يوميّات خائف كورونا (35)

يوميّات خائف كورونا (35) / كامل النصيرات

الانتظار؛ قد يكون مرّة في اليوم؛ وفي أمر واحد؛ تحسّه كالعادة ثقيلاً. لكن أن يكون الانتظار هو قدرك في يوم واحد وفي أكثر من أمر فذاك – لعمري- ضياع للصبر الذي تحاول أن توطّن نفسك عليه وسط الكمامات والكميات الكبيرة من (الهايجين) في زمن الحظر الذي ابتلتنا به السيدة كورونا!.

أوّل الانتظار كان أمام عيادة دكتور العظام الذي اكتظت عيادته بالمرضى؛ وعندما أقول اكتظّت فلا يعني أنهم لم يحققوا شروط السلامة؛ بل التزام كامل بالتباعد وغيره. انتظار مقيت وطويل وأنت محشور الأنفاس تحت الكمامة ليأتي بعدها دور زوجتي القاصة هديل والتي تعاني منذ مدّة من ألم شديد في يدها اليمنى؛ وما أن جلسنا مع الدكتور الذي قرّر سريعاً إجراء عملية جراحيّة لها حتى نظر إليّ ودون سابق إنذار رمى في وجهي (قنبلةً هيدرورعبيّة): وجهك فيه إحمرار وازرقاق من التدخين ؛ وبشّرني وهو يفجّرني بكمية المشاكل الصحية التي ستصيبني ؛ وأنا أحاول ردعه بأن كشفيته المجانية والتطوعية لا داعي لها وهو بكامل إصراره على رفع ضغطي وحشري في خانة الخائف عليّ رغم أنه لا يعرفني ولم يسمع باسمي !.

الانتظار الثاني والذي أتى على ما تبقّى من صبري: طبخة الافطار(فاصوليا مع بندورة وشوية لحمة) والمشكلة في شوية اللحمة! صارت ستة ونص ولم تستوِ ؛ سبعة ونص ولم تستوِ؛ الناس افطروا وتحلّوا وصلّوا ولم تستوِ؛ حضرت رامز وفلانتينو والبرنس ولم تستوِ..! موعد برنامجي التلفزيوني على العاشرة؛ تأخر البرنامج الذي قبله وتم تأخير برنامجي (الانتظار الثالث)..بطلوع الروح عدتُ سريعاً للمنزل كي ألتهم اللحمة؛ كانت مستوية وفي عزّ نضجها بعد خمس ساعات فوق النار..الحمد لله على كميّة الملح الذي سكن كل أجزاء جسدي لأنني أصررتُ بأني (سآكلها يعني سآكلها)..وسآكل معها ليلة لم أنم فيها إلاّ في جزر الملح الخالية من الماء..!

مقالات ذات صلة

يتبع…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى