” يا شينغلو … يا جوزليه ” / د. محمد شواقفة

في حالة نادرة من الوقت المستقطع مع والدي حفظه الله …. و مكرها غير مجبر تابعنا سويا برنامج الجزيرة هذا الصباح …. و فاجأنا المذيع و هو يقدم لنا ” الشنغلو” و هي حسب تقريره و اعتقاده و يقينه أنها إختراع زراعي و إكتشاف بيئي و ربما سبق صحفي …. و كانت المقدمة: “شئ من الخارج بطيخ و من الداخل شمام و طعمه طعم خيار “… و لم تك صدمة لنا عندما شاهدنا أكواما من ” الجعابير ” …. طبعا مرفق الصورة لمن لا يعرفها …. و راح يعدد لنا الاعجاز العلمي و التقني و تطور التقنية الزراعية في بلد المنشأ و هي حسب التقرير أحد سهول الاناضول في تركيا ….. الملفت للانتباه أن جميع المذيعين : أربعة أو خمسة أبدو دهشتهم و انبهارهم بهذا المخلوق الجديد الذي توصلت إليه قناة الجزيرة ليكون خبرا خفيفا لطيفا …و أنا متأكد أن هناك الكثيرون الذين لم يسمعوا به قبلا …. و هو معروف و مشهور في الاردن بأسماء مختلفة أشهرها : جعبور و في سوريا بإسم : عجور … و هو موجود على جوانب الطرقات من أقصى شمال الاردن إلى جوار شقيقه : الفقوس … و سأرفق له صورة أيضا حفاظا على المودة.

ذكرني تقرير الجزيرة برهط من ” ختياريتنا” عندما زاروا دمشق في بدايات القرن … و أحبوا أن يدللوا أنفسهم بوجبة طعام محترمة من مطاعم الشام المشهورة في تلك الأيام … فقد كانت حياتهم كلها : جريش و عدس و برغل مما تنتجه الارض. و عندما دخلوا أحد المطاعم جاءهم الجرسون بقائمة للوجبات…. و حسب رواية أحدهم و الذي كان أكثر تفتحا من غيره… لم يعرفوا من الاسماء أي من مكونات الاطباق و لكنهم آثروا أن لا يظهروا بأنهم لا يعرفون … فوقع اختيارهم على وجبة اسمها ” جوزلية”…. و كم كانت صدمتهم و انبهارهم عندما شاهدوا ما يعرفونه جيدا جدا …أطباقا من ” شوربة العدس”…. عندها أطلق أحدهم مقولته التي ذهبت مثلا ” آه يا جوزلية … إسمك تغير عليه ”

أتمنى على وزارة سياحتنا إعداد تقرير عن كنوزنا الزراعية و التي تشمل : الجعبور و الحروش و الفقوس و ربما الجلتون و الدريهمة و الخرفيش….و التي قد تكون عوامل جذب للسياح الاردنيين الذين يتوافدون على تركيا يبحثون عن شرائح الفقوس المبرد أو يلتقطون صورا مع الجعبور الذي بات اسمه “شينغلو” !!

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى