فقط، بل أعاد تشكيل المشهد الإقليمي ككل”.
و أشار إلى أن الحدث فرض عزلة سياسية على إسرائيل، وفضح سرديتها التاريخية، كما تجلى ذلك في الخطاب الإسرائيلي المرتبك في المحافل الدولية، ومنها خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة.
وأضاف أبو زيد أن “الحدث أعاد إحياء الشعور العربي بالقضية الفلسطينية، ووسّع نطاق الصراع ليصبح عربيًا إسرائيليًا، بدلًا من أن يبقى محصورًا في الإطار الفلسطيني الإسرائيلي كما أرادت إسرائيل لعقود”.
عنصر المفاجأة وإعادة تشكيل المفاهيم
من جهته، اعتبر أستاذ حل النزاعات الإقليمية والدولية علي الأعور أن “السابع من أكتوبر تجاوز حدود غزة، وأعاد النظر في مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي برمته”. وأوضح لـ”قدس برس” أن عنصر المفاجأة والتخطيط المحكم كانا من أبرز سمات العملية، مشيرًا إلى أن “طوفان الأقصى” غيّر مفاهيم وأيديولوجيات داخل المجتمع الفلسطيني، وأعاد تشكيل المعادلات السياسية والأمنية في إسرائيل.
وأكد الأعور أن “الهجوم تجاوز 20 كيلومترًا داخل الأراضي المحتلة منذ عام 1948، وشهد سيطرة مؤقتة على مستوطنات وقرى مثل عسقلان، حمامة، القسطينة، بيت جبْرين، والفلوجة، وصولًا إلى سديروت ومواقع في غلاف غزة”.
التخطيط الحاسم وفشل الاستخبارات
بحسب الأعور، لم يكن عدد المقاتلين (بين 1200 و2000) هو العامل الحاسم، بل كان التخطيط واتخاذ القرار من قبل ثلاثة قادة في حركة حماس وكتائب القسام، ما ساهم في نجاح الهجوم والسيطرة على مواقع استراتيجية مثل غرفة غزة، معبر إيرز، ومعسكر رعيم.
وأشار إلى أن “التحضير استغرق عامًا أو أكثر، مع دراسة دقيقة للجغرافيا السياسية والمقرات العسكرية، والاعتماد على معلومات استخباراتية عالية الدقة”. وأضاف أن العملية كشفت فشلًا كبيرًا في أداء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، بما فيها الشاباك، وأسقطت أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”، ما أدى إلى فقدان الثقة في القيادة العسكرية والسياسية لدى الجمهور الإسرائيلي.
انعكاسات على الرأي العام العربي والغربي
يرى الأعور أن الحدث غيّر نظرة الشباب الفلسطيني إلى إمكانية التحرر، وأعاد الأمل بإمكانية هزيمة الاحتلال رغم تفوقه العسكري والتكنولوجي. كما دفع الشعوب العربية إلى إعادة التفكير في الموقف من إسرائيل، وأسهم في انهيار مشاريع التحالفات الأمنية معها، وعلى رأسها اتفاقيات أبراهام.
وأشار إلى أن “السابع من أكتوبر أعاد القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام العربي والدولي، وأدى إلى احتجاجات شعبية ومواقف دبلوماسية ضد إسرائيل، خاصة بعد استهدافها لجهات عربية وانتهاكها للأعراف الدبلوماسية”.
وفي السياق الغربي، لفت الأعور إلى تصاعد الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية في الجامعات الأمريكية ومؤسسات الإعلام والثقافة، حيث بدأت الجماهير تدرك تناقضات الرواية الإسرائيلية.
ويخلص الأعور إلى أن “السابع من أكتوبر، بمآلاته وظروفه، سيبقى حدثًا تاريخيًا فاصلًا في القرن الحادي والعشرين، لأنه أعاد تشكيل المعادلات الأمنية والاستراتيجية في الشرق الأوسط، وأثبت قدرة الشعب الفلسطيني على المقاومة، وأعاد القضية إلى صدارة الاهتمام العربي والدولي”.