يا صاحب الشأن ! / خالد عياصرة

يا صاحب الشأن !
ان اردت بيع سيارتي، وكتبت فيها كمبيالة أو تنازل للمشتري وفق الأصول المتعارف عليها قانونيا، هل تصير السيارة لصاحبها، دون تحميله تكاليف جديدة.

هل يجدي قانون الجباية الجديد الخاص بنقل ملكية السيارة حينها ؟

السيارة في اميركا تباع و تشترى دون جمارك، يتم فرض ضريبة بسيطة على المشتري، مثلا سيارة هوندا موديل 2002 6 سلندر يترتب عليها رسوم نقل ملكية وتسجيل، ما يقارب 90 دينار, وهذه تختلف باختلاف حداثة السيارة وسعرها، فسيارة الهوندا تختلف عن المرسيدس أو الجيب، لكنها لن تصل الى ما وصل إليه قانون نقل الملكية الجديد في الأردن .

بعد ذلك يذهب المشتري لفحص السيارة ( فحص البيئة ) وهذا بكلف ما يقارب من 70 دينار، يمكن تسمية هذا الإجراء وفق مصطلحات الاردن بالترخيص.

مقالات ذات صلة

لذلك، من النادر أن تجد اميركي لا يملك سيارة، طبعا؛ هذا لا علاقة له بقدرة الدولة على تصنيع السيارات، فالامريكي يفضل السيارات اليابانية لجودتها، و توفيرها في فاتورة البنزين، ومن ثم السيارات الاوروبية.

في الاردن كل شيء مقلوب، اذا الدولة تسير على حل شعرها، و ” الشاطر ” من بنهش بلحمها، من ثم يحملون نتائج سقوطهم للشعب، فالشعب أبو المحامل، ومن يتقاضى راتبا لا يتخطى حاجز 400 دينار في الشهر, قادر على التحمل أكثر ممن رصيده الالاف وارصدته واملاكه لا تحصى، بذا الشعب هو اولى منهم في سداد فواتير فشلهم، رغما عن شوارب رجالاته !

العبرة هنا، هي أن الظلم الذي يعم المملكة ويحاول تغطيته اصحاب المسؤولية لكونهم جزء منه، لابد وأن ينقلب على سدنته كرد فعل على استهتارهم وعدم مسؤوليتهم.

لكن، فعليا لا يسال عنه أمام الله وأمام الشعب والتاريخ إلا صاحب الولاية العامة الحقيقي الذي يحمل السلطات الثلاثة بيده يسيرها كما يشاء.

أعتقد أن زمن الخطابات الرنانة لم يعد موجودا و مجديا، والشعب الذي كان يساق كما الخراف أضحى متعلما واعيا مثقفا، لكنه خائف متوجس على بلده أن أعلن اعتراضه على أفعال الحكومات.

فيا صاحب الشأن، انزل الى حيث الناس في مدنهم وقراهم, وبواديهم, اسمع همومهم شكواهم من افواههم، لا تنتظر ما يقوله المسؤولون، فهم حريصين على إخفاء الحقيقة وتجميلها إرضاء لك، مع أن الحقيقة مرة، ومرارتها قد تنفجر بوجه الجميع بحيث لا يصير هناك رابح وخاسر، فالجميع سواسية في النتيجة !

#خالدعياصرة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى