يوميات مسؤول / علي الشريف

يوميات مسؤول

يستيقظ مبكرا مثاقلا احيانا واحينا يشعر بالنشاط يستهل يومه بفنجان قهوته ثم يتناول هاتفه ليمارس رياضته اليومية بتصفح تلفيس بوك والماسنجر والواتس اب .
يرتدي ثيابه يرش نفسه بعطر كان قد جاء اليه كهدية هو نفسه لا يعرف نوعه ياتيه السائق ويغادران الى العمل .
في الطريق تصدر الاشارات الى الحاشية المنافقة بان المسؤول قد وصل يصطف بعض السحيجة على جنبات الدرج المؤدي الى مكتبه يصل ثمة من يقتح الباب وهناك من يحمل عنه اللابتوب وربما النظارة وجهازه النقل ..ثمة مجموعه تفتح الطريق امامه تحاشيا من المراجعين.
يدخل المكتب ياتيه فنجان قهوته يوقع البريد على عجل ثم ينشر المخبرين في مكان عمله لرصد ما يقول عنه الموظفين بعد ذلك يعقد اجتماتعا مصغرا لمطاتلعة ما يكتب عنه وما يقال عبر كل مواقع التواصل الاجتماتعي او الصحف
يشعر بالتعب فياتيه المدلك ويجهز له الساونا وكلاهما عرفا بالساونا عن طريق الصدفة حتى ان المسؤول كان اعتقدها سونيا … قبل ذلك يذهب للعب البولينج هو كمسؤول يجب ان لا يخسر وعند كل نقطة يحرزها تتعالى الصيحات والاهات والتسحيجات تطرب المكان فالمسؤول لاعب لا يشق له غبار.
لا مجال للاخفاق فدائما اللوم على الارض وعلى الحكم وربما على طاولة التنس الغير موجودة بلعبة البولينغ واللافت في الامر ان جيش المخبرين اصحاب الاذناب ثلاثية الابعاد يقفون على البوابات يدونون من مر ومن ابتسم ومن كانت عاقد الحاجبين ممنوع الدخول فايات الله المسؤول يلعب وممنوع الخروج فدام ظله الشريف لم يغادر بعد والمسموح الوحيد به في تلك اللحظات هو ذكر مناقب المسؤول فالعبة البولنغ لولاه لما استمرت والنظارات التي نلبسها كانت بفضله اما اصابعي التي تضغط على الكيبورد فهي بفضل حنكته وكل الاختلالات بمؤسسته هي نتاج طواحين الهواء .
بعد انتهاء يومه الشاق كان لا بد له من نفس ارجيلة في احدى المقاهي والشرط ان يكون معزوما فهو لا يدفع ابدا يذهب الى الكوفي شوب تتراكض حوله السحيجة ويبقى المخبرون يدونون حتى من نظر اليه .
ابرز اعماله تعينات ليس لها علاقة باصول العمل وكل مشاكله عمله تحل بواسطة السحيجة حتى لا يزعج صاحب المسؤولية على ان تكون في محور ذكر اسمه وخبرته وحنكته وكلما ارسل تقريرا او اجرى لقاء يذيله بانه رغم كل هذه الانجازات الا انه مستهدف من الاعلام وكلما اقترب موعد التقييم لادائه وعمله يبدا بتحريك الواسطات والمحسوبيات والبكاء على الانجازات ولعبة البولينغ والارجيلة اما سونيا او الساونا فهي من ضرورات الحياة.
في الليل كما النهار يضيف الناس في اماكن سكناهم ولا يستضيف احدا شعاره في الحياة اللي ببلاش كثر منه ورغم التراجع والسقوط للمؤسسة التي يديرها الا انه يعتقد انه مثل الدون كيشوت الذي اعتقد دائما ان طواحين الهواء هي اعداء ولا بد ان يذهب لقتالها لكن ثمة فرق بينه وبين الدون كيشوت ان الاخير كاتن يذهب شاهرا سيفه اما المسؤول الحكيم فكل ما عليه ان يبتدي حربه به هو ان يقول “من فوق”
هذا المسؤول تجده في كل مكان في المؤسسات في الوزارات في الجمعيات الخيرية في الجامعات في الرياضة في المدارس تدرك بعد ذلك ان ثمة نقص في النفس لا بد ان يملاه بمثل هذه الامور وبتسالوني ليش البلد رايحة رحلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى