يخرِبْ مَطَنَّكْ

يخرِبْ مَطَنَّكْ / كامل النصيرات

منذ سنوات وعلماء اللغة العربيّة يجوبون السهول والوديان و الصحارى بحثاً عن (المَطَنّ)..! فأيّ عالم لغويّ كبير أفنى عمره في (الفيلولوجيا) ويتفشخر أمام الناس كلّ الناس بأنه يعرف كلّ كلمة من أين جاءت وكيف كبرت وانزاحت وتدحرجت ؟ وكيف صار لها قيمة ومعنى جديدان ؟ فليس من السهل أن يسمع ذلك العالم جملة (يخرب مطنّك) ويبقى مكتوف الأيدي والأرجل..! يجب أن يتوصل لنتيجة ..يجب أن يرتاح..يجب أن يشعر بأنه حقّق إنجازاً عظيماً بفكّ لغز (المَطَن) الذي يصرّ الأردني على خرابه كارتباط شرطي وقرين له أينما حلّ وارتحل..!
لا تحسبوا الأردني يتكلّم عبثاً..فالمطنّ تعني المطنّ..وهو يقصد ما يقول..فقد يكون المطنّ : شبحاً أزعر..وقد يكون : حضارة تحت الأرض..وقد يكون : الأسعار التي لا يضبطها ضابط..وقد يكون المطنّ هو بيتك ..لأن الشهير الآخر في دعاء الخراب الشعبي : يخرب بيتك..ولكنّ المطنّ تحمل مديحاً ودهشة أو كما يسميها علماء البلاغة : المدح بما يشبه الذمّ..!
في النهاية هي شتيمة مديح..نظهر عند المجتمعات التائهة..مجتمعات بدها وما بدها..مجتمعات كلّما ارادت أن تفرح استحضرت الحزن كي لا يؤخذ عليها عيب الفرح لأنه ليس من حقها..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى