يوميّات خائف كورونا (23)
كامل النصيرات
أن تصنع القهوة بنفسك وأنت رجل فذاك عمل جبار بعرف الشرقيين! وأن تطبخ (سلق بيض أو بطاطا) فأنت أكثر من عظيم.! وأن تجهّز السفرة كاملة فأنت أسطورة.! وأن تجلي الجليات وتشطف الشطيفات وتحلب البقرات..!
يا جماعة ما بكم. هل هذا شيء غريب ومدهش في زمن الحظر هذا. أبي بدوي وبدوي قُح كمان. أتذكر طبيخه لنا أيام كنّا ننزل لمدرسة الوكالة في الكرامة في بدايات الصيف. لم يكن الأمر فيه علامة فارقة. كان عادياً. غالبية الرجال يطبخون ويتفنّنون فلماذا طرح الأمر في زمن الحظر وكأنه دخيل علينا؛ بالعكس قد يكون الغريب هو ألا تجد رجلا يطبخ. الطبخ ليس جندريّاً أبداً. أنا مثلاً ؛ أولادي يحبون مقلوبتي؛ ويطلبونها دائماً منّي.
كنتُ أتمنى أن تخرج حول هذا الموضوع نكتتان أو ثلاثة وننتهي؛ لانها بالفعل لا تنطق ولا تعكس الحال والتغيير. من من الرجال لم يفرّط ملوخية؟ من منكم من لم يتفنن في صنع سلطة بعينها؟ من منكم لم يعش فترة من الزمن (حياة العزّابية)؟ من منكم لم (يهشّ وينش) ويعمل الخلطة ويتفاخر بأنه أحرف من زوجته في ذلك.؟!
سيبونا يا جماعة. والتفتوا إلى التغيّر الحقيقي الذي يحدث فيكم وأنتم لا تشعرون. التفتوا لأبنائكم الذين يكبرون فوق رؤوسكم بسرعة عجيبة وفي مساحة ضيقة؟ التفتوا إلى الأسئلة الجديدة التي ستفعل إجاباتها على الأرض أفاعيل لن يتوقعها أحد.
كلّنا طبّاخون منذ ولدتنا أمّهاتنا ؛ ولكن ليس كلّنا نعرف ما يطبخون لنا..
يتبع…
