#يوميات 1
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
بدأت باكرًا على هاتف من الإعلامي الكبير محمود الحويان قائلًا: أرجو أن تكون ضيفي على برنامج مع الأحداث في الفترة ما بين 9 _ 10 صباحًا! لنتحدث عن #التعليم وعوامل تراجعه، وسبل تطويره. قلت له: هذه الأيام الأردنيون فرحون بمناسبات وطني ، ولا يرغبون بسماع تحليلات غير سارّة !! قال: بالعكس في الاحتفال يجب أن يسمع الأردنيون كلامًا صريحًا! قلت له: والاحتفال؟ قال: أعدك بتضمين المقابلة أغانيَ فرح بمناسبة زواج ولي العهد!
اتفقنا، وفي الموعد كان شبابهم
جاهزين، دخلت الاستديو مرتديًا
السماعات بما يشبه رجال الفضاء!
بدأ كعادته جريئًا قويّا، ذكر كل مظاهر تأخر التعليم، وأثار أسئلة
مهمة لا يجرؤ أحد الإجابة عنها إلّا في بلدٍ ديموقراطي!!!
تحدث سائلًا : هل لدينا قادة تربويون؟ أين هم؟ هل لدينا أصحاب رؤى؟ أين هم؟ لماذا؟ ولماذا؟ ولماذا؟
أجبت: لدينا كثيرون! لكن أين هم
فأقول لك ما قاله المفكر حسن حنفي حين “قتلوا” صديقه نصر حامد أبو زيد! قاطعني؛ وماذا قال حنفي؟ أجبت: الأفضل أن أسقط ضحية الصمت من أن أكون ضحية الجرأة وغذاءً للقناصين الجاهزين من مختطفي النفوذ، والتأثير!
ولذلك قررت أن أقول:
لن أقول لك من يعين المسؤولين
التربويين؟ ومن أفرغ وزارة التربية ومجالس التربية من أصحاب الرؤى؟ ومن يعيّن مجالس التعليم المتنوعة؟
ولن أقول لك إن وزارة التربية على مدى تاريخها حتى التسعينات كانت ترفد أجهزة الدولة، وتصدّر لها القيادات!!! ولن أقول لك: إن التربية تكاد تخلو ممن يقودون أجهزتها بعد أن كانوا يملؤون الدولة بالقيادات!
المهم! تحدثت دون أن أفسد فرحة الأردنيين!
تحدثت عن مناهج أضعنا فرصة تطويرها! وعن عقول راكدة بدلًا
من تخصصات راكدة!
تحدثنا سوية عن هموم التعليم
والقيود المجتمعية التي تفرض بذرائع الأخلاق وغيرها! تحدثنا بكل شيء ولكني بقيت ملتزمًا
بفضيلة الصمت!!
( 2 )
الجار وأنا
ما أن عدت من الإذاعة، حتى
اتصل الجار سعيد عزت طالبًا
استشارة “مشمشية”! بعد قيامي بالواجب وتقديم الاستشارة التي
كانت: إني والله لرأيت مشمشًا حان قطافه! وإنك لقاطفه!!
المهم جلسنا نشرب الشاي في الحديقة، وشكوت له عن
طاولة “فرطت” ولم نحسن تركيبها!! ودون نقاش رأيت الجار
قد شمّر عن ساعديه وطلب مفكات وبراغي واستخدمني
كصبي ورشة؛ جيب مفك! لا مو هذا! …..إلخ وأنا -رايح جاي – أحضر طلباته؛ المهم أصرّ وتابع وأنجز المهمة! شكرًا له بالتأكيد ؛ هذا ليس مهمًا بمقدار: علمونا ست عشرة سنة، وبهدلونا وضربونا، ودفعنا رسومًا عالية، ونسينا كل ما تعلمنا! ألم يكن يجدر بمناهج التعليم لو علمتنا
كيف نقوم بأعمال الصيانة الخفيفة ؟؟
جاء زائر وقال: عن أي مناهج تتحدثان، وبآلاء من تطلبان!!!