يوميّات خائف كورونا (30)

يوميّات خائف كورونا (30) / كامل النصيرات

..أمّا غسان البدر الذي أخّرتُ الحديث عنه من شلّة مقهى بسمان؛ فلأنه الصديق الوحيد الذي استطعتُ الجلوس معه طويلاً واستطعتُ شرب القهوة معه في بيته وسط هذه الجائحة.واستمعتُ لتحليلاته عن الكورونا وتفشّيها وبالذات في أمريكا لأنه جاء من هناك قبل الحظر بوقت. وحدّثني عن تجربته في عزل نفسه وعائلته. وحدثني أكثر عن (نظرية التخلّص من كبار السن) في أوروبا (القارة العجوز) أوما تعرف في الإعلام (نظرية مناعة القطيع). وضرب لي أمثلة عايشها بنفسه عن أحد أقاربه أو أصدقائه المقيم في السويد الذي شعر بأعراض كورونا وذهب إلى المستشفى؛ وأنهم لم يفعلوا له سوى وضعه على جهاز التنفس لمدة أقل من العشر دقائق وكتبوا له اسم دواء سخيف على ورقة صغيرة ليست روشيتة وطلبوا منه شراءه من أي صيدلية. والغريب أكثر أنهم لم يسألوه عمّن خالطه ؛ ولم يسألوه أين تسكن؛ ولم يطلبوا منه المراجعة؛ ولم يتصلوا به بعد ذلك للمتابعة؛ ولم يسألوا الذين رافقوه إلى المستشفى عن شيء.!

ما أردتُ أن أقوله: هناك اختلاف كبير وكبير جداً عن مقاومتنا نحن للجائحة بإمكانياتنا الضعيفة ولكن نكاد نصل للنجاح بتلك المقاومة. وما فعلته أوروبا التي فاجأتها جيوش الكورونا فبدت أمام العالم منهارة أو هكذا هي تريد ؛ لا أعلم أي السبيلين هو المقصود!. هل هو تكتيك ومؤامرة على كبارها وعواجيزها؛ أم هو استسلام لفعل لا ردّ فعلٍ عليه إلاّ برفع الأيادي والركوع على الأقدام.؟.

اشتقتُ لجولة ثانية من القهوة مع غسّان؛ اشتقتُ لقصص جديدة عن العالم الآخر معه. قريباً بإذن الله.

مقالات ذات صلة

يتبع…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى