“يتساءل واهنون” / أزهر عبدالله طوالبه

“يتساءل واهنون”
أمّا بعد ،
فإنّ الوطن خلافاً لكلّ أبنائه يشعر بالقوّة، وسوف ينال من كلّ من يوهنُ الشّعور الوطنيّ.
الوطن يشعر بالانتصار.
الوطن يصنع المجد.
الوطن يبني ذاته.
الوطن على شفا حفرةٍ من الضّوء.
ولكن،
من هو الوطن يا أوغاد ؟
أليس نحنُ الوطن ؟
أليس الوطنُ لأهل الوطنية وهُم ” الفُقراء الشُرفاء” ؟
أليس الوطن هو هذه الأرض وما عليها من كائنات تعيش على الكثير من السّكريات والقليل من البروتينات ؟

ألا يشمل الوطن هؤلاء الذين يموتون فداه ؟!
ألا يشمل الوطن من يعيشَ ضنك الحياة فيه ؟!
ألا يشمل الوطن من حُرموا من حق التعليم ؟!
ألا يشمل الوطن من حُرموا حقّ المُعالجة ؟!
ألا يشمل الوطن من سُرّحوا من وظائفهم؛ بسبب وجودهم بوجه الفاسدين ؟!

أليس المخطوفون حلماً ومالاً ومواطنةً وحتى الذين ظُلموا لأجل الوطن، أعضاءً من هذا الوطن ؟
الشّباب الذي يُحرم من المُستقبل الجيد، ويبدأ البحث عن الهجرة برّاً بحراً جوّاً وبطرق غير شرعيّة حتى؛ هارباً من مُعانته والظُلم الذي يتعرض له في هذا الوطن، أليسَ جزءاً من الوطن ؟
أليس الشّباب الذي يُساق إلى مقبرة الأحلام مُكبّلاً بالأصفاد جزءاً من هذا الوطن ؟!
أليس الأفراد الذين يشتمون السّاعة التي كانوا بها أُردنيون وهم ينتظرون الوظائف عن طريق ديوان الخدمة، جزءاً من هذا الوطن ؟!

كيف يشعر كلّ هؤلاء بالضّعف، ولا يشعر الوطن إلّا بالقوّة ؟!
فهل قُوة الوطن لم تُقترن بقوةِ المُوطن الفقير ؟!
أم أنّ ضُعف المواطن هو السببُ في قوة الوطن؟!

مقالات ذات صلة

وهل قوةُ الوطن تُسّتمدُ من أهل الفساد، وسُكان دابوق ودير غبار ؟!
وهل أصبحَ الفساد من أحد شروط العيش في هذا الوطن ؟!

كيف يستطيع أحدنا أن يوهن الشّعور الوطنيّ؟!
فهل كان الشّعور الوطنيّ قويّاً بما فيه الكفاية ليستطيع أحدُنا وهنه ؟!

يتساءل واهنون..

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى