يندفعون اندفاعا محموما

يندفعون اندفاعا محموما
باجس القبيلات

لقد تجاوزوا القوانين والأنظمة وراحوا يندفعون اندفاعا محموما مسعورا قلما رأى المرء مثله في أثناء الحظر المنزلي الذي فرضته السلطة على أهل البلاد.. وهؤلاء لا يملكون أدنى مقومات الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن..!! فقد تغابوا وتناسوا وتجاهلوا أن “فايروس كورونا” ينتقل عن طريق الاختلاط.. وقد يصيب أقرباءهم وأباءهم وأمهاتهم وأبرياء لا حول ولا قوة لهم.. ولم يدركوا أن للجائحة عواقب وخيمة على الاقتصاد الأردني.. وأن ثمة معطلون عن العمل بسبب هذا الوباء المقيت.. ينتظرون بفارغ الصبر عودة الحياة إلى طبيعتها المعهودة.. لكي يجدوا ما يسد رمقهم اليومي.
ندرك أن الحكومة الأردنية ونحن في معترك الجائحة أظهرت اللين والصفح مع أولئك الحمقى في بعض المواقف المؤثرة.. خصوصا أولئك الذين ارتادوا المساجد جهارا نهارا.. والدبيكة في كرافانات البحر الميت.. والأشخاص الذين رافقوا جاهة الصلح في لواء الرمثا.. والشباب الذين تجمهروا في الشارع العام في منطقة الزهور وقاموا بالتهجم على طاقم الدورية..!! والكثير الكثير ممن غابوا عن ذاكرتي.. ولكن بعدما ظهرت أعراض “كورونا” على سائق الشاحنة في بلدة “الخناصري” باتت البلاد في موقف لا تحمد عقباه.. خصوصا أن الأفندي صال وجال في أماكن مختلفة وأمضاها يعزم ويتعزم مما تسبب في إصابة مجموعة كبيرة من المواطنيين.
قد يكون موقف سائق الشاحنة درس قاس مليئ بالعبر للجهات المسؤولة والشعب لكي يستفيدوا منه ويتعظوا.. ولكن بات لزاما على السلطة أن تعاقب كل من يتجاوز الحظر المنزلي عقابا شديدا دون رحمة أو هوادة في قادم الأيام تحت أي ظرف من الظروف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى