في حالة نادرة من الوقت المستقطع مع والدي حفظه الله …. و مكرها غير مجبر تابعنا سويا برنامج الجزيرة هذا الصباح …. و فاجأنا المذيع و هو يقدم لنا ” الشنغلو” و هي حسب تقريره و اعتقاده و يقينه أنها إختراع زراعي و إكتشاف بيئي و ربما سبق صحفي …. و كانت المقدمة: “شئ من الخارج بطيخ و من الداخل شمام و طعمه طعم خيار “… و لم تك صدمة لنا عندما شاهدنا أكواما من ” الجعابير ” …. طبعا مرفق الصورة لمن لا يعرفها …. و راح يعدد لنا الاعجاز العلمي و التقني و تطور التقنية الزراعية في بلد المنشأ و هي حسب التقرير أحد سهول الاناضول في تركيا ….. الملفت للانتباه أن جميع المذيعين : أربعة أو خمسة أبدو دهشتهم و انبهارهم بهذا المخلوق الجديد الذي توصلت إليه قناة الجزيرة ليكون خبرا خفيفا لطيفا …و أنا متأكد أن هناك الكثيرون الذين لم يسمعوا به قبلا …. و هو معروف و مشهور في الاردن بأسماء مختلفة أشهرها : جعبور و في سوريا بإسم : عجور … و هو موجود على جوانب الطرقات من أقصى شمال الاردن إلى جوار شقيقه : الفقوس … و سأرفق له صورة أيضا حفاظا على المودة.
ذكرني تقرير الجزيرة برهط من ” ختياريتنا” عندما زاروا دمشق في بدايات القرن … و أحبوا أن يدللوا أنفسهم بوجبة طعام محترمة من مطاعم الشام المشهورة في تلك الأيام … فقد كانت حياتهم كلها : جريش و عدس و برغل مما تنتجه الارض. و عندما دخلوا أحد المطاعم جاءهم الجرسون بقائمة للوجبات…. و حسب رواية أحدهم و الذي كان أكثر تفتحا من غيره… لم يعرفوا من الاسماء أي من مكونات الاطباق و لكنهم آثروا أن لا يظهروا بأنهم لا يعرفون … فوقع اختيارهم على وجبة اسمها ” جوزلية”…. و كم كانت صدمتهم و انبهارهم عندما شاهدوا ما يعرفونه جيدا جدا …أطباقا من ” شوربة العدس”…. عندها أطلق أحدهم مقولته التي ذهبت مثلا ” آه يا جوزلية … إسمك تغير عليه ”
أتمنى على وزارة سياحتنا إعداد تقرير عن كنوزنا الزراعية و التي تشمل : الجعبور و الحروش و الفقوس و ربما الجلتون و الدريهمة و الخرفيش….و التي قد تكون عوامل جذب للسياح الاردنيين الذين يتوافدون على تركيا يبحثون عن شرائح الفقوس المبرد أو يلتقطون صورا مع الجعبور الذي بات اسمه “شينغلو” !!