يحدث في #العالم_العربي
#يوسف_غيشان
إنهم يمكرون بنا، لا تصدقوا عفوية انهماكنا في التفاصيل غير المهمة على الإطلاق، وضياعنا بين أطنان من #المعلومات والهرطقات و #الحوارات والمجادلات والمناورات …. أطنان لا يجمعها سوى محاولة أن يمكروا بنا.
طوفان دافق من #الأخبار والإخباريات والمعلومات غير المجدية تمنعنا في ممارسة الشهيق والزفير بشكل طبيعي وإرادي، بل يتحكمون بشهيقنا وزفيرنا على الريموت كونترول، بهدف واضح ومحدد لهم وهو:
منع الناس من الإهتمام بالمعارف الأساسية التي يحتاجونها، وإبقاءهم بعيدين عن المشاكل الإجتماعية التي تواجههم، والذي لا يعرف علّته لا يتداوى لينجو منها …. هذا أمر طبيعي جدا.
لكن غير الطبيعي على الإطلاق هو أن النخب السياسية والاقتصادية المستعربة التي تسيطر على قرارانا السياسي والاقتصادي تنوي أن تبقينا دوما خارج دائرة الحدث، وخارج دائرة الاهتمام بقضايانا وطموحاتنا، حتى تستمر في سيطرتها التامة على مقرراتنا وأحلامنا وأمنياتنا.
وإذا لم تنفع سياسة الإغراق في التفاهات، فلديهم استراتيجيات أخرى كثيرة ومتنوعة من أجل إبقاء الناس على هامش الهامش، فهم يبتكرون مشاكل، أو يكبرون مشاكل صغيرة لتصبح بحجم الوطن العربي:
- مشاكل اقليمية يتم نثرها كالأشواك المسمومة في طريقنا بين فترة وأخرى، ثم تختفي كما جاءت، وتعود لكأنها قادمة من العدم حينما يريدون طبعا.
- انتخابات يتم وسمها ووصمها بالنزاهة …. ثم نضيع بين شرعيتها ولا شرعيتها. تغيّب عن جلسات، هوشات وطوشات اشتباكات بالمكتات والكنادر والمسدسات، يتبع ذلك مجموعة مناسف ومصالحات وتعود الأمور إلى “مجاريها”، ثم تندلع المناوشات من جديد.
- كاميرات في كل مكان تجعلنا نرّكز على ما هو أمامنا فقط، ونمشى “على الخط الخط ونقول يا رب السترة” وننسى ما حولنا وما يجري فينا وما يخطط لنا …. وننهمك في معارك بائسة مع الكاميرات من أجل التحايل عليها بينما هم يحتالون علينا في كل شيء لأننا نكون مثل الأحصنة التي يضعون الجلد على جوانب عيونها، فلا نرى إلا ما يريدوننا أن نراه، وكما يريدوننا أن نراه، وليس كما هو في الواقع.
وتلولحي يا دالية